إنه مسك الختام، يقطع موسم كرة القدم أمتاره الأخيرة المتبقية له ثم يودع تاركاً الكثير من الكلام عن سخونته ونجاحاته التي تركها إن كان على صعيد «الدوري» او «الكاس»، وكلاهما كان حافلاً حتى الرمق الأخير.
ومثلما كانت السخونة عالية في مباراة الأسبوع الأخير لـ «الدوري» الى درجة أنه كان يصعب معها تحديد البطل في مباراة «العهد» و «الصفاء»، وبقي الأمر مبهماً حتى الثواني الأخيرة، فإن نهائي «الكأس» قد لا يقلّ غلياناً وإثارة عن «الدوري»، إذ إن الفريقين يشكلان قطبي الكرة اللبنانية وعلامتين بارزتين من أعلامها وروحها وحلاوتها، وكل ما تملك من فنيات وإيقاعات متعدّدة المواهب بنجوم بارزة ومواهب فضفاضة هي الوجه البارز للعبة والأفضل على الساحة حالياً.
هو عرس كروي بكل ما للكلمة من معنى، وقمة متجددة خاصة لها نهكتها، بين قطبين اعتادا أن يُمتعا الجميع وأن يحوّلا الملاعب الى مسرح متعدّد الخامات لذلك، فان النهائي غداً (16.30)، على «ملعب برج حمود»، يجب أن يتحوّل الى حفل تنصيب وطني بروح رياضية عالية تثبت أصالة الجمهور اللبناني وتطوره الرياضي والعقلي والنفسي ما يعني أنه على الجميع الا يذهب كثيراً بالتشجيع من منطلق الحرص على المقومات الأخلاقية وهو قادر على ذلك.
وإذا كان الجمهوران قد باتا ملح الملاعب، فإن المسؤولية أصبحت كبيرة عليهما الى درجة أن على كل جمهور ان يفرح ولا يحزن، وأن ينسجم مع كل القرارات التحكيمية أو الفنية أو غيرها، وأن لا ينجرا الى أمور بعيدة عن كرة القدم وتعاليمها.
يبحث «النجمة» عن اللقب السادس له اذ كانت المرة الأخيرة التي أحرز بها «الكأس» في الموسم 97 / 98 ، ومنذ ذلك الوقت فإنها لم تدخل أبوابه، علماً ان سبق له وفاز بها في المواسم 1971 و1987 و1989 و1997 و1998، وهو النهائي الثاني له في «الكأس» توالياً بعد خسارته اللقب أمام «طرابلس» (1 ـ 2)، العام الماضي، والثالث في السنوات الخمس الأخيرة (خسر نهائي العام 2012 أمام الأنصار (1ـ 2)، والنهائي السابع له في تاريخه.
أما «العهد»، فإنه يسعى الى لقب خامس بعد المواسم 2004 و2005 و2009 و2011 .
التقى «العهد» و «النجمة» بعد نهائي العام 2004، مرتين فقط في «الكأس»، ففاز «العهد» في المرة الأولى (3 ـ 1)، في الدور ربع النهائي العام 2010، و «النجمة» في المرة الثانية (3 ـ 2) في الدور ربع النهائي أيضاً العام 2012.
ولا تخضع مباراة الغد لأي حسابات فنية معنية ولو أن كفة «العهد» هي الأرجح بكل المقاييس، نظراً لما حفلت بها مباراة «الدوري» في الاياب والتي كاد الفريق العهداوي ان يخرج منها بغلة كبيرة، لكنه اكتفى بالفوز (3 ـ 1).
ويأمل «العهد» في لقب ثالث هذا الموسم بعد «السوبر» و«النخبة»، وسيحاول تعويض خسارته للقب «الدوري»، اذ يعتمد مدربه جاسبرت على قوة ضاربة مؤلفة من النجوم عباس عطوي «اونيكا» وهيثم فاعور والسوري عبد الرزاق الحسين الذي أبلى جيداً في الآونة الأخيرة، الى النفاثة المتألق أحمد زريق والمهاجم السنغالي ممادو (محمد درامي)، وحسن شعيتو والظهير حسين الزين، ناهيك عن مجموعة اللاعبين الاحتياطيين طارق العلي وحسين حيدر ومحمد قدوح، بينما يغيب حسين دقيق لنيله بطاقة حمراء في المباراة مع «الأنصار».
وقد يعمد جاسبرت الى اعادة أحمد زريق الى الوراء والدفع بعبد الرزاق في الجهة اليسرى على أن يعود فاعور الى الوسط ويلعب خليل خميس إلى جانب عباس كنعان في الدفاع.
وفي «النجمة»، فقد لا تختلف الأمور بالنسبة الى النجوم وأصحاب الباع إذ قد تشهد التشكيلة عودة السوري صلاح شحرور ولاعب الوسط الجيد محمد شمص، بينما سيكون حسن المحمد على أتم الجهوزية في الجهة اليسرى يؤازره خالد تكه جي الى جانب القائد عباس عطوي ومحمد قاسم وحسن أومري وفي الخلف التونسي الفالحي.

إجراءات تنظيمية خاصة
وضع «الاتحاد» إجراءات تنظيمية خاصة للمباراة، حيث خصص المنصة الرئيسية لرجال الإعلام فقط، على أن تتواجد إدارة «العهد» في الدرجة الأولى على يسار المنصة وجمهوره على المدرجات الملاصقة لها.
أما إدارة «النجمة»، فستتواجد في الدرجة الأولى علي يمين المنصة، بينما خصص المدرج المقابل لها للجمهور.