أوضحت أوساط وثيقة الصلة بتيار "المستقبل" ان إطلالات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ستتخذ طابعاً موسعاً وأكثر كثافة ودلالة لأنها ستشمل إفطاراتٍ سيقيمها تياره في مناطق مختلفة وسيكون الحريري حاضراً فيها جميعاً.

ولفتت هذه الاوساط الى ان إفطارات شعبية شبيهة بتلك التي نظمها التيار في بيروت ستقام في طرابلس والبقاع ومناطق أخرى لم تحددها، في ما يعني ان الحريري ماض في نهج الاختلاط والحضور المباشر مع جمهوره في كل مكان لاحتواء كل التداعيات التي أثارتها الانتخابات البلدية، والتي يبدو واضحاً ان خصوم الحريري شاؤوا جعْلها فرصة ثمينة لتضخيم بعضها من اجل تصوير أوضاع التيار كأنها تعاني أزمة قاتلة.

وأضافت الأوساط نفسها ان الوقفات المتعاقبة والمواقف التي شرع الحريري في إطلاقها تصاعدياً ستترك أثراً فعالاً في إعادة تصويب الصورة التي ركّزت الحملات الدعائية المضخّمة على إعلائها، في حين توقّعت ان تبدأ حركة الحريري بردّ المشهد الى حقيقته وتالياً إعادة فرْض حسابات مختلفة سواء على الخصوم ام على الحلفاء وداخل "تيار المستقبل" نفسه. اذ ان قرار الحريري لا يقف عند المواقف الكلامية وحدها بل يتجاوزه الى إجراءات واسعة سيبدأ تنفيذها تباعاً، من خلال عقد اجتماع للمكتب السياسي لتيار "المستقبل" اليوم يكتسب اهمية لجهة بدء ورشة مراجعة شاملة ذاتية لمسار التيار وأوضاع مؤسساته، والتي لا يُستبعد ان تطلق مساءلة هي الأولى من نوعها في تاريخ نشأة هذا التيار.

وقالت الأوساط الوثيقة الصلة بتيار "المستقبل" انه ضمن هذا السياق يبدو واضحاً ان الحريري لا يبدي اي استعداد للتراجع عن الخيارات الكبرى التي اتخذها ومن أبرزها دعمه لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رغم كل ما قيل وجرى بناؤه من أوهام وحسابات متسرّعة مخالِفة لدى بعض الجهات، ولا سيما منها الحلقة المحيطة بالعماد ميشال عون. 

وتبعاً لذلك، سيكون من الأهمية بمكان رصد ردود الفعل الجديدة على مواقف الحريري الذي كانت مختلف القوى ترصد إطلالاته ومواقفه ولا سيما منها في الجانب الرئاسي، علماً ان مضي الحريري في دعم فرنجية يشكل إثباتاً اضافياً على ان ملف الأزمة الرئاسية سيمضي الى مزيد من جمود وانسداد لان من غير المتوقع ان يطرأ اي عامل جديد داخلي او خارجي في وقت منظور من شأنه تحريك هذه الأزمة

الراي