فعلتها الزميلة نوال بري للمرة الثانية، هذه المرة زايدت في تثبيت ما كانت أعلنته في المرة الأولى عبر صفحتها على موقع "فايسبوك" عن أن "(رئيس مجلس النواب) نبيه بري هيدا كبير العيلة ورافع راسنا"، عبر صورة سيلفي جمعتها مع بري بعد انتهاء مؤتمره الصحافي في عين التينة عصر الإثنين، وأعلنتها بالـ"كومنت" الملآن، وفي تحد لكل الإنتقادات التي طالتها في المرة الأولى: "مش بس كبير العيلة...هو كبير الكل..ما في حدا متلو بالسياسة لا قبل ولا بعد".  

وكما في المرة الأولى، اثار "بوست" نوال في المرة الثانية ايضاً، موجة كبيرة من الإنتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، لجهة ان الزميلة بري تجاهر بانتمائها السياسي، ما يهدد موضوعيتها الإعلامية، ويجعلها طرفاً في الصراع السياسي الداخلي.

وفي خضم النقاش، ظهرت صورة للزميل آدم شمس الدين على صفحته الفايسبوكية مع الفائز بانتخابات مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وكتب شمس الدين معلقاً: " السلفي الوحيدة التي افتخر بتصويرها".

التعليقات السلبية على "سيلفي" نوال، ركزت على التصويب على الرئيس بري الذي يعتبره بعض المنتقدين جزءاً لا يتجزأ من الطبقة السياسية الفاسدة، فعلق أحدهم على الصورة: "قولي لكبير عيلتك ان هوي وغيره نزعوا لبنان... قولي لكبير عيلتك شغل ما عم نلاقي من ورا ومن ورا غيره". وهناك من كتب أيضا: "كبيرك وحدك.. إحكي عن حالك"، و"كنّا مفكرينك فهماني ومثقفي طلعتي من جماعة الاقطاعيين ".  

وعلى الرغم من مئات التعليقات المنددة بالصورة، الا انها لاقت "إعجاب"(لايك) الآلاف من انصار الرئيس بري ومن جمهور الزميلة نوال، وقد ذهب البعض إلى حد المزايدة على نوال نفسها، بالقول: "مش بس كبير العيلة كبير الكل والي ما عندو نبيه بري بي لبنان يروح يموت اشرفلو"، "هو حامل الامانة من صاحب الامانة هو الفخر هو العز هو الشرف هو الوفاء"، "اشرف وأعظم الرجال حاضرا ومستقبلا والى أبد الابدين".

  نوال قالت لموقع "الجديد" إنها مقتنعة بما كتبته وحرة في ما تعبر عنه على صفحتها الخاصة على فايسبوك: "نوال الصحافية ليست على الفايسبوك، بل هي نوال بحياتها الشخصية واصدقائها وعائلتها". وأضافت: "بالنسبة لي بري رجل هو الأذكى بين رجال السياسة في لبنان وأنا أحبه وهذا حق لي بمعزل عن القرابة التي تجمعني به".   لكن ألا يؤثر هذا السلوك على موضوعية المراسلة التلفزيونية؟ 

تقول نوال إنها موضوعية في عملها بشكل كامل، و"عندما وضعت صورة السلفي مع بري كانت الكاميرات توقفت عن التصوير وانتهى عملي كصاحفية، ولم يدخل اي مديح لبري في تقاريري التلفزيونية، ولم اهتف يوماً على الهواء "بالروح بالدم نفديك يا بري"، وهذا دليل على موضوعيتي في عملي".  

في النهاية نجحت نوال عبر صورة عبر الفايسبوك أن تثير جدلاً بين مؤيد ومعارض، وتلقت بفعل الصورة انتقادات لاذعة من زملاء ونقاد ومراقبين ومشاهدين. كما لم يسلم موقع "الجديد" من الإنتقاد لانه نشر خبراً عن الصورة، وهو ما اعتبره المنتقدون أمراً سخيفاً لا يستحق الإضاءة عليه.

لكن نوال تضع ما فعلته في إطار الحرية الفردية، وضمن "تكتيك ضروب وهروب" الذي يعتمد على "عدم الرد على أحد فلكل شخص رأيه وهو حر فيه، ولست في معرض تلقين الإحترام لمن لا يمتلكه"، في إشارة إلى من وجهوا لها إهانات وشتائم رداً على الصورة التي نشرتها.

الجديد