في ظل الصراع الدائر بين المسؤولين اللبنانيين في الحكومة اللبنانية حول مساعدة النازحين السوريين وتأمين متطلباتهم على الاراضي اللبنانية و في ظل التقاعس العربي خصوصا في الحد من هذه المأساة وفي ظل المأساة المدوية لمخيم الزعتري في الأردن ,جمعية لبنانية بإسم " الناس للناس " برئاسة الأب عبدو رعد  تعمل بصمت على مساعدة عدد كبير من النازحين السوريين إلى لبنان وقد قدمت العديد من المساعدات اللازمة للعائلات السورية النازحة والمنتشرة في عدد من المناطق اللبنانية .
التقينا رئيس الجمعية سيادة الاب عبدو رعد وقد أفادنا بهذا التقرير .
أعدت الجمعية تقريرا مفصلا حول عملها والمساعدات التي تم تقديمها تحت عنوان : تقرير حول الخطوة الثانية من حملة " أنت سوري أنت أخي "  لمساعدة الأخوة السوريين بالتعاون مع "شزفي" (جمعية إيطالية(ومما جاء في هذا التقرير .
فالخطوة الثانية هي متابعة للحملة، وقد تمت بالتعاون مع مؤسسة "شزفي" التي دعمت البرنامج بمبلغ 7,608,000 ل.ل. (سبعة ملايين وستماية وثمانية ألاف ليرة لبنانية) (4.000 €،) حول إلى حساب الجمعية. بناء عليه فقد قمنا بالأمور التالية:

1- تسجيل طلاب في مدرسة المغيرية الرسمية وزيارات عائلات:
يوم السبت 1-12-2012، وفي إطار حملة "أنت سوري أنت أخي"، قام رئيس الجمعية بصحبة عضوين منها الشاعرة انجل ابنة الأرز والسيدة مارلا عيد، بزيارة المدرسة الرسمية في المغيرية حيث تم تسجيل أربعة عشر طالباً من الجنسية السورية، وسلم شك بقيمة 700.000 ل.ل. (سبعماية ألف ليرة لبنانية) إلى مدير المدرسة السيد حسّان ضاهر بحضور رئيس بلدية المغيرية السيد بسام سعد والصحافي أحمد منصور وعدد من فريق المدرسة. كما تم توزيع قرطاسية على الطلاب بقيمة 728,000 ل.ل.
وقد شرح المدير عن أوضاع هؤلاء التلاميذ: الوضع الاقتصادي لعدد كبير من أهالي الطلاب متعثر جدا. البعض وجد عملا متواضعا في البساتين ليكسب لقمة الطعام، البعض يسكنون عند أقارب أو في أمكنة غير صالحة للسكن. أما مستوى الطلاب العلمي فهو ضعيف جدا في جميع المواد. البعض وضعهم مقبول. هناك مشكلة في معرفة اللغات. أما عن تسجيل الطلاب فهناك مشكل بسبب عدم استيعاب المدرسة من جهة وعدم وجود أوراق ثبوتية من جهة أخرى مع عدد منهم. كما أن إرسال الطلاب إلى المركز التربوي إلى بعبدا أو إلى بيروت أمامه عقبات جمة منها اقتصادية ومنها ما يتعلق بعدم معرفة من قبل الأهل، مما يعني أن عددا لا بأس به من الطلاب سيبقى خارج المدارس. وقال أنه من بين طلاب المدرسة البالغ عددهم 260 هناك 182 طالبا سوريا. المساعدات من قبل الدولة بإرسال الكتب والقرطاسية ما زالت وعودا، وليس هناك اهتمام من المؤسسات الدولية. تحاول المدرسة بالتعاون مع البلدية أن تقوم بواجبها كي لا يبقى الأطفال في الشارع. ثم كانت جولة في أرجاء المدرسة وتوزيع بعض القصص والقرطاسية على الطلاب وأخذ صور تذكارية في الصفوف وفي الملعب حيث علت صيحات الترحيب والشكر من قبل كشافة المدرسة والطلاب. كما شكر رئيس البلدية الجمعية وكل الذين يساعدون مقدرا هذه الخطوة.
وبتاريخ اليوم أيضا انضم إلى أعضاء الجمعية السيد جاد كنعان، فزارت الجمعية عائلة أيوب وهي نازحة من إدلب وساكنة في علمان، بعد أن وجد الوالد عملا في أحد البساتين بمعاش زهيد. 400.000 ل.ل. وتقوم الجمعية بمساعدة ولدي العائلة الصغيرين لتحصيل العلم في مدرسة دير المخلص التي فتحت أبوابها أمام الجميع. يؤكد الوالد أن العودة إلى إدلب صعبة جدا ومنذ أيام قتل ابن عمه وهو لا دخل له مع أحد. وهناك مدنيون كثيرون ضحايا العنف الدائر
2- توزيع حصص غذائية على أخوة سوريين في زحلة:
يوم السبت 8-12-2012 قامت جمعية الناس للناس بحملة توزيع حصص غذائية بقيمة 885.000 ل.ل. (ثمانماية وخمسة وثمانون ألف ليرة لبنانية)، بالإضافة إلى كمية من السجاد تقدمة السيد عامر الصبوري على حوالي 30 عائلة من العائلات السورية، ومعظمها نزح من منطقة حمص لا سيما بلدة القصير. وتم ذلك في مركز الجمعية في البقاع، شتورا، في مؤسسة عامر الصبوري للسجاد، وذلك بحضور رئيس الجمعية الأب عبدو رعد والسيد عامر الصبوري نائب الرئيس وأعضاء من الجمعية: السيدة مارلا عيد خوري أمينة الصندوق، والآنسة نوال نعيم أمينة السر، والمستشار القانوني المحامي ريشار نخله والسيدة لارا معكرون الصبوري والسيدة مرام درخباني والمهندس مارون روحانا والسيدين احمد غازي وعاصم التيناوي وعدد من الأصدقاء الذين أعلنوا استعدادهم للتعاون مع الجمعية وتقديم المساعدات.
وضع هذه العائلات محزن. بيوتها سرقت وهدمت من قبل أطراف النزاع في سوريا. يعيش أفرادها اليوم في لبنان دون ضمانات صحية، في أشباه بيوت. المحظوظ منهم وجد عملا بسيطا وبيت ناطور في بناية،
وأكد رئيس وأعضاء الجمعية أن هدف المبادرة ليس فقط المساعدات المتواضعة وفق إمكانيات الجمعية ولكن الأساس يبقى فكرة عمل الخير وجعل شعار الحملة على كل لسان "أنت سوري، أنت أخي" لكي يكون حافزاً لكل الجمعيات الأخرى، وتأكيداً على أن كل الناس أخوة وعليهم رفض العنف والسعي إلى السلام. وبالمناسبة تدعو الجمعية القيّمين على الحرب والسلام إلى اعتماد سياسة التفاهم والحوار ورفض كل أنواع العنف وتذكر الجمعية أنها لا تميز بين دين وآخر أو حزب أو انتماء سياسي بل يعنيها فعل الخير أينما كان.

3- تسجيل طلاب في مدرسة شحيم الرسمية:
يوم الخميس 20-12-2012 زار عدد من أعضاء جمعية الناس للناس مدرسة شحيم الرسمية الأولى الفرنسية بغية الاطلاع على وضع الأطفال السوريين في المدرسة، بعد أن هاجروا قسرا من سوريا هربا من الحرب والدمار. كان باستقبالهم بالورود والبسمات والمعايدة مديرة المدرسة السيدة شهناز قشوع وفريق عملها وعدد من الأطفال والأصدقاء. وتم تسليم المدرسة شكا يقيمة 700,000 ل.ل. وهو عبارة عن رسوم تسجيل عشرة طلاب، وبعض الحلوى والضيافة للأطفال.
وعن عدد الطلاب السوريين النازحين، شرحت المديرة أنه بلغ في هذه المدرسة 144 تلميذا من أصل 234. أي أكثر من 60%. وأكدت على أهمية الاهتمام بهؤلاء الأطفال وضرورة انتشالهم من الشارع كي لا يصبحوا ضحية عنف واستغلال من نوع آخر بعد أن هربوا من جحيم الموت. وعن المساعدات لهؤلاء الطلاب فهي محدودة جدا، كما تؤكد المديرة. قليلون الذين يلتفتون ويهتمون علما أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى كل شيء إلى الكتاب والزي المدرسي ولقمة الطعام... وهناك من ليس بحوزته هوية أو مستندات رسمية. وعن أماكن سكنهم فهم موزعون على بعض أقاربهم أو في بيوت مهجورة. وهناك عدد لا بأس به يقيم في مدرسة سلفستار وهي مدرسة قديمة وضعت بتصرفهم، وعدد أيضا يقيمون في الجوامع.
أما الطفل محمد الصوص الذي وصل المدرسة بنفسه دون معونة أحد، فأجاب على السؤال عن عمره وحاله: "عمري 7 سنوات وعندي أخ أصغر مني، هربنا من الحرب... ومع أخي الصغير وأبي وأمي نعيش في الجامع. أبي لا يجد عملا. أنا أتيت إلى المدرسة وطلبت منهم ألا يزعبوني لأن أهلي لم يأتوا بعد معي لأنه لا مال لدينا لدخول المدرسة. وأنا سعيد لأنني في المدرسة
ختاما عيد الجميع بعضهم بعضا متمنين السلام ورافعين الدعاء ليكون العام القادم عام خير وحلحلة للمشاكل.

4- مساعدة طلاب في مدرسة دير المخلص
في 21-12-2012 تمت مساعدة طلاب سوريين في مدرسة دير المخلص بالمساهمة في إقساطهم المدرسية، فتم دفع شك بقيمة 750.000 ل.ل. (سبعماية وخمسون ألف ليرة لبنانية) سلم إلى المحاسبة في المدرسة. كما تم شراء هدايا للأولاد بقيمة 590.000 ل.ل. (خمسماية وتسعون ألف ليرة لبنانية)
الصور على الوصلة التالية:

5- توزيع حصص غذائية ومازوت في زحلة:
تم التوزيع يوم السبت 22-12-2012.
ليس أجمل من أن يلتقي الناس على الخير...! وها هو السيد أحمد غازي السوري الجنسية الذي شارك بحملة أنت سوري أنت أخي، يقرر تقدمة 50 حصة غذائية من قبل شركة غازي والعليان، من مستودعاته في زحلة بواسطة جمعية الناس للناس إلى عدد من العائلات النازحة. وهكذا تم توزيع هذه الحصص بحضور عدد من أعضاء الجمعية (الأب عبدو رعد، السيد عامر الصبوري، المحامي ريشار نخله، السيدة مرام درخباني، السيدة هيلان زوين والسيدة مارلا عيد).
وبالسؤال عن أحوالهم، تبين أن عددا منهم يقيم في خيم في سهل البقاع، ويعانون من البرد وهجمات العواصف وفقدان الأدوية وكل الاحتياجات الأساسية. وقد فقدوا بيوتهم في سوريا. وقد وصل بعضهم سيرا على الأقدام، بعد ساعات، للحصول على المساعدة المتواضعة كونهم لا يملكون بدل النقل ولا وسيلته.
في اليوم نفسه أيضا بعد الظهر، قامت الجمعية بتوزيع 20 تنكة مازوت بقيمة 500.000 ل.ل. (خمسماية الف ليرة لبنانية) على 20 عائلة متابعة للمرحلة الثانية من حملتها بمساعدة مؤسسةCESVI في محطة عبدو جوزيف صهيون، بولفار زحله بحضور المتطوعين رفعت داود وريتا كفوري. وعبر الحاصلون على المازوت عن شكرهم العميق لهذه الالتفاتة.
أما الجمعية فأكدت أن ما تقوم به هو أقل من نقطة في بحر ولا بد للمؤسسات الدولية وللدول النظر إلى المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، في سوريا كما في لبنان، والانتباه إلى ما يمكن أن يشكله النزوح من مشاكل اجتماعية للبنانيين والفلسطينيين والسوريين على السواء، والعمل سريعا على إغاثة المحتاجين وخاصة على إيجاد الوسائل لإرساء السلام والحوار في سوريا.

6- توزيع حصص غذائية في بيروت:
يوم الأحد 23-12-2012 تم توزيع حصص غذائية بقيمة 255،000 ل.ل. (مئتان وخمسة وخمسون ألف ليرة لبنانية) على عائلات سورية تسكن في منطقة النبعة، بيروت، حيث يعاني أفرادها من الرطوبة في منازل غير مؤهلة، ولا وسائل تدفئة فيها. أما أطفال هذه العائلات فإنهم لم يدخلوا المدارس بعد بسبب الأحوال الاقتصادية وعدم توفر العمل.

7- مساعدات ومصاريف متنوعة:
لقد صرف مبلغ 1.800.000 ل.ل. (مليون وثمنماية ألف ليرة لبنانية) دفعت لمكتبة ريف برس وذلك بدل قرطاسية ومطبوعات وزعت على المدارس التي استقبلت طلابا نازحين سوريين، من بينهم مدرسة دير المخلص جون الشوف، مدرسة المغيرية الرسمية، مدرسة شحيم الرسمية الأولى، وعلى بعض الطلاب...
وقد تم صرف مبلغ وقدره 940.000 ل.ل. (تسعماية وأربعون إلف ليرة لبنانية)، كنفقات ومصاريف مكتبية بالإضافة إلى التنقلات والاتصالات.
ج- نتائج المرحلة الثانية من برنامج "أنت سوري أنت أخي":
بالإضافة إلى النتائج المادية والاجتماعية والتربوية المباشرة (من حيث مساعدات في المأكل والملبس والمدرسة) التي تبقى متواضعة جدا أمام شدة الاحتياجات وارتفاع عدد النازحين، فهناك نتائج غير مباشرة:
- الدعم المعنوي الذي حصل عليه الأخوة السوريون إذ شعروا أن هناك من يفكر بهم.
- انضمام أشخاص جدد إلى الحملة: عندما رأى بعض الأشخاص هذه المبادرة، عبروا عن تشجيعهم وقام بعضهم ببعض التبرعات كما ذكرنا سابقا عن مؤسسة صبوري التي قدمت سجادا، وشركة غازي للمواد الغذائية التي قدمت حصصا غذائية. ونشكر أيضا شركة تريماكس التي قدمت 50 كيلو أرز، وشركة أنطوان مسعود، بواسطة السيدة كارلا مطر، على 127 علبة "كورن فلاكس" متعددة الأحجام. وهذا يعني تحريك المجتمع المدني المحلي وتحسيسه بالمسؤولية أمام ما في العالم من حاجات.
- انفتاح على جمعيات متعاونة والعمل معها: فتحت هذه المبادرة نوافذ صغيرة للتعاون مع جمعيات تهتم بشأن الأخوة السوريين، ومن المتوقع أن يكون هناك تعاون معها لتنفيذ خطوة ثالثة في البرنامج.
وحول اهداف الجمعية قال الادب عبدو رعد  :
لما كانت الجمعيات ركيزةمن ركائز المجتمع المدني الصالح، لما لها من قدرة على تحفيز التضامن والاندماج والعيش المشترك بين المواطنين،ولما كان لها دور مهم في حبك النسيج المجتمعي وتشديد التواصل بين مختلف طبقات المجتمع ومساعدة الناس،نشأت هذه الجمعية بالاهداف التالية :

- حث الناس على المحبة والتعاون
والتضامن من أجل الخير العام، دون تمييز بين إنسان وآخر. وتشجيعهم، من أي دولة أو
دين أو عرق أو لون أو جنس كانوا، على اللقاء والانفتاح وقبول الآخر واحترام القيم
الإنسانية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والمعوق وتعزيز قيم المجتمع المدني وتنمية
المواطن والوطن.
- نشر المثل العليا والأخلاق الحميدة كالمسؤولية
والنزاهة والصدق والمواطنة والحفاظ على البيئة واحترام الأنظمة والقوانين
والمواعيد...
- نشر روح التآخي والتكافل والتضامن بين
الناس لبناء حضارة المحبة والسلام والعدالة، وتوطيد التواصل بين كافة طبقات
المجتمع
- الاهتمام بالأشخاص الذين فقدوا
الرعاية العائلية أو الاجتماعية لا سيما العجزة والمعوقين والمرضى واللقطاء،
والأطفال، وذوي الحالات الاجتماعية الصعبة والخاصة، والمعرضين للانحراف، والفقراء...
والسعي لتوفير المساعدة المعنوية والمادية لهم وحمايتهم وتسوية أوضاعهم في كافة
الدوائر من قيد وخلافه، وعلى كل الأصعدة
- الاهتمام بالرعاية الأسرية والشبيبة
ورعاية فاقد الرعاية كبيرا كان أو صغيرا في منزله أو في عائلات بديلة أو مؤسسات