هل نقدس كلمات القرآن و نلحن السور والآيات ؟ أم نقدس ما يحويه من معاني ؟

هل نحب النبي لنفسه ؟؟!! لشخصه ؟ أم نحبه لما تمثل فيه، لما فعله، لما علّمه و لما أنجزه ؟

هل نحب أهل البيت عليهم السلام لأننا تعلمنا حبهم من صغرنا أم نحبهم كشخصيات تاريخية وأسطورية ؟؟؟ أم نحبهم لعظمة أرواحهم ؟ أنحبهم كنموذج و أمثلة يقتدى لها ؟

هل نتغنى باﻹسلام كحزب و جماعة و طائفة، أعراف و تقاليد وجدنا عليها آباءنا ؟!! أم بما يحويه اﻷسلام من دروس و بصائر و نور ؟

هل نعبد الله فقط ﻷنه خلقنا وأمرنا بالقوة أن نفعل ذلك ؟ لأنه قوي جبار سيعاقبنا و سيعذبنا إن لم نفعل ؟ هل هو خوف كما نخاف أقوياء البشر ؟؟!!!

أم لأن لله كل صفات الكمال التي تحمل معاني الجمال، معاني إن صدقنا بها نحن بني البشر، و جعلناها فكراً و ثقافةً و منهجاً وصلنا للسعادة و الصلاح وللرقي و النجاح و عمرنا اﻷرض بما هو خير ينفع اﻹنسان. هل ارتبطنا بالمعاني ؟ أم بالكلمات و الهتافات و العصبيات ؟ اﻹرتباط بالكلمات هو ارتباط ضعيف وقتي سطحي ينم عن جهل، يتقوى هذا اﻹرتباط اﻷجوف بالعواطف الطائشة المناقضة للتعقل و التفكر و كل ما يمنع استحضار المعاني .

اﻹرتباط بالمعاني هو ارتباط قوي عميق متجذر ينم عن وعي و استيعاب و معرفة. لا يكون هذا اﻹرتباط إلا باستيعاب المعاني و تصويرها ذهنياً وهذا لا يكون إلا بالعقل الذي يتقوى بالتفكر و التدبر ويضعف بتغليب العاطفة و كل ما يهيجها . فهل ضيعنا المعاني ؟ و اتبعنا كلمات و حروف مفرغة صماء و أطلنا فيها الأماني؟

أين المعاني ؟ من اغتالها ؟ من ضيعها ؟

كلمات بلا معاني يعني تيه ،ضياع ،جهل نفاق ؟

إلى متى ونحن بلا معاني ؟

قد طالت غفلتنا و زاد بها جهلنا !!

قد طال ضعفنا و زادت به ذلتنا !!

فمتى نصحو ؟!! متى نعي متى نفيق ؟