في ردّ على قناة "MTV" التي عرضت تقريرًا عن فوضى سرقات المواقع الالكترونية، نشرت صحيفة "الأخبار" الموضوع التالي:   حسناً فعلت MTV قبل أيام حين دقت ناقوس الخطر، حول ما يحصل من فوضى سرقات في المواقع الإلكترونية.

على طريقة "وينييّ الدولة؟"، إشتكت قناة "المر" مما أسمته في تقريرها الإخباري (إعداد رالف ضومط) "فوضى الإعلام الإلكتروني"، في ظل غياب النصوص القانونية التي تحاسب على هذه السرقات.

  في هذا التقرير، يخبرنا ضومط أن الحاكم اليوم في هذا العالم الإلكتروني هو الـ copy paste، ويخرج علينا رئيس تحرير موقع القناة داني حداد، لينظّر علينا حول ضرورة إتباع المعايير المهنية في نقل الأخبار "على الأقل بذكر المصدر، وكاتب هذا الخبر".

محطة "المرّ" استعانت بالمحامي شربل القارح ليكرر على مسامعنا بنود قانون الملكية الفكرية والعقوبة التي يفرضها في حال حصول السرقات الأدبية والفكرية، مثل السجن لثلاث سنوات مع دفع تعويض مالي عن الضرر الذي ألحقه "السارق" بالموقع أو الوسيلة الإعلامية.

حسناً كل شيء يوحي بأننا بتنا على الطريق القويم، وبات للصحافة الإلكترونية، من يتحدث بإسمها ويدافع عنها من منتحلي الصفة وسارقي المواد المنشورة.  

يمكننا الآن أن نطمئن، وننام على وسادتنا براحة تامة، بعد هذا التقرير.

لكن، مهلاً... لم يمض على بثه سوى بضعة أيام (بث يوم 30 ايار)، وإذا بالموقع نفسه أي MTV ينسخ بشكل كامل من دون تعديل خبراً نشر اليوم في الصفحة الأخيرة في "الأخبار" بعنوان "مهرجان الفيلم اللبناني: "قبلة" دارين حطيط لم تهضمها الرقابة".

الخبر الذي يحكي عن منع عرض فيلم "غبار" لدارين حطيط في لبنان، نُسخ حرفياً مع تعديل في العنوان الذي أتى على الشكل الآتي "الرقابة اللبنانيّة تكره التقبيل" مرفقاً بصورة لشفاه نسائية مثيرة، أريد من خلال هذه التوليفة إغراق الخبر بالإثارة. طبعاً، لم يتم ذكر المصدر بتاتاً واكتفى بنشر ما جهدت "الأخبار" بتقديمه في نسختها الورقية اليوم.  

مما تقدم، لا يسعنا سوى إستحضار المثل الآتي "إن كنت لا تستحي، فإفعل ما شئت". هكذا تنظّر mtv بالأخلاقيات المهنية ولا تلبث - وليست المرة الأولى- أن تضرب بعرض الحائط كل هذه المواعظ وتمارس سياسة الـ "copy paste"!

  (الاخبار)