أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "اننا نصر على أحياء مناسبة عيد "المقاومة والتحرير" كل عام لأن ذلك يعطي الدليل على أننا شعب حي وأمة حية، حاضرة تتمسك بتاريخها وثقافتها وانجازاتها وشهدائها وتضحيات المضحين من ابنائها وتفتخر بهذه الانجازات وتربي أولادها وأحفادها وكل الاجيال على ثقافة والمعرفة والاعتزاز".


  وفي كلمة له في بلدة النبي شيت في الذكر الـ16 لعيد "المقاومة والتحرير"، اشار نصرالله الى ان "روسيا احتفلت بالذكرى الـ70 للانتصار على النازية، هكذا هي الامم تحتفل بالمناسبات وتجذرها بالوجدان والعاطفة"، لافتا الى انه "عندما نصر على هذا الاحياء فلأنه جزء من تاريخنا وثقافتنا ومعنوياتنا وقوتنا، للحاضر والمستقبل، ولان هذه الانتصارات مدرسة عظيمة نزداد فيها علما ويتعلم منها أولادنا وأحفادنا لمواجهة الاخطار وصنع الانجازات"، مذكرا ان "حزب الله" في كل سنة يدعو جميع اللبنانيين الى التعاطي مع هذه المناسبة على أنها يوم وطني بإمتياز والتعاطي مع هذا الانتصار أنه انتصارهم جميعا، لاننا عام 2000 قدمنا هذا الانتصار للشعب اللبناني والفلسطيني ولكل أحرار العالم ولم نحتكره"، شاكرا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام على تعميمه الذي طلب فيه تعطيل الادارات والمؤسسات والمدارس، وطلب من المؤسسات التعليمية تخصيص الحصة الأولى من اليوم الدراسي في 26 ايار للحديث عن عيد "المقاومة والتحرير"، داعيا اللبنانيين الذين يتجاهلون هذا اليوم ويتنكرون لأهميته أن "يضعوا العصبية الحزبية، المذهبية والطائفية جانبا، ويعيدوا مراجعة آرائهم تجاه هذه المناسبة التي نريدها عيدا خالدا"، مضيفا "نصر على أحياء هذا اليوم لان تلك المرحلة وما حصل فيها من أخطار على لبنان وشعبه وخصوصا على أهل الجنوب والبقاع، أجيالنا الشابة لم تعاصره وهي تتحمل مسؤلية الحاضر والمستقبل ولا يجوز أن نحرمهم من الثروة الوطنية، ونحن الذين عايشنا تلك المرحلة نحتاج للمراجعة لأن ما نواجه من تحديات يتطلب منا أن نتسلح بالعلم والمعرفة والشجاعة الايمان، لذلك يجب أن نستعيد في وسائل الاعلام تلك المرحلة ونستعرض أسباب الهزيمة الاسرائيلية وتحول الجيش الذي لا يقهر الى جيش هزم وعن تداعيات ذلك الانتصار على لبنان وفلسطين وعلى مجمل الصراع العربي الاسرائيلي".


  ورأى نصرالله انه "يجب أن نتذكر ونذكر بما فعله العدو الاسرائيلي لفلسطين من بداية تأسيسه الى اليوم، ما ارتكبه من مجازر وتهجير وتدمير وقتل، وسلب للأمن والامان، واذلال، واعتقالات، بالاضافة الى الحروب العديدة التي شنها على لبنان من عام 1948 والشهود عليها أحياء وهم صمدوا وصبروا وهجروا وأهل الشهداء موجودون والاسرى المحررون ما زالت أثار السجون على أجسادهم وأنفسهم، كل ذلك يجب أن يبقى حاضرا، لان هناك من يريدنا أن ننسى ارهاب اسرائيل"، مشددا على انه "يجب أن نتذكر ونذكر أن اسرائيل هي العدو الحقيقي والاساسي وهي التي تطمع بخيراتنا وأرضنا ومقدساتنا، وهي التهديد الاكبر الذي يتربص بنا، لان البعض يريد أن يحولها الى حليف"، معتبرا ان "شعبنا آمن أن الطريق الوحيد لرفع العدوان وإزالة الاحتلال هو المقاومة الشاملة بكل أبعادها، ومارس فعل المقاومة وكرسه عام 2000 وخصوصا عام 2006 من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي ستبقى عنصر القوة في زمة طال وسيطول فيه التخاذل العربي والتواطئ الدولي"، مؤكدا أنه "ما كان للأرض أن تتحرر وللأمن والامان أن يحصلان لولا التضحيات الجسام"، لافتا الى ان "هذا الامان والكرامة والحرية، الذي جرت فيه الانتخابات البلدية الأحد الماضي في الجنوب من الحدود الى عمق الجنوب والى الساحل وصيدا والجبال في جزين لم يكن يعرفه الجنوب الامن منذ عام 48 لان القصف كان دائما والاعتداءات مستمر على الصيادين والفلاحين والمعتقلين والمهجرين"، متسائلا "كيف أمكن للجنوب أن يقيم أعراس للديمقراطية، هل جاء بالمجان أو من مساعي الدول العربية أو مجلس الامن؟"، مضيفا "هذا الذي حصلنا عليه ونحافظ عليه جاء نتيجة التضحيات الجسام من كثير من حركات وأحزاب، وشهداء وجرحى وأسرى، وأرزاق هدمت ومهجرون وصامدون وصابرون، هذه التضحيات هي التي أعطتنا هذا الانجاز، نتيجة الفعل الجهادي المقاوم المضحي الكريم".

  واعتبر نصرالله ان "تكريس هذا اليوم من خلال مشهد الانتصار والهزيمة المذلة للصهاينة والعملاء يجب أن يكرس ثقتنا بالله وبأنفسنا وقدراتنا، لاننا جيش وشعب ودولة نستطيع أن نحمي بلدنا وأن نرفع رأسه وأن نواجه كل التهديدات"، مؤكدا ان "احدا لا يستطيع ان يخيف الناس ويقول لهم يجب أن نبحث عن ضمانات للحفاظ على شعبنا، لان ضماتنا هنا وقوتنا هنا"، مشددا على ان "معادلة القوى مستهدفة اليوم ومنذ سنوات، في لبنان كما أن كل محور المقاومة والقوة مستهدف"، موضحا ان "هناك من لا يريد أن يكون للبنان جيش قوي، ويعمل دائما على تمزيق الشعب اللبناني وتعميق جراحه بالمذهبية والطائفية، والحوادث الشخصية يتم استخدامها للتحريض الطائفي، والمقاومة مستهدفة بقوتها ووجودها، لذلك فالجميع معني بالمحافظة على عناصر القوى وأن يتضامن معها"، مضيفا "بالحد الادنى لا نريد التضامن والقوى والدعم ولكن نطلب عدم التآمر علينا، فاليكف البعض عن التآمر على المقاومة والجيش والشعب، وخصوصا المقاومة لأن ذلك ينفع اسرائيل".وذكر نصرالله انه "لدينا أرضا تحت الاحتلال في مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر، ولدينا أسرى ومفقودين عائلاتهم تنتظر وأجساد شهداء بيد العدو، وهناك مسؤولية لبنانية تجاه الدبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين سلموا الى اسرائيل"، مشيرا الى ان "الشعب الفلسطيني كان من أسعد شعوب العلم بالانتصار لأنه فتح لهم باب الأمل، وكانت الانتفاضة من بعد الانتصار وتطورت الى مقاومة في قطاع غزة وتحرر القطاع"، محذرا الفلسطينيين "من الذين يستغلون الالتباسات الموجودة في المنطقة ويريدون تحويل اسرائيل الى صديق وحليف، وبعضم فعلوا وغيروا مسار المعركة"، طالبا منهم "عدم المراهنة على الذين خذلوكم منذ 70 عاما، ولم تروا منهم لا دعما ولا عونا ولا نصرا، ولو كان لديهم خير لكم لكان ظهر خلال 70 عاما، لذلك خلاصكم الوحيد هو في وحدتكم وصمودكم، والذين كانوا الى جانبكم من ايران وسوريا ولبنان أبناء محور المقاومة سيبقون معكم"، مشددا على ان "محور المقاومة في هذه المعركة القائمة في المنطقة لن يهزم وسينتصر وستعود راية فلسطين لتكون محور الصراع الحقيقي في المنطقة".


  ورأى نصرالله ان "البقاع كان دائما رغم موقعه الجغرافي الخلفي، من الخطوط الامامية، فهو جزءا أساسيا من المقاومة والانتصار، وأساسيا في حفظ انجازات المقاومة بعد العام 2000 وسندا حقيقيا للمقاومة، هذا البقاع كان وفيا ولا يزال وفيا وسيبقى وفيا، وقدم ويقدم ويشكل جهبة أماميا في وجه المد التكفيري الوحشي، وهو اليوم في الخط الأمامي من السلسلة الشرقية الى الجرود والقلمون يقدم الشهداء دفاعا عن لبنان".


  وشكر نصرالله اهالي بعلبك الهرمل، البقاع، الجنوب وجبل لبنان على المشاركة الواسعة في الانتخابات البلدية، والتزامهم وتصويتهم الواسع مما أدى الى هذا النجاح للوائح "الوفاء والتنمية"، نعتبرا ان "نتائج الانتخابات البلدية أكدت قوة ومتانة التحالف بين "حزب الله" و"حركة امل" على الرغم من الاقاويل التي طالت هذا التحالف في الايام الماضية، لان انجاز فريقين سياسيين لاستحقاق بهذا المستوى من التعقيد والنجاح يدل على متانة العلاقة والقوى والثقة"، موضحا ان "اللجان المشتركة بين الحزب والحركة أنجزت كل شيء خلال أسابيع قليلة وتم تشكيل لوائح في مئات البلدات"، مشيرا الى ان "لوائح "الوفاء والتنمية" نجحت في المجالس البلدية المكونة من 18 و 21 عضوا، أما في بقية البلدات فالاغلبية الساحقة نجحت"، مؤكدا ان "الحزب والحركة لم يجبرا اي مرشح في اي بلدة على الانسحاب"، لافتا الى ان "بعض البلدات تركت لأنها معقدة بين العائلات أو بين الحزب والحركة"، متسائلا "لماذا يأتي البعض ويأخذ جزئيات ليبني عليها ناطحات سحاب من الاوهام؟".

  واضاف نصرالله "دعونا الى الالتزام باللوائح ولكن لم نتطرق الى موضوع التكليف الشعري، وكنا نقول من خلال هذا التحالف بين الحزب والحركة أننا نعمق العلاقة لأنها تحفظ انجاز الانتصار"، مؤكدا انه "لا يجب بناء على أساس النتائج عداوات ولا قطع العلاقات، نحن شعب واحد وبيئة واحدة، وهذا الملف يجب أن يعالج"، معتبرا ان "الانتخابات انتهت والذي فاز عليه مسؤولية العمل لان الناس يجب أن تحاسبه وتطالبه بعد 6 سنوات"، مشددا على "اننا سنعمل بطريقة أفضل من أي وقت مضى، لان أعضاء المجالس التي دعمناها عليها مسؤولية شرعية تجاه الناس".


  ورأى نصرالله ان "الانتخابات البلدية حصلت بهدوء وبأقل شكاوى ممكنة رغم كل ما يجري في المنطقة"، مطالبا بـ"استبدال قانون الستين بقانون عصري يعتمد النسبية بكشل كامل"، معتبرا ان "الامر الاهم في اعادة تكوين السلطة هو قانون يؤمن أوسع وأصح تمثيل ممكن"، مؤكدا ان "الثنائية الشيعية التي يتحدثون عنها هي مديح في مقابل الذين يصرون على الاحادية ويرفضون أي شريك"، مضيفا "اذا أجرينا انتخابات على قاعدة النسبية قد يأتي تكتل شيعي نيابي جديد، سنتحرمه وننتقل من الثنائية والى الثلاثية لاننا لا نصر على الاستئار والاحادية في مناطقنا كما يفعل بعض الزعماء"، مستطردا "اذا انتهت مدة المجلس النيابي الحالي نحن مع اجراء الانتخابات النيابية بأي شكل لان لا مجال لتمددي جديد ولا مشكلة بحصول النيابية قبل الرئاسية أو الرئاسية قبل النيابية"، مؤكدا ان "تحميل "حزب الله" مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، هو شكل من أشكال الحرب النفسية علينا حتى نتخلف عن التزاماتنا الاخلاقية والسياسية، لكن كل الاتهامات لن تقدم ولن تأخر، من يريد انجاز الاستحقاق السياسي يجب أن يحاور لا أن يدير الظهر".