جددت الولايات المتحدة تأكيد النأي بنفسها عن أي دور أمني في ليبيا، وفوضت للأوروبيين أمر إدارة الملف الليبي في جانبه الأمني سواء ما تعلق بالحرب على داعش أو مواجهة موجات الهجرة التي تزايدت أعدادها بسبب الفراغ الأمني والصراع على السلطة في ليبيا.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن حلف الأطلسي يمكنه أن يلعب دورا في ليبيا لدعم مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية، وهو ما يعني وفق مراقبين أن واشنطن لن تكون في مقدمة الدول التي تواجه تنظيم داعش الذي استفاد من الصراع بين فرقاء الأزمة الليبية ليسيطر على مساحة واسعة من الأراضي الليبية.

وتساءل مراقبون عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تقود التحالف الدولي لمواجهة التنظيم المتشدد في العراق وسوريا، فيما تتراجع عن لعب دور مباشر في ليبيا رغم مسؤوليتها المباشرة في ما وصل إليه هذا البلد من خلال المشاركة في إسقاط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

ومن الواضح أن البيت الأبيض لا يريد التورط في ملف معقد وشائك خاصة أن الحرب ستكون صعبة في ظل جغرافيا مفتوحة. وسبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن اعترف بأن فشل بلاده في الاستعداد لمواجهة ما يحدث في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي يشكل أكبر فشل لإدارته.

ولا شك أن غياب دور أميركي فعال سيجعل مهمة أوروبا غير سهلة في التصدي للتنظيم المتشدد، وهذا ما بان بالكاشف من خلال تصريحات مسؤولين فرنسيين وإيطاليين يتبرأون فيها من التدخل المباشر ويراهنون على حكومة الوفاق للقيام بهذا الدور.

وتتخوف أوروبا من أن تدخلها المباشر في الحرب قد يدفع إلى مفاقمة المخاوف الأمنية داخلها، وهو ما أشار إليه الخميس رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية الذي حذر من أن متشددي داعش يستعدون لحملة تفجيرات تستهدف التجمعات الكبيرة في فرنسا التي تستضيف بطولة أوروبا 2016 لكرة القدم الشهر القادم.

وقالت صحيفة الغارديان الخميس “إن الوضع في ليبيا ستكون له تداعيات على أوروبا”، مشيرة إلى أنه “في حال لم تجد ليبيا حلا لحالة الفوضى التي تعيشها، فإن أمرين من الممكن أن يحصلا وهما: أن حركة المهاجرين واللاجئين ستعود إلى ذروتها خلال أيام الصيف المقبلة، كما أن تنظيم الدولة الإسلامية سيؤسس موطئ قدم أوسع له في البلاد ليشن منه هجمات في المنطقة وخارجها”.

وطالبت الصحيفة الأوروبيين وغيرهم من دول العالم العمل بجدية تجاه الموضوع الليبي ولحصد المزيد من الدعم الدولي للحكومة الليبية الجديدة التي تشكلت في شهر مارس الماضي.

 

العرب