لفت رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الى انه "خلال فترة الانتخابات البلدية وعند صدور النتائج كنت أقرأ الكثير من التحاليل من بينها ما يتعلق بانتخابات البقاع أو الجنوب أو الشمال وفيها استنتاجات متسرعة"، معتبراً انه "لا يمكن الاخذ من أي انتخابات بلدية مقياساً للقوى السياسية، الانتخابات البلدية، بلدية تعتريها الكثير من العوامل البلدية وليس السياسية".

  وفي حديث تلفزيوني، اشار الى ان "الثنائي المسيحي أو اي تحالف لا يمكن أن ينعكس طبق الاصل في الانتخابات البلدية، لم يكن هناك ارباكاً بل محاولة أولى"، لافتاً الى ان "العديد من الاخطاء التقنية حصلت، نتعلم منها ولكن هذا كله لا يستوجب الخلاصات التي نشرت". وأوضح ان "الاقطاعي هو الشخص الذي يقوم بإيراث ابنه وأحفاده ويعمل بالسياسة عن طريق الزبائنية ولا يترك مجال للكفاءات. نحن أين تصرفنا هكذا؟ نحن نشعر بضيق الوضع لأننا نعيش المسؤولية، والمهاجمة تفاقم الازمة". ولفت الى ان "الاقطاعي يزفت أمام منزله أو منزل المتنفذ، نحن أين تصرفنا بإقطاعية؟ هذه كلها اتهامات باطلة".

  وذكر انه "في العام 2010 تبيننا مرشحاً مستقلاً، والفرق بالاصوات كان 500 صوت أما هذا العام فكان ألف صوت"، لافتاً الانتباه الى ان "مرشحنا هذا العام كان قواتياً وليس مستقلاً وشهدنا تقدماً لا تأخراً".

  وافاد ان "المعركة اكنت محلية في بشري، وكان هناك تفضيل لمرشح على آخر ولكن الجميع خارج بشري هم من القوات والعوامل المحلية تلعب دورا كبيرا، ونحن نعمل لتخطي الاعتبارات التقليدية والتركيز على عامل الكفاءة".

  وشدد على "اننا حزب يمكنه أن يربح في كل زاوية والعوامل المدنية تلعب دوراً مهماً، ومَن هم ضدنا في بشري هم التقليديون محليا وأنا أتمنى على الكل أن يروا صورة النائب ستريدا جعجع خلال إنتخابات بشري"، وأكد ان "من يضع كل ثقله في بشري هو النائب ستريدا جعجع ولست أنا، وهي والنائب ايلي كيروز أكثر من خدم قريته. والنائب ليس من أجل التهنئة والتعزية بل لتحقيق مشاريع".

  وسأل "هل الناس انتخبوا النواب ليتسلوا معهم؟ فإذا كان النائب من أجل ذلك فلنتخلى عن النيابة". الا انه شدد على ان "النيابة هي من أجل العمل على إنماء المنطقة، وهذا ما تقوم به ستريدا جعجع، وعمل النواب هو تحسين مناطقهم وإنمائها وهذا ما يقوم به نواب "القوات اللبنانية" في بشري".

  ولفت الى انه "أكثر من مرة حاولنا الوصول إلى توافق في بلدة طورزا وفشلنا حتى أنه وصل اشخاصاً من القرية وقالوا إنهم سيعملون للوصول إلى توافق وللأسف أن هناك شخصاً تظاهر بالوفاق وهو يحضر من "تحت لتحت" وقبل 12 ساعة من إقفال أبواب الترشح رشح 9 مرشحين فورا على المعركة. وأنا بظروف كهذه أقف مع الحق".

  واشار الى "اننا في بعض الاوقات ندفع ثمن استقامتنا. وفي القبيات الكل يفكر أننا نخوض معارك، ولكن كل المعارك فرضت علينا فرضا. ففي القبيات، رئيس البلدية عبدو عبدو كان على خلاف حاد مع عضو "كتلة المستقبل" النائب هادي حبيش والاخير سحب أعضائه من البلدية حتى يخسر عبدو".

  وأكد ان "القوات والتيار الوطني الحر كانا متفاهمين جداً في القبيات وطلبنا أن يكون هناك تفاهماً مع عبدو".وذكر "اننا حصلنا في القبيات على 49.7 بالمئة أي حوالي الـ50 بالمئة. نحن لسنا ضد عبدو ونحن طلبنا منه أن نأخذ رئاسة البلديات 3 سنوات تيار و3 سنوات قوات على أن يكون أبنه نائب رئيس البلدية لـ6 سنوات لأنه يرأس البلدية منذ 12 سنة ولم يقبل، ثم طرحنا عليه أن يترأس البلدية لـ3 سنوات ونحن والتيار لـ3 لم يقبل أيضا. هو مع حلفائه التقليديين يملكون فقط 20 بالمئة".

  وأشار الى "اننا طرحنا أخيرا على عبدو أن يبقى رئيسا لـ6 سنوات وأن يعطينا 10 أعضاء وأن يكون معه 7 أعضاء للتعويض فلم يقبل الا بأن يكون رئيسا ومعه 10 أعضاء، في هذا الوقت كل الأضداد ألتقوا لخوض المعركة".

  وأعلن "اننا لم نذهب الى أي معركة، بل فرضت علينا. نحن لسنا "أولاد جارية" ولا نقبل أن يصوب على أحد لأنه ينتمي الينا". ولفت الى ان "تفاهم معراب هو أكثر تفاهم تجمع ناس ضده ولمقاتله من "زُوَيْعِم" صغير وصولا الى أكثرية ساحقة من اللبنانيين".

  وأشار الى ان وزير السياحة ميشال فرعون و"عندما حصل تفاهم معراب أكد لرئيس "تيار المستقبل" سعد لحريري أنه لا يستطيع أن يكون ضده. نحن نريد الجميع معنا ولكن البعض لا يريدون ذلك اما لارتباطات أخرى أو لأنهم يرونا أن حجمهم أكبر من حجمنا".

  ورداً على سؤال حول عدم حصول مصالحة مسيحية شاملة، رد جعجع قائلاً ان "المشكلة الاساسية كانت بين القوات والتيار فهل أذهب للتصالح مع "الكتائب" أو مع وزير الاتصالات بطرس حرب؟ القوات والتيار أكبر حزبين مسيحيين ولا أحد لديه تمثيل بحجم تمثيلنا، تفاهم معراب خاض معارك من القليعة الى القبيات بحكم الواقع".

  اما عن رئيس "الوطنيون الاحرار" دوري شمعون، فلفت جعجع الى انه "صاحب موقف بالفعل ومناضل، لكن اذا لم يحصل تفاهماً بينه وبين نائب القوات جورج عدوان فهل هذا يتطلب حل القوات من دير القمر؟".

  وأفاد ان "كل الوثائق الممكنة تتجمع للطعن في نتائج انتخابات القبيات، ولكن اذا الوثائق لم تشكل مادة مناسبة للطعن فلن نكمل بها واذا العكس سنمشي فيها الى الآخر".

  وأكد ان "النتائج التي حققناها في الشمال اراحتنا جدا. في الكورة تواجد التيار متواضع وأكثرية الانتخابات خضناها مع نائب رئيس مجلس النواب، فريد مكاري، في كفرعقا نحن والتيار من جهة ومكاري مع الفريق الاخر ولكنه سقط. في البترون الاكثرية كانت لنا وللتيار".

  واعتبر ان "نتائج طرابلس كانت مفاجئة بالنسبة لي، وفي البداية لم أصدق أن هذا التحالف الطويل العريض سيخسر ضد وزير العدل المستقيل أشرف ريفي"، مشيراَ الى انه ينبغي "التوقف مطولا عند النتيجة وعدم تخطيها، فهي الوحيدة في لبنان التي تعبر عن مناخ سياسي معين وانتفاضة سياسية". ورأى انه "على ريفي أن يتحالف مع المستقبل لأنهم أولاد قضية واحدة".

  ولفت الى انه "لا شك أن هناك واقعاً جديداً نشأ بعد فوز ريفي بالانتخابات البلدية. وأدعو "تيار المستقبل" للتعاطي مع هذا الموضوع بمد يده، واتمنى أن نكون ريفي والمستقبل والقوات كلنا مع بعضنا، ولدى ريفي عمل كثير وتبين أن كثر في طرابلس معه وفي المقابل لا يمكن تجاهل تيار المستقبل".

  وذكر انه "في طرابلس لا احد اراد ان يستقصي المسيحيين والمسيحيين كانوا ممثلين في الترشح".

  أما عن معركة جونية فلفت الى انها كانت بين "جوان حبيش و رئيس "الجمعية المارونية للانتشار" نعمة افرام، وشاءت الظروف أن يكون حبيش صديقا للتيار وافرام صديقاً للقوات"، واشار الى ان "افرام حاول الوصول الى حل وسط وقبل بجوان حبيش رئيسا للبلدية مع تقسيم المعاقد، ولكن فرطت المحاولة الاخيرة للتوافق والايادي الخفية لعبت بوضعية جونية حتى لا يحصل توافق". وشدد على ان "عائلة افرام أصدقاء وانا لا أترك أصدقائي ولكن لم أكن أريد حصول اصطدام مع التيار".

  وأكد ان :كلّ أصواتنا في جونية صبّت الى جانب آل افرام رغم اننا لم نكن نريد أن نتواجه مع التيار". وكشف عن انه شعر بالخوف على تفاهم معراب في انتخابات جونية و"كان علي أن أتصرف بحذر


  وأوضح ان "تفاهم معراب تم على أسس محددة وإلى الآن التيار لا يزال حليفا مع "حزب الله" ونحن بدورنا مع "المستقبل". انتهت الإنتخابات البلدية إتفقنا واختلفنا مع "التيار الوطني الحر" في بعض المناطق ولم يحصل شيئاً".


  من جهة أخرى، وعن الانتخابات البلدية في بيروت، فلفت جعجع الى ان "لائحة "بيروت مدينتي" مثلت صرخة وجع وألم تجاه الاوجاع والالام، ولكنها ليست بديل جدي ولا اتصور أحمد قعبور ولا نادين لبكي يعملون على التخطيط وازالة النفايات، وهذه اللائحة سجلت موقفا لا اكثر ولا اقل".

  واوضح انه كان "حليفا مع "تيار المستقبل" لأنني لا أريد أن أهز هذا التحالف أكثر مما هو مهزوز وليس هناك أي بديل عملي وليس هناك من حماس ولا أحد يقدّر، لذلك أتت نتائج بيروت على ما أتت عليه".

  واشار الى "اننا لا نعرف سبب الحرب الكبيرة على تفاهم معراب من قبل جميع الافرقاء، و"تيار المستقبل" ضد تفاهم معراب. نشرة أخبار "المستقبل" عند الساعة الثالثة بعد انتخابات الشمال بدأت "بأن الانتخابات البلدية كرست بطرس حرب ملكا في تنورين""، موضحاً ان "في تنورين،  60 بالمئة من المقترعين من عائلة حرب والعائلة تلعب دورا مهما في الانتخابات البلدية، ونحن حصلنا على 40 بالمئة من الاصوات".

  وكشف عن ان ""حزب الله" ضد تفاهم معراب، ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط موقفه مثل موقفهم لكنه أذكى ولبق، نحن اتفقنا معه في كل قرى المتن الاعلى والشوف وعاليه ولم يكن هناك أي اشكالية".

  وشدد على "اننا لن نقبل بتأجيل الانتخابات النيابية ولا ممكن التمديد مرة أخرى، نريد وضع كل ثقلنلا داخل المجلس النيابي وخارجه للوصول الىقانون جديد لأنه "حرام أن نمشي بالستين"، واذا لا حل سنسير بقانون الستين ونستمر بالبحث عن قانون جديد". واعتبر انه وبعد نتائج الانتخابات البلدية بات "هناك العديد الذين يريدون أن "ينستروا" ويسيروا بقانون النسبية".

  وفي الانتخابات الرئاسية، فرأى جعجع ان "هناك أمكانية بوصول عون للرئاسة"، مشيراً الى ان "لا معلوملات صلبة حول طرح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأن ينتخب عون رئيسا لسنتين، وحسب معلوماتي هذه معلومات غير صحيحة".

  ولفت الى ان "الاتصالات مع "حزب الله" للأسف مقطوعة واذا حصلت فلن تكون تحت الطاولة". وأعلن انه لا يريد الدخول "بتفاصيل العلاقة السعودية - اللبنانية بالوقت الحاضر لأنها دقيقة ومعقدة، عدا عن أن لديها ملفات أخرى دقيقة في اليمن وليبيا وغيرها وهي من أكثر الدول تفهما لاتفاق معراب".