تطوران بارزان سبقا زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الخليج غداً:

1 - أنباء عن تسلّم المعارضة السورية 85 صاروخاً حرارياً مضاداً للطائرات ما يشكّل خلطاً جديداً لموازين القوى على الارض.

2 - تعثر مفاوضات جنيف وعودة التصعيد العسكري في سوريا، ما اضطر اوباما الى الاتصال سريعاً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيجاد مخرج وإبقاء الامور تحت السيطرة.

وفي التطورين رسالة الى اوباما بأنّ أحداً لن يراهن بعد اليوم على الموقف الاميركي المتردد، ولن ينكفئ مع الانكفاء الاميركي.

من هنا، لن تكون مهمة اوباما في الخليج سهلة. لن يسمع مجاملات بمقدار ما سيسمع من انتقادات. هناك مستوى عال من عدم الثقة بسياساته، وولايته تشارف على الانتهاء.

سيكون صعباً على اوباما إقناع قادة الخليج بأولوياته وخياراته، خصوصاً انه يتجاهل تقارير وتوصيات أجهزته العسكرية والامنية.

فعلى سبيل المثال، وخلال تقييم للتهديدات العالمية في جلسة استماع أمام لجنة الكونغرس لشؤون القوات المسلحة الاسبوع الماضي، قال مدير جهاز المخابرات العسكري فنسنت ستيوارت إنّ إيران «لا تزال تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، ومصالحها الوطنية في كثير من الأحيان تختلف عن مصالحنا ومصالح حلفائنا في المنطقة. إذ أنّ أولويات الأمن القومي الإيراني هي ضمان بقاء النظام وتوسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز قدراتها العسكرية في طهران».

غير انّ اوباما يفكر في اتجاه آخر. يعتبر انّ مصالح روسيا وايران في المنطقة مشروعة، خلافاً أيضاً لما تعتبر دول الخليج انّ ايران تهدّد مصالح كل دول المنطقة وتزعزع أمنها واستقرارها.

أوباما مَهّد لزيارته سياسياً وعسكرياً، فهو أوفَد وزير خارجيته جون كيري ثم وزير دفاعه اشتون كارتر الى الخليج بالتزامن مع إرسال قاذفتي «B-52H» الى قاعدة «العديد» في قطر، لدعم الحملة ضد مسلحي «داعش» في سوريا والعراق. لكنه لم يقدم شيئاً مغرياً.

فأولوية اوباما محاربة «داعش»، ولا تستطيع واشنطن إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم الارهابي من دون السعودية والخليج، بينما أولوية السعودية والخليج هي مواجهة إيران وتمددها أمنياً وعسكرياً وسياسياً.

لن يقدّم اوباما جديداً حول سوريا، فهو لا يثق بالمعارضة ولا يحبّ الأسد، ولا يزعجه التدخل الروسي ولا يهزّه غضب اردوغان. وفي المقابل تريد السعودية وتركيا وحلفاؤهما إزاحة الاسد في إطار الحل السياسي، تمهيداً لشنّ حرب حاسمة ضد «داعش».

ولن يقدّم اوباما شيئاً اضافياً في اليمن بل سيذكّر بما قدمته واشنطن من دعم مخابراتي وعمليّاتي لقوات التحالف، وتوقيف مراكب كانت تنقل أسلحة ايرانية الى الحوثيين.

الجديد الذي يحمله اوباما هو مشروع بناء منظومة صاروخية متكاملة لمواجهة الصواريخ البالستية الإيرانية.

وتقول واشنطن إنّ الصواريخ الإيرانية تستطيع ضرب أهداف في كل أرجاء المنطقة، وصولاً حتى جنوب شرق أوروبا. وترجّح أن تستمر طهران في إنتاج صواريخ أكثر تطوراً، مع تحسين دقتها وفتكها ومداها.

غريب كيف يحرص أوباما على مراعاة من يعارض مصالح الولايات المتحدة، ولا يراعي من يعتمد على القوة الأميركية في المنطقة!!

 

الجمهورية :جورج سولاج