تحرق "أو تي في" أوراقها من أجل الظنّ أنّها بالابتذال قد تستميل الجمهور. لم يبقَ شيء، أيّ شيء، ترميه في ملعبٍ خاوٍ، فأتت ببرنامج فضائحي يقدّمه إيلي باسيل، وفي بالها أنه سينقذ ما يتعذّر إنقاذه بغير الذوق الهابط.

  "ذا غوسب شو"، اسم البرنامج - المسخرة. يُدعى باسيل، وفق الرخاوة التلفزيونية إليانور زغيب، "شحرور الصحافة"؛ يعانق قطّة يسمّيها "ديفا" ويقدّم الحلقة.

مستوى الإبداع؟ تضاريس، أصابع قدمين، حمالات صدر، سَحْبات، فخاذ، وسائر الأوصاف الدقيقة. وإن أراد ممازحة المُسمّاة محاوِرته، نَهَرَها وقال: "اخرسي!"، فتبادله بضحكة الأزقة ونظرة الفارغات. البرنامج سقطة الـ"أو تي في" والضربة الأخيرة على رأسها. نشر غسيل مقزّز وثرثرة سخيفة. وحول ومستنقعات. تستشعر "أو تي في" الخطر، وتهبّ.

لا بدّ من شيء يحوّلها سيرة تحكّ دماغها هاتوا إيلي باسيل والضاحكة إليانور. وأيضاً: القطة "ديفا" وما أمكن نبشه من هذيان. لا يُكتب الخواء، لكن لا مفرّ. ننتقي الألطف: "سهرة ماجنة مليئة بالجنس بين مذيع وفنان لبناني محبوب"، يقول باسيل بفخر صائدي السكوبات. لكنّه يتمهّل أمام كشف الاسم، لا لأنّ النفايات في الشارع تفيض ولا حاجة إلى ما يشبهها على الشاشات، بل لأنّ "الفنان المحبوب" صديقه، وفي حضرة الأصدقاء لا بأس بمداراة الوضع. يمرّ ما يجعلك تتمنّى لو يبتلع الحوت التلفزيون. أو يبتلعك أنت فتنجو والحمد لله. يدغدغ "أو تي في" حلم الفوز في سباق.

تأخذها الأوهام بعيداً، إلى حيث الظنّ أنها بإيلي باسيل وبرنامجه قد تُفلح. أو تُثمر أو تُمطر. لم تأتِ لنفسها سوى باليباس والجفاف والعتب. "الأسلوب هو الإنسان"، يقول بوفون، وهنا على الأساليب السلام. "خلصت الفقرة يا Baby"، السؤال إلى إليانور، وكان الظنّ أنه للقطة "ديفا". ذلك غيره مزحة "اخرسي. إنتِ لبدّك ياه كتير كبير. بضلّ بدِّك انتِ". لا يشكو الإصلاح والتغيير شيئاً إن شمل بطريقه هذه البضاعة المغشوشة.

النهار