إرنستو “تشي” جيفارا من مواليد (14 حزيران 1928) ثوري كوبي ماركسي أرجينتيني المولد، تلقى تعليمه وتخرج بشهادة طبيب، وكان أيضاً زعيم حرب العصابات، فقد كان قائداً عسكرياً محنك، قاد كوبا خلال الثورة الكوبية، وهي ما جعلت منه بطلاً قومياً، وزادت شعبيته في نفوس الناس حتى بعد مماته إلى أن أصبح رمزاً وشارة عالمية للثورات والعدل.

 

تخرج إرنستو من جامعة “بوينس آيرس” عام 1953، وعقبها سافر إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه المقرب “ألبيرتو غرانادو” بواسطة دراجة نارية، وهذه الرحلة حددت أحاسيسيه وبنت مشاعره تجاه الظلم الكبير الواقع على أمريكا الجنوبية من الإمبرياليين على أبسط مزارعي أمريكا اللاتينية، فمشاهدة الفقر غيرت ما في داخه، بعد ملاحظته خلال الرحلة أن هذه المنطقة تتأصل فيها التفاوتات الطبقية الإقتصادية والتي بدورها أدت إلى الرأسمالية الإحتكارية من جهة، واستعمار الإمبريالية من جهة أخرى، فكان الحل في رأيه حدوث ثورة عالمية، وبينما كان جيفارا يسكن في مدينة المكسيك، تعرف على راؤول وأصدقائه المنفيين والذين كانوا يتجهزون لثورة بإنتظار خروج “فيدل كاسترو” من السجن في كوبا، وبالفعل ما إن خرج من السجن حتى أخذ “تشي” القرار بالإنضمام إليهم في الثورة الكوبية، فإنضم إليهم في حركة 26 يوليو، والتي غزت كوبا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تلعب دور كبير في دعم الدكتاتور الكوبي الكبير “فولغينسيو باتيستا”، وسرعان مابرزت مهارة جيفارا في القيادة ليصبح الرجل الثاني في القيادة، فكان دوره محورياً في نجاح هذه الحملة لمدة عامين من القتال المسلح، والتي قضت على نظام باتيستا.

 

قام غيفارا في أعقاب الثورة الكوبية بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة، وشمل هذا إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وأسس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي بإسم الاشتراكية الكوبية، وكان له الدور في جلب الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفييتي عام 1962 إلى كوبا والتي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية، بالإضافة إلى ذلك له عدة مؤلفات ما بين قصائد مثل: “ماريا العجوز ستموتي أحدثك بجدية”، “ولا تطلبي الموت رحمة”، وعدد من الكتب مثل: “حرب العصابات”، “الأسفار تكون الشباب والوعي”، “لم انسى”، كما ألف ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية “رحلة شاب على دراجة نارية”.

 

خرج جيفارا من كوبا عام 1965 للتحريض على الثورات الأولى الفاشلة في “الكونغو كينشاسا” ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، فتم إلقاء القبض عليه على يدي قوات وكالة الإستخبارات المركزية، بمساعدة القوات العسكرية البوليفية، ليتم إعدامه في ٩ أكتوبر عام ١٩٦٧والإبتسامة هي كل ما تملأ وجهه.

 

لا تزال شخصية غيفارا التاريخية تنال كلا من التبجيل والاحترام، مستقطبا المخيلة الجماعية في هذا الخصوص والعديد من السير الذاتية والمذكرات والمقالات والأفلام الوثائقية والأغاني والأفلام، بل وضمنته مجلة “التايم” من ضمن المائة شخص الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، في حين أن صورته المأخوذة من قِبل “ألبرتو كوردا” والمسماة “غيريليرو هيروويكو” وتعني بالعربية “بطل حرب العصابات”، اعتبرت “الصورة الأكثر شهرة في العالم”.

له أقوال كثيرة خلدت في التاريخ منها: “إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق”، “لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمّني أن يبقى الوطن”، “أينما وجد الظلم فذاك هو وطني”، وغيرها.

 

تزوج “تشيجيفارا” مرتين، الأولى من “إيلدا جاديا”، والثانية من “أليدا مارش”، وله أليدا تشي جيفارا