إستدعى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، لاستيضاحها حول ما ورد في التقرير الصادر عن الأمين العام، وأبلغها موقف الحكومة اللبنانية أمس، وسلمها رسالة خطية موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تضمنت رفض لبنان لما ورد في تقرير الأمين العام لناحية استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم وضرورة اندماجهم في المجتمعات ووضع السياسات الوطنية من قبل الدول للتكيف مع بقائهم وصولا إلى اعطائهم الجنسية.

وأكد في رسالته على "موقف لبنان برفض التوطين وأي شكل من أشكال التجنيس وأي شكل من أشكال البقاء الطويل للسوريين". واعتبر أن "الحل الوحيد هو بعودتهم السريعة والآمنة إلى وطنهم سوريا".

من جهة أخرى، استقبل باسيل وفدا من الرابطة المارونية برئاسة أنطوان قليموس الذي قال بعد اللقاء: "إن موضوع زيارتنا اليوم هو النزوح السوري، الذي هو في واجهة المواضيع السياسية التي نعيشها في لبنان، وأعيد وضعها بحماوة بعد تصريح الوزير باسيل الأخير، والمبني على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون. إن موضوع النزوح السوري هو بند أساسي على برنامج الرابطة المارونية، وهذا هاجس وطني، وليس هاجسا طائفيا. لدى زيارة بان الأخيرة لبنان، كان لنا موقف كررنا فيه هواجسنا جراء هذه الأزمة، وقدمنا الحلول المناسبة لها. وعندما أتى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كذلك، وجهنا اليه كتابا مفتوحا، وأهم بند فيه موضوع النزوح السوري ومساعدة الجيش".

وأضاف: "إن هذه الأمور تعني كل فئات المجتمع اللبناني، وليس على أي أحد أن يشعر بأنه وحده المغبون أو المستفيد. في الأساس ليس من أحد يفيد من هذا الموضوع، إن الجميع خاسرون في ما لو بقي موضوع النزوح السوري من دون أي اهتمام دولي، سوى بالمخططات الموضوعة للمنطقة، لا أحد يهتم بمصلحة لبنان".

وردا على سؤال، قال: "إن الخطابات والشعارات استوفت حقها كاملا من الجميع، وأصبحنا نتخلى عن المنبر والمواقف والموقع الأكاديمي للتعامل مع الموضوع. وسندعو الى مؤتمر أو طاولة مستديرة تضم كل فئات الوطن اللبناني ومكوناته للتفكير في الإجراءات التي تقتضي وضعها حيز التفكير أي أن يكون هناك خلية تفكير في هذا الموضوع".

وقال: "من جانبنا علينا أن نقوم بما يتوجب علينا وسنتخذ توصيات نستطيع أن ننفذها، لن نحلم بأمور غير قابلة للتنفيذ. علينا أن نجد الإطار التنفيذي الممكن. وكلنا كلبنانيين معنيون بالموضوع، ويجب التعامل به بالجدية اللازمة، وإلا فالجميع خاسر ولا يراهن أحد عليه. وجئنا الى الوزير باسيل اليوم لنطلع منه على بعض المعلومات التي يمكن أن توضع في تصرفنا، وأطلعناه على نخطط له من تنظيم مؤتمر، والوزير باسيل مع هذا الموقف الوطني الشامل الذي ننتسب اليه، والذي هو ملك كل مخلص وكل لبناني يعي قضية بلده ومصلحتها".

وردا على سؤال قال: "إن المجتمع المدني وجد ليقوم بالدور الذي تعجز عنه الدولة أو الذي تتهاون في إنجازه".

وردا على سؤال آخر قال: "نحن مع إقامة مخيمات للاجئين السوريين، في المناطق الآمنة في سوريا، ونحن لا نريد أن نرمي السوري في أتون النار، ونتعامل مع هذا الموضوع بمنطق عقلاني وسيادي وإنساني. وبالتالي فإننا حرصاء على أن يعود هؤلاء الى مناطق آمنة، وحرصنا على الجانب الإنساني ينبع من تجربتنا في الحرب اللبنانية، لكننا لم نشكل عبئا على أحد".