ما أن انطلقت الحلقات الأولى من المسلسلات الرمضانية، حتى بدأ هوس المحطات اللبنانية، أي "الرايتينغ"، يتضح شيئاً فشيئاً. فبعد أن غصت الشاشات بالترويج لبرامجها ومسلسلاتها، جاء دور المشاهد ليختار ما يريد مشاهدته. إلا أن بعض المحطات لا ترضى بالواقع كما هو، فتدعي كل عام بأنها الأولى وتعتبر أن "الأرقام" مؤامرة عليها.
حصل "العربي الجديد" على لائحة بأكثر 10 مسلسلات مشاهدة، وفق إحصاءات شركة "ايبسوس"، تابعها اللبنانيون عبر المحطات المحلية خلال الأسبوع الأول من رمضان، من الثامنة والنصف مساء حتى منتصف الليل. مستثنياً منها نشرات الأخبار والإعادات والبرامج الدينية، والتغطيات المباشرة، كما حصل منذ يومين بانفجار "بنك لبنان والمهجر"، الذي وقع في بيروت.

وجاءت الأرقام هذا العام صادمة، قلبت موازين الدراما في لبنان (إلا إن تبدلت في الأيام المقبلة وهذا الأمر حصل في السنوات المنصرمة)، إذ نالت قناة "أل بي سي" المرتبة الأولى من خلال المسلسل اللبناني "مش أنا" بمعدّل نسبة مشاهدة بلغت 15.5 في المئة من المشاهدين في الدقيقة.

فاجأ هذا العمل الجميع، فبالرغم من تكلفته المتواضعة بالنسبة لباقي المسلسلات كـ "نص يوم" الذي صُوّر في العديد من البلدان، استطاع أن يتربع على عرش رمضان، فقصة الحب التي ولدت في ظروف غير مألوفة بين كارين رزق الله وبديع أبو شقرا، والتي وُضعت في قالب اجتماعي- كوميدي دخلت إلى قلوب اللبنانيين على ما يبدو. أيضاً احتل المسلسل اللبناني "وين كنتي" بطولة (ريتا حايك وكارلوس عازار) الذي تعرضه الـ "أل بي سي" المرتبة الثانية بمعدّل نسبة مشاهدة بلغ 13.4 في المئة من إجمالي المشاهدين في الدقيقة. فهذا العمل لم يخذل القيمين عليه والمحطة، واستطاعت ريتا حايك أن تنتقل من المسرح إلى الدراما بنجاح وبخطوات واثقة وأداء يعتبر إلى اليوم جيداً، بالرغم من بعض الانتقادات التي وُجّهت إليها، في بعض المشاهد التي قلدت فيها نادين نسيب نجيم، كالنظرات والمشية والضحكة.

حلّ ثالثاً بمعدل نسبة مشاهدة بلغ 10.34 في المئة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، مسلسل "باب الحارة"، الذي ضربه الملل وفقد جمهوره هذا العام، فالتعليقات السلبية والناقدة للعمل، والشخصيات التي تغيرت وجوهها وانمحى أثرها، والأخرى التي أحياها المخرج من الموت وغدت شخصيات بأسماء أخرى، كافية لتراجع نسبة المشاهدة.

قد لا يروق لـ "ام تي في"، أن يحل "صرخة روح" في المرتبة الرابعة بمعدل 7.27 في المئة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، فالقناة عوّلت عليه كثيراً، إلا أنه لم يأتِ بقدر التوقعات، فالخماسية حول "صطيف" الذي يؤدي دوره محمد حداقي، الرجل الفقير والمعدم والمشوه، والمتيم بـ"حلا" تشخصها جيني إسبر، التي تجبر على الزواج منه، يبدو أنها غير مجدية لـ"الرايتينغ" الرمضاني.

الثنائي تيم حسن ونادين نسيب نجيم هذا العام لم يتمكنا من المنافسة على المراتب الأولى، إذ احتل مسلسل "نص يوم" الذي تعرضه قناة "الجديد" المرتبة الخامسة بمعدل 6.4 في المئة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة. إذ يبدو أن اقتباس رواية أجنبية وتحويلها إلى مسلسل عربي، والتقنيات العالية الجودة والمبالغ الطائلة التي صُرفت على التصوير في العديد من البلدان لم تسعف المسلسل، وأن المشاهد ملّ من الأعمال العربية المشتركة، المعلبة بمناظر خلابة وسيناريو محبوك بحب مفتعل لا مبرر له، وهذا الأمر أثبتته الأرقام.

وحلّ مسلسل "يا ريت" عبر "ام تي في" سادساً، بمعدل 5.25 في المئة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة. وعلى غرار "نص يوم" لم ينجح العمل المشترك بين لبنان وسورية بدخول المنافسة، والممثلة ماغي بوغصن التي يتوجها زوجها المنتج بطلة في كل مسلسل لم تعد تقنع المشاهد. ولم يستطع مكسيم خليل تغطية أدائه السيئ، أو تحويله إلى نجاح.

المراتب الأخيرة على هذا النحو: مسلسل "عطر الشام" الذي يعرض على "ال بي سي" في المرتبة السابعة بمعدل 4.5 بالمئة. أما مسلسل "خاتون" الذي تعرضه "ام تي في" في المرتبة الثامنة بمعدّل نسبة مشاهدة بلغ 3.9 في المئة. مسلسل "جريمة شغف" الذي تعرضه قناة "الجديد" في المرتبة التاسعة بمعدل 3.1 في المئة. وفي المرتبة العاشرة والأخيرة جاء مسلسل "دومينو" الذي يعرض على الجديد أيضاً.   عمر قصقص- العربي الجديد