تعرضت أمس، مناطق مختلفة في إدلب لغارات إضافية شملت للمرة الأولى معسكراً لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» بعد ساعات من مقتل وجرح عشرات المدنيين في غارات لم يُعرف ما إذا كانت روسية أم سورية، في وقت سيطرت القوات النظامية على مناطق إضافية في الغوطة الشرقية تُعتبر خزاناً للنازحين قرب دمشق، بالتزامن مع استمرار تقدم تحالف كردي - عربي في ريف الرقة معقل «داعش» على بعد عشرات الكيلومترات من معارك عنيفة بين التنظيم وفصائل معارضة في ريف حلب. وأعلن أمس، عن جرح جنديين أميركيين ضمن قوات خاصة تساعد قوات محلية لقتال «داعش» في العراق وسورية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن طائرات حربية «جددت قصفها لمناطق في أطراف بلدات سراقب ومعرة مصرين والبارة ومدينة معرة النعمان» في ريف إدلب، بعدما «قتل ما لا يقل عن 23 مدنياً وأصيب عشرات بجروح جراء غارات مكثفة شنتها طائرات روسية على أحياء عدة في مدينة إدلب» مركز محافظة إدلب التي يسيطر عليها «جيش الفتح»، وهو تحالف فصائل إسلامية يضم «جبهة النصرة». وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن الضربات أسفرت عن مقتل 60 مدنياً. ونددت بـ «جرائم لا يمكن تبريرها» للحكومتين الروسية والسورية. لكن الناطق العسكري الروسي إيغور كوناشينكوف قال إن «الطيران الروسي لم يقم بأي عمليات عسكرية وعلى وجه الخصوص في محافظة إدلب». ووصف تقرير «المرصد» بأنه «قصة رعب».

وأشار «المرصد» لاحقاً إلى أن طائرات مجهولة قصفت معسكراً رئيساً لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» في منطقة الشيخ بحار في ريف إدلب، ما أسفر عن سقوط قتلى بينهم قيادات كبيرة من الحركة.

إلى ذلك، سيطرت القوات النظامية «على أجزاء واسعة من بلدتي المحمدية وبيت نايم في الغوطة الشرقية وكتيبة الإنشاءات العسكرية الواقعة على أطراف بلدة بيت نايم، عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة»، وفق «المرصد» الذي قال إن قوات النظام باتت «على بعد كيلومترات قليلة من القطاع الأوسط للغوطة الشرقية، والذي نزحت إليه مئات العائلات من منطقة المرج والقطاع الجنوبي للغوطة الشرقية». واعتبر أن سيطرة النظام على المناطق الجديدة سيؤدي إلى أن تشهد مناطق الغوطة «غلاءً متوقعاً في أسعار الخضار» بعد خسارة المعارضة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي كان يعتمد عليها سكان المنطقة، في وقت تحسنت قيمة الليرة السورية نحو 30 في المئة خلال يومين.

وعلى صعيد المعارك ضد «داعش»، وسعت «قوات سورية الديموقراطية» نطاق عملياتها انطلاقاً من عين عيسى باتجاه مدينة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم غرب مدينة الرقة، بعدما سيطرت أول من أمس على 12 قرية ومزرعة على محور الطبقة بدعم من مقاتلات التحالف الدولي. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن عسكريين أميركيين أصيبا في سورية والعراق في مطلع الأسبوع. وأضاف: «لم يكونا في الخطوط الأمامية ولم يشتركا في قتال نشط... لكنهما جرحا في الحالتين نتيجة الإصابة بنيران غير مباشرة». وقال «المرصد» إن «الفصائل المقاتلة شنت هجوماً على قرية كفر كلبين التي استولى عليها التنظيم قبل أيام جنوب شرقي أعزاز في ريف حلب الشمالي، في محاولة لإبعاد المتطرفين عن هذه المدينة»، لافتاً إلى أن «داعش» صد الهجوم الذي قتل فيه 6 عناصر من الفصائل.