مع دخول الشغور الرئاسي سنته الثالثة بعد أيام، اختصر كاهن رعية رأس النبع الاب سالم الحاج موسى عظته، في صلاة الذكرى السنوية السادسة عشرة لغياب العميد ريمون إده، بعبارة كافية وافية هي "نطلب أن يأتينا رئيس ذو ضمير كالعميد ريمون إده" في ظل رغبة جامحة لدى اللبنانيين في القبول بأي رئيس ينهي ازمة الفراغ.
امس في الجلسة الـ 39 لانتخاب رئيس، عاد النصاب الرسمي الى التراجع، إذ وصل عدد النواب قبل خمس دقائق من الموعد الرسمي للجلسة ظهراً، الى خمسة فقط، ليعود ويرتفع تدريجا الى 17 فالى 41 نائباً. وبعد نصف ساعة، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ارجاء الجلسة الى 2 حزيران المقبل، ليقطع هذه المرة فترة أطول من السابق.
وفي مشهد أكثر من باهت، اعلامياً وسياسياً، انتظر النواب والصحافيون جلسة اللا-انتخاب. وغابت المواقف من النواب الحاضرين، وانشغلت الدردشات الجانبية بتقويم الانتخابات البلدية في بيروت وزحلة، والاستعداد لجولة جبل لبنان الاحد المقبل.
وحده الرئيس فؤاد السنيورة تحدث أمام عدد من الاعلاميين، فدعا الى "اجراء قراءة متأنية لنتائج الانتخابات البلدية في بيروت، واستخلاص العبر". وذكّر بما سبق للرئيس سعد الحريري ان قاله من ان "البعض لم يلتزم الشركة داخل اللائحة الواحدة، وهي لائحة البيارتة، وهم يعرفون أنفسهم". وسئل عما يشاع من ان الرئيس الحريري قرر اعتزال السياسة، فأجاب: "هذا ضرب من الخيال، وتبصير في النهار".
وكانت المفارقة في امتناع عدد من النواب عن الادلاء بتصريحات في قاعة الصحافة، اذ غادر الجميع من دون كلام. وربما بات بعضهم يخجل بولايته الممددة، وبعدم نجاح جلسات انتخاب الرئيس، أو بعدم قدرته على تفسير أرقام نتائج المرحلة الاولى من الاستحقاق البلدي، ففضل الصمت والصوم، وخرج من مبنى البرلمان الى موعد لاحق، في بدء السنة الثالثة للفراغ.
والملف الذي حضر بتشعباته كاملة بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الاليزيه، حضر أمس في رسالة الرئيس الفرنسي الى الرئيس بري والتي أكد فيها "العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ودعم لبنان لا سيما في مواجهة أعباء أزمة النازحين". ونقلت "المركزية" عن مصادر ديبلوماسية في باريسان هولاند وعد الراعي باثارة ازمة الاستحقاق خلال محطتين قريبتين، الاولى في لقائه ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا في نهاية الشهر الجاري، والثانية لدى اجتماعه مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف في النصف الاول من الشهر المقبل.
وأمس برز موقف لافت لوزير الصحة وائل أبو فاعور أعرب فيه عن أمله في "أن تتمكن فرنسا من تحريك المياه الراكدة في موضوع الرئاسة"، مضيفاً: "في هذا الظلام الدامس المحيط بنا، الرهان اللبناني على جهد فرنسي ما يمكن أن يخرج موضوع الرئاسة من الاعتقال الذي هو أسيره منذ ما يقارب السنتين".

الحوار الثنائي
من جهة أخرى، انعقدت جلسة الحوار الـ 28 بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن "تيار المستقبل". كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل. وأبدى المجتمعون إرتياحهم الى إنجاز المرحلة الأولى من الإنتخابات البلدية، وأكدوا إستكمال هذه الإنتخابات في الأجواء الإيجابية التي سادت الشوط الاول. وجرى نقاش معمّق للمرحلة المقبلة وعمل اللجان النيابية المشتركة في شأن قانون الإنتخاب الجديد، وضرورة التوافق للتوصل إليه في أسرع وقت.

 

الانتخابات البلدية
على الصعيد البلدي، من المتوقع ان تشهد جونية منازلة كبيرى الاحد المقبل، وقد أعلن أمس السيد جوان حبيش لائحته المدعومة من "التيار الوطني الحر" وحزب الكتائب وعائلات في مواجهة لائحة مدعومة من "القوات اللبنانية" والنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وآل افرام.
وفيما استمر صدور النتائج في بيروت مكرسة الشرخ الكبير الحاصل بين الحلفاء والمتحالفين، ومظهرة الارقام المتقدمة للائحة "بيروت مدينتي"، تعقد رئيسة "الكتلة الشعبية" في زحلة ميريام سكاف مؤتمراً صحافياً عصر اليوم تقدم فيه رؤيتها للمسار الانتخابي والنتائج المحققة في عروس البقاع.
وأبلغت "النهار" مصادر وزارية معنية بإنتخابات جبل لبنان الاحد المقبل ان الامثولة من الاحد الماضي هي ان العائلات أرادت الاستحقاق محلياً فانتصرت، فيما أرادتها الاحزاب لتظهر حجمها في الانتخابات النيابية المقبلة فأخفقت. وتوقعت إنعكاسات لتجربة بيروت والبقاع على جبل لبنان المسيحي والجنوب الشيعي والشمال السني. ولفتت الى ان التفاهم ظهر ضعيفاً في زحلة وأن نظرية الرئيس القوي سقطت في الاشرفية.
وكان الرئيس بري علق على نتائج الانتخابات البلدية في بيروت أمام زواره بأنها جاءت ردة فعل من المواطنين على تراكم الملفات وحال القرف التي وصلوا اليها جراء أزمة النفايات والفساد في الانترنت والاتصالات وملف شاطئ الرملة البيضاء إلى أمور أخرى باتوا لا يتحملونها. ولاحظ أن اكثر المرشحين الذين وقفوا في وجه اللائحة التي قادها "تيار المستقبل" خرجوا من بيئة 14 آذار.
وسئل هل في الإمكان إجراء الانتخابات النيابية قبل انتهاء الولاية الممددة للمجلس بعد الانتخابات البلدية، فأجاب: "بعد إجراء الانتخابات البلدية أصبح في الإمكان إجراء النيابية وتقصير ولاية المجلس التي تنتهي بعد 10 أشهر. ويحصل هذا الأمر بعد التوصل إلى قانون الانتخاب لأنه يبقى المفتاح لهذا الاستحقاق والمبادرة في يد المجلس. ونحن في سباق مع الوقت". ورفض التمديد للمجلس "مهما حصل ومهما كانت الظروف. وإذا لم يتم الاتفاق على قانون عصري ويقوم على النسبية سنبقى على الستين. وإن المشروع المختلط الذي قدمته 64 أكثري و64 نسبي يبقى الأكثر عدالة ويلقى قبول أكثر الأطراف. ويترك النتائج غامضة ويعطي الجميع فرصة التساوي لأنه الأكثر توازناً بين المشاريع المطروحة".