دعا العلامة السيد علي فضل الله القوى السياسية إلى "قراءة واعية لنتائج الانتخابات البلدية، وإلى أخذ العبر منها، لتكون أكثر قرباً من تطلعات جمهورها وحاجاته".
وفي خطبة الجمعة، لفت الى انه "بات واضحاً أن هذا الجمهور، في غالبيته، لم يعد قابلاً للتطويع بسهولة، بأن يؤمر فيطيع، أو تدغدغ مشاعره الطائفية والمذهبية والسياسية فيستكين أو يقبل بالخيارات التي تفرض عليه، بل أصبح الجمهور الذي يراقب ويحاسب ويعاتب ويغيّر، بحيث تنتهي المعزوفة القائلة أن لا مكان للتغيير في لبنان، لأنّ التغيير ممكن إذا أراد اللبنانيون ذلك".
واشار الى ان الانتخابات البلدية أظهرت "رغم أن طابعها إنمائي وعائلي، رغبة المواطنين في التغيير، وذلك بالشكل الذي عبرت عنه، سواء في صناديق الانتخابات أو من خلال العزوف عنها، بعدما أعطيت البعد السياسي، مثلها مثل شيء في لبنان، وتحولت إلى موقع من مواقع الصراع بين القوى السياسية، ومساحة لتثبت فيه حجمها وحضورها في السّاحة التي تتحرك فيها".
ودعا الذين نجحوا في الانتخابات البلدية إلى أن "لا يعتبروا مواقعهم امتيازاً، وأن يدركوا أن مسؤوليتهم تتعدى الذين انتخبوهم ودعموهم، لتشمل كل البلدات التي يتولون شأنها، أو المناطق التي يتحملون مسؤولية إدارتها، فسلوكهم المنفتح والمتجاوز للحساسيات، هو الذي سيساهم مساهمة كبيرة في إزالة التشنجات التي أنتجتها هذه الانتخابات".
وعن الوضع، فلفت الى ان "العراق يخوض معركة مع الإرهاب الجاثم على صدور كل العراقيين بكل تنوعاتهم الدينية والعرقية. وهنا، نقدّر في هذا المجال كل التضحيات التي قدمها ويقدمها هذا البلد بجيشه وشعبه، لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الإرهاب، وإعادتها إلى حضن الوطن، والحرص المتزايد من الحكومة العراقية على عدم تعريض المدنيين للخطر أو للإساءة".