قتل وجرح العشرات في غارات، لم تعرف إذا ما كانت روسية أو سورية، على مخيم للنازحين في ريف إدلب قرب تركيا بالتزامن مع إلقاء مروحيات النظام "براميل متفجرة" على ريف حلب الذي شهد معارك مع مقاتلي المعارضة، في وقت بدت أمس، التهدئة التي أبرمها الجانبان الأميركي والروسي متماسكة في مدينة حلب. وأكد الرئيس بشار الأسد عزمه على تحقيق "الانتصار النهائي". 

وساد الهدوء مدينة حلب أمس. ولم تسجل أي غارات، كما لم تسمع أصوات رصاص وقذائف. وعادت الحركة إلى شوارع المدينة، وقرر الكثيرون فتح محالهم التجارية في الشطر الشرقي، بعدما أغلقوها لأيام عدة تحت وطأة القصف. كما فتحت أسواق الخضار التي كانت تعرضت إحداها لغارات جوية أسفرت عن مقتل 12 شخصاً في 24 نيسان الماضي. وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن الهدوء يسيطر على مدينة حلب بالكامل.

وإذ اعتبر سالم المسلط، الناطق باسم "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة أن "وقف إطلاق النار يجب أن يشمل كامل سورية، وحلب ضمناً، من دون استثناء وإلا فإنه لن ينجح"، مع تأكيده التزام "المعارضة بإنهاء معاناة شعبنا"، أفاد "المرصد" عن وقوع معارك عنيفة "بين الفصائل الإسلامية وتنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة وفصائل مقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين من طرف آخر في محيط البلدة وقرية الخالدية ومواقع أخرى قريبة منها في ريف حلب، إثر هجوم للفصائل في محاولة للتقدم واستعادة السيطرة على البلدة، وترافقت الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف بين الطرفين، وسط استهداف الفصائل آليتين لقوات النظام، ما أسفر عن تدميرهما"، لافتاً إلى "قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية أم الكراميل في ريف حلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف قوات النظام على مناطق في محيط العيس والزربة وقرى قربها". كما نفذ الطيران السوري غارات على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي.

وفي ريف إدلب المجاور، نفذت الطائرات الحربية السورية ضربات جوية استهدفت مخيم للنازحين قرب بلدة سرمدا قرب حدود تركيا و "أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من ضمنهم 7 على الأقل معظمهم من الأطفال تأكد استشهادهم. كما قصفت قوات المناطق في أطراف بلدة بداما في ريف جسر الشغور الغربي".

وقتل عشرة مدنيين وأصيب أربعون آخرون بجروح الخميس في تفجيرين، أحدهما بسيارة مفخخة والثاني بهجوم انتحاري، استهدفا بلدة المخرم الفوقاني التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن مدينة حمص (وسط)، وفق "المرصد" الذي أشار إلى أن التفجيرين حصلا بعد ساعات على سيطرة تنظيم «داعش» على حقل الشاعر للغاز، وهو أحد آخر أبرز حقول الغاز في محافظة حمص.

ونقلت "وكالة الأنباء السورية الرسمية" (سانا) عن الأسد قوله في برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شكر فيها موسكو على دعمها العسكري، إن الجيش النظامي السوري لن يقبل بأقل من "تحقيق الانتصار النهائي" و "دحر هذا العدوان" في معركته مع المقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية.

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك رداً على سؤال عن تصريح الأسد، إن «موقف الأمين العام بان كي مون لا يزال متمسكاً بأن ما من حل عسكري بل فقط سياسي". وأضاف نقلاً عن بان أن "على الجميع إعادة إحياء وقف الأعمال القتالية لتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف المواتية للمحادثات السياسية".
إلى ذلك، قاد قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرغياف مساء أمس، حفلاً سمفونياً في مسرح مدينة تدمر الأثرية التي استعادها جيش النظام بدعم من قوات خاصة وطائرات روسية في نهاية آذار الماضي.

الحياة