شن مقاتلون أكراد هجوما على آخر مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود التركية وتحديدا غرب نهر الفرات ليفتحوا بذلك جبهة رئيسية جديدة بدعم جوي تقوده الولايات المتحدة في ظل استياء تركي.

وسبق لتركيا أن حذرت الأكراد أكثر من مرة من دخول منطقة منبج الواقعة في وسط شمال سوريا باعتبار أن ذلك سيعني سيطرة كاملة للأكراد على هذا الشطر السوري.

وقال مسؤولون أميركيون إن آلاف المقاتلين المدعومين بعدد صغير من أفراد القوات الخاصة الأميركية شنوا هجوما للسيطرة على منطقة منبج، وقد تستغرق العملية أسابيع.

واعتبر أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين “أن معركة منبج مهمة لأنها آخر مركز لهم (عناصر تنظيم الدولة)”.

ويمثل طرد داعش من آخر معقل متبق له على الحدود التركية إحدى أولويات الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم. ويسيطر التنظيم على نحو 80 كيلومترا من الحدود مع تركيا الممتدة غربا من جرابلس.

ويدعي المسؤولون الأميركيون أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لا تمثل سوى خمس أو سدس إجمالي القوة.

وبناء على ما صرح به المسؤلون الأميركيون فإن وحدات حماية الشعب ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد الدولة الإسلامية من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في المنطقة وتأمينها بمجرد طرد الدولة الإسلامية.

وقال المسؤولون “بعد أن يسيطروا على منبج، الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية… ولذلك ستكون القوات العربية المسيطرة على أراض عربية تقليدية”.

ووحدات حماية الشعب هي الفصيل الكردي الأكثر تنظيما وتسليحا، وتعتبره أنقرة فصيلا إرهابيا لارتباطه بحزب العمال الكردستاني.

ويرى خبراء أن الادعاء بأن مقاتلي الوحدات هم أقلية هو محاولة لعدم إعطاء تركيا الفرصة لتحتج على هذه العملية ومحاولة لتطمينها بأنها لن تكون جزءا من المنطقة الكردية.

ويؤكد الخبراء أن أغلب القوات التي عبرت نهر الفرات واتجهت إلى المنطقة (المحرمة تركياً) من الأكراد الذين يعتبرون هذه المنطقة مهمة لهم استراتيجيا لكونها تقع في جغرافيا ما يسمى “كردستان سوريا” وبالتالي تعتبر أكثر أهمية من دخول الرقة نفسها.

ويذهب البعض إلى حد القول إن معركة الرقة، التي أعلن عن انطلاقها منذ أيام، ليست إلا لصرف النظر التركي عن الدخول التدريجي للأكراد نحو منبج وما بعدها وصولا لشمال غرب سوريا.

والرقة لا تحظى بأهمية استراتيجية للأكراد كونها ليس لها وجود على خريطة “كردستان سوريا” وبالتالي المعركة المعلنة لن تتجاوز المناوشات على أطراف المدينة والاكتفاء بتشكيل مناطق عازلة بين المدينة التي أعلنها داعش عاصمة له وشمال شرق سوريا التي يديرها الأكراد.

 

العرب