ليس في هذا النصّ ثأرٌ تجاه أحد. إنّه رأي مبدئي تكوّن بعد أسبوع من المشاهدة. ثلاث بطلات في ثلاثة مسلسلات: نادين نسيب نجيم في "نصّ يوم" ("الجديد")، ماغي بو غصن في "يا ريت" ("أم تي في") ونادين الراسي في "جريمة شغف" ("الجديد")، كلّ منهن أرخت انطباعات في المُشاهد. فماذا عن الشخصية وقوّتها؟

لم ينطلق "نص يوم" بزخم انطلاق "جريمة شغف"، ثم دار الدولاب وانقلبت المعادلة. نجيم بشخصية يارا أمام منعطف تمثيلي. أداؤها "حربائي"، تتلوّن وتتقمّص الوجوه والمواقف. هنا الدور يفرض نفسه فإذا بنجيم تؤدّيه، حتى الآن، باتقان. الشرّ في وجه جميل وعينين تكذّبان براءتهما. واللغز في ماضِ زائف وحاضر عقيم. نجيم بارعة في أداء تجربة تمثيلية جديدة (موضوع آخر اقتباس المسلسل عن فيلم)، لديها قدرة تطويع الدور بنظرات تحمل التناقض. ليست الغاية إجراء مقارنات عبثية بين وجوه لا تشبه بعضها، لكلّ منها شخصية مغايرة عن الأخرى وبعيدة منها. لكنّ نجيم بإمساكها الدور وتحكّمها به، تجعل المقارنات واردة، فيما الراسي وبو غصن عالقتان بين التقدّم خطوة والبقاء حيث هما.

في "جريمة شغف"، لم يبدأ دور نادين الراسي بعد. حلقات مرّت وهي في وضعية ذرف الدمع الغزير. المسلسل انطلق ثم هَمَد. وحتى الآن ننتظر تطوّراً يعيد الحماسة إليه. الراسي لم تترك انطباعات واضحة حول دورها. انقضى أسبوع ولم تظهر ملامحه، وهذا ليس لمصلحتها. الزجّ في السجن والبكاء طوال الوقت لا يصنعان شخصية فارقة. ننتظر أن يتحرّك المسلسل قليلاً، فلا تظلّ الراسي متكئة على دموع لا تجفّ.

في "يا ريت"، بدأ دور ماغي بو غصن يتبلور. لم تثبت تمثيلياً أنّها رقم صعب. لا بأس بالانتظار لنرى الشخصية في تمرّدها وخوفها ورفضها جحيم ماضيها. بو غصن إن لم تُعطِ الدور حقّه، سيُقدَّم متراخياً على هيئة ما شاهدناه في السينما حين أوكلت إليها أدوار البطولة. ليس كلّ دور صفاء الوجه وتدبيل العينين. ولا انهيارات نفسية وارتماء تحت تأثير الصدمة. علينا بالمشاهدة، فالأسبوع ليس كافياً لوضع الشخصية على السكّة. لن نكون من الظالمين ونقول إنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه.

فاطمة عبد الله.