رأى العلامة السيد علي فضل الله "مشكلتنا في ساحاتنا أننا فقدنا الحس الإنساني المفتوح على الآخر، بحيث نطيف كل شيء ونمذهبه، حتى على مستوى الألم، بحيث لا نتألم إلا لألم الذين ينتمون إلينا، وباتت صور القتل والدمار غير المبرر لا تهزنا، عندما يكون الذين يُقتلون من دين آخر أو مذهب آخر أو ممن نحن على خلاف سياسي معهم".
وفي كلمة له في الذكرى السنوية للراحل الشيخ خليل حسين في قرية بنهران في الكورة، لفت فضل الله الى انه "يراد للحروب أن تستنزف الموارد والدماء لحساب الذين يملكون خيوط اللعبة"، داعياً إلى التمسك بالعدل، مهما كانت الظروف، ولا سيما في واقعنا السياسي. وعندها نستطيع أن نخفف الكثير من التوترات والعصبيات التي باتت تتحكم بواقعنا".
وأشار إلى ضرورة أن "نكون واعين في هذه المرحلة الخطيرة الَّتي يراد للفتن والحروب فيها، أن تستنزف الموارد والدماء في المنطقة لحساب الذين يملكون خيوط اللعبة في نهاية المطاف، وذلك تحت عناوين طائفية ومذهبيّة وقومية".
وشدد على "اننا نريد للبنان أن يكون نموذجاً وقدوة وعنوانا، ليس للتعايش فحسب، بل للتلاقي بين كل الديانات والمذاهب، وأن نعكس هذه الصورة الجامعة عن قدرة الأديان في التحاور والتلاقي والتعايش فيما بينها".
ورأى أن "مسؤوليتنا كبيرة في هذا البلد، ولا سيما العلماء، في العمل على تأكيد القواسم المشتركة، والإضاءة على هذه النّقاط، حتى لا تنسى وسط هذا الظلام الذي تعيشه المنطقة، والدعوة إلى اللقاءات الحقيقية، بعيداً عن لقاءات المجاملة أو الاجتماعات التي تعقد لمجرد أخذ الصور".
وأشار الى ان "ما يجري في المنطقة ليس صراعاً مذهبياً، بل هو صراع سياسي تستخدم فيه مفردات وشعارات مذهبية".