وصل دبلوماسيون أميركيون وروس إلى الاعتقاد بأن تقوية موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الأسد باتت تشكل خطرا على بقائه في السلطة بعدما فشلت روسيا في إقناعه بالرحيل، وفشلت الولايات المتحدة في إقناع المعارضة بتأجيل النقاش حول رحيله مؤقتا.

وقال الدبلوماسيون إن روسيا لا تعتبر الأسد “عشيقا” أو حليفا، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بل تظل مصرة على تحقيق مطالب محددة، تصبح بعدها أكثر انفتاحا على إيجاد طريقة مناسبة لرحيل الأسد.

ولا شك أن روسيا ستجد الطريقة المناسبة التي تؤدي إلى رحيل الرئيس السوري. المهم أن تحافظ على مؤسسة الجيش والأمن، وغير ذلك قابل للتفاوض عليه وأوله مصير الأسد.

وخلال نقاشات مركزة دارت بين موسكو وواشنطن، لوح الروس إلى إمكانية رحيل الأسد في وقت أقرب مما كان متوقعا، بشرط أن تعمل الإدارة الأميركية على إقناع المعارضة بالمحافظة على مؤسسات الدولة السورية دون تغييرات جذرية تهدد استقرار البلاد.

وتخشى روسيا أن تقود الإطاحة المفاجئة بالأسد، الذي هيمنت عائلته على سوريا لأكثر من 40 عاما، إلى فوضى تشبه الأوضاع في ليبيا التي خرجت تماما عن سيطرة الحكومة.

وتتخوف موسكو أيضا من قدرة جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على السيطرة على حكم البلاد في حال رحل الأسد من دون ضمانات.

ويقول فينيامين بوبوف السفير الروسي السابق والخبير في معهد موسكو للعلاقات الدولية “إن روسيا دأبت منذ البداية على التحذير من خطر سقوط الدولة السورية، ولهذا عملت على منع رحيل الأسد”. وأضاف “الآن كل الدول الغربية تتفهم مخاوفنا من حدوث الفوضى في سوريا”.

وكان استعداد واشنطن لمساعدة موسكو في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بعد رحيل الأسد، نقطة التشارك بين الطرفين مما جعل كلا من لافروف ونظيره الأميركي جون كيري يعملان معا وبحرص لتسريع المرحلة الانتقالية التي يطمحان إلى أن تفضي إلى دولة علمانية تحفظ المؤسسات السورية مع إجراء بعض التعديلات الأولية عليها بطريقة تفصل مصير الدولة السورية عن مصير الأسد.

وتتفهم روسيا أيضا متطلبات الولايات المتحدة لإنجاز حل سريع في سوريا، إذ تعيش إدارة الرئيس باراك أوباما أيامها الأخيرة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.

 

 

العرب