تدرس وزارة الدفاع الروسية احتمالات سقوط المروحية الضاربة من طراز "مي - 28 ن"، المعروفة باسم "صياد الليل"، في ريف حمص وسط سوريا، أمس، ومصرع طياريها الاثنين، مستبعدة تعرض المروحية لأية نيران من الأرض قبل سقوطها. وقالت الوزارة: "قتل عنصرا الطاقم، وانتشلت جثتاهما خلال عملية إنقاذ، ونقلتا إلى قاعدة حميميم"، شمال غربي سوريا، موضحة أن الحادث وقع فجر الثلاثاء.

 

وتتمتع المروحية "مي 28 - إن"، التي تعتبر من أحدث المروحيات الروسية، بقدرات قتالية مميزة، فهي قادرة على التحليق في جميع الأحوال الجوية، بما في ذلك التحليق الليلي، وهي مزودة بأنظمة رادار جديدة، فضلاً عن أجهزة رصد للأهداف متطورة جدًا تصوب بدقة عالية نحو الهدف. كما تم تزويدها بأنظمة صاروخية ورشاشة تجعلها قادرة على تدمير الدروع والعربات والتحصينات، وتأمين حماية أثناء عمليات الإنزال بالمروحيات، إلى جانب التمهيد بالنيران لتقدم القوات البرية، ومرافقتها خلال الهجمات. كذلك تتمتع بتصفيح عال يجعلها عصية إلى حد ما على المضادات الأرضية التقليدية.

وقد اعتمدت القوات الروسية في سوريا بشكل كبير على هذا النوع من المروحيات في معارك تدمر، حيث لعبت الصواريخ الموجهة المضادة للدروع على متنها دورًا كبيرًا في تدمير العربات والآليات المدرعة، وتحصينات "داعش" في المدينة الأثرية.

ويتمحور الاحتمال الأول الذي يبحث فيه مسؤولون عسكريون روس حول خطأ بشري ارتكبه واحد من الطيارين أدى إلى فقدان سيطرتهما على مسار المروحية، أما الاحتمال الآخر، فهو عطل فني، من دون استبعاد احتمال ثالث هو تأثير الأحوال الجوية، أو التضاريس الجغرافية، إذ لم يستبعد مصدر في الصناعة الحربية الروسية أن تكون المروحية قد اصطدمت بتضاريس ما على المنطقة التي تخلو من المعالم الدالة تقريبا، موضحا أن المروحية كانت تقوم بطلعة في ظلام شبه تام، وكان الطياران يقودانها باستخدام نظارات للرؤية الليلية.

كما كشف المصدر أن طياري المروحية، قبل توجههما إلى سوريا، كانا يخدمان في قاعدة بوديونوفسك الجوية بإقليم ستافروبول الروسي.

يذكر أن هذه هي المروحية الثانية التي تقر روسيا بسقوطها في سوريا، وثالث طائرة، بعد أن أسقطت مقاتلات تركية طائرة روسية من طراز "سو - 24" نهاية العام الماضي، وأثناء عملية البحث عن طياريها دمرت المعارضة السورية مروحية تابعة للقوات الروسية.

ومع مقتل الطيارين على متن المروحية التي تحطمت قرب حمص، مساء الاثنين/الثلاثاء، ترتفع الخسائر البشرية الروسية في سوريا إلى ثمانية، وفق الأرقام الرسمية الروسية، بينها طيار المقاتلة "سو - 24" التي أسقطتها تركيا، وجندي مشاة بحرية روسي قُتل أثناء عملية إنقاذ الطيار الثاني من طائرة "سو - 24"، فضلا عن مقتل ثلاثة آخرين أثناء المشاركة في العمليات البرية وتنفيذ عمليات استطلاع، وأخيرًا الجندي الذي تقول موسكو إنه انتحر في القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم.

وأشار موقع "روسيا اليوم" إلى أن تحطم المروحية في سوريا يعد ثالث كارثة لمروحية "صياد الليل" التي تعد من أبرز إنجازات الصناعة الحربية الروسية. ووقعت الكارثة الأولى في كانون الأول 2011 في إقليم ستافروبول بشمال القوقاز الروسي بسبب خلل فني في محركها. أما الكارثة الثانية فوقعت في آب عام 2015 في مقاطعة ريازان الروسية. وفي الكوارث الثلاثة قتل أفراد الطاقم جميعهم.

(الشرق الاوسط)