الرواية باتت حديث الناس، مفادها ان سيدة رمت شباكها، فاصطادت عشرات ملايين الدولارات من "كونتوار" للتسليف المالي.

وعلقَ في مصيدتها ضحايا كثر، غالبيتهم رجال أعمال ووزراء وأصحاب مناصب أمنية رفيعة المستوى، رهنوا عقاراتهم مقابل مبلغ مالي، فباعتها وهربت بثمنها، تاركة خلفها "زبائن" مصدومين بامرأة ثلاثينية نجحت في تمثيل دور سيدة اعمال، ليتضح أنها خدعتهم واوقعت بهم.

هي ايليانا ض.، "البطلة" الجديدة لمسلسل "الاحتيال والنصب المالي" الذي بُثَّت أولى حلقاته، من دون أن تتضح الصورة بعد عن مدى ضخامة انتاجه.

  ولا حتى كوخ!

ابنة عندقيت- عكار نجحت في تكوين شبكة علاقات تمكنت عبرها من الايقاع بكل من تربصت به. كانت تخطط بعناية، قبل ان تنقض على "فريستها"، مستخدمة سلاح معارفها.

فتوحي بالثقة "للزبون"، يتدين منها بالفائدة مقابل رهن عقاري تفوق قيمته أضعاف قيمة القرض، أو مقابل عقد بيع ممسوح أو وكالة غير قابلة للعزل، لتعمد بعدها الى بيع العقار، وفق مصادر متابعة للملف.

  عن تلك السيدة، قال مختار بلدتها ان "ايليانا هي وحيدة والديها، من مواليد 1981، سكان بيروت، لا تزور وعائلتها عندقيت الا في المناسبات. عائلتها متواضعة.

والدها عسكري متقاعد من الجيش، وهو منفصل عن والدتها من مدة طويلة. بدأت قصتها في عالم الفائدة من فترة غير قصيرة، لتفتح من نحو عام ونصف العام "كونتوارا" للتسليف العقاري في منطقة الدورة - برج حمود. لكنها لم تشتر أي عقار في بلدتها التي لا تملك عائلتها فيها منزلاً، لا بل حتى كوخ. لكنها شبها تدور حول نصبها على احد ابناء البلدة، الياس القاضي، وتربطه بها قرابة. كذلك نصبت على أخوال لها، وهم من عائلة محفوظ".    

  "ذهبت مع الريح"

فجأة "انفجر" الخبر: ايليانا "محتالة". والقنبلة اصابت في الصميم المعنيين بعمليات نصبها فالسيدة لا تلعب الا على كبير. وكل عقار مرهون تصل قيمته الى مئات ألوف الدولارات، وكلها ذهبت مع الريح التي لم يُعرف حتى الساعة أين قذفت بالأموال وسيدة الأعمال.  

بعد "الانفجار"، يحاول المتضررون احصاء "الدمار". وبدأ تداول أسماء اصابتها الشظايا، منها النائب شانت جنجنيان الذي أسس معها شركة خدمات أمنية العام 2012.

وقال في اتصال مع "النهار": "يزج الاعلام باسماء، يمينا ويسارا ومن له معي ليرة، ليتفضل. نحن في الشركة الأمنية لا علاقة لنا، لا من قريب ولا من بعيد، بشركة التسليف المالية. وسيبيّن القضاء في النهاية الحقائق الامور كلها بيده وآسف لتعامل بعض الاعلام مع هذا الموضوع بضجة اعلامية لا أكثر، فينشر أخبارا وأرقاما، من دون التأكد من أي مصدر".      

هكذا تجذب زبائنها

جنجنيان لا يعرف ايليانا سوى من خلال الشركة الأمنية التي جمعتهما. "نحن في مرحلة لم يتضح بعد ماذا حصل. المعضلة طور التطور.

لا رقم محددا للمبلغ الذي فقد. الامور ستثار قريباً علنا. والتحقيق جار"، على ما افاد وعن مصير الشركة الأمنية، قال: "لا علاقة لها. نحن في صدد فصلها وحذف اسم ايليانا منها عملنا لا يزال مستمراً، وهناك عائلات تعتاش من ورائه".  

وكيف تمكنت ايليانا من جذب "الزبائن"؟ اجاب: "من اعلانات في الجرائد والمجلات، ومن خلال معارف. على سبيل المثال، استغلت اسمي للتعرف الى أشخاص، كذلك، استغلت اسماء مسؤولين في الدولة، كي تتعرف اليّ. وبهذه الطريقة، كانت تعطي الناس نوعا من الارتياح".    

  ثقة "أعمته"

من ضحايا ايليانا، قريبها الياس القاضي الذي خسر 900 الف دولار "بعدما رغّبته"، على قوله، "في شراء شقة في انطلياس من احد الاشخاص".

وروى: "هاتفني، وقال لي ان ايليانا تريد وكالة لتعطيني صك ملكية باسمي. كانت ثقتي بها كبيرة. قلت له ان يفعل ما تطلبه منه. ثم وصلتني رسالة على "الواتس اب" تطلعني أن ايليانا باعت العام 2014 شقتي لرجل يدعى جورج ابو شقرا".

وتدارك: "انها قريبتي وحبيبة قلبي وابنة ضيعتي. ولا أحد يعرف ماذا حصل سوى الله. ونقوم بالاجراءات اللازمة لاسترداد واحد بالمليون من حقنا".    

  حاليا، تحقق "المباحث المركزية التابعة للشرطة القضائية في القضية. وحتى الساعة، لم يتم توقيف اليانا، ولم يُحدد مكانها"، وفقا لمصدر أمني. والجميع في انتظار الايام المقبلة التي ستكشف ملابسات عملية بطلتها سيدة أوقعت بشخصيات يعتبرها البعض عصية! النهار