يعتقد الكثير من الناس أن مؤشرات الإصابة بالسكري تقتصر على الشعور بالعطش، وكثرة التبول، وبطء التئام الجروح.. هذا صحيح، لكن هناك مؤشرات أخرى قد تكون غريبة وراء الإصابة بهذا الداء، ولا يعرف الأشخاص أنهم مصابون به.

وقد وجد الباحثون في دراسات مختلفة عديدة هذه المؤشرات التي يمكن تلخيصها كما يلي:

1- حجم الصدر

- بعد دراسة الحالات الصحية لأكثر من سبعة آلاف وأربعمئة وخمسين سيدة في الولايات المتحدة وكندا تبين أن حجم الصدر يلعب دوراً كبيراً في احتمالات الإصابة بالسكر.

- و قال الباحثون المشرفون على الدراسة -وهم من الجمعية الطبية الكندية- إن المرأة التي يكون حجم صدرها ما بين 50 و54 (أي الحرف D) وهي في العشرينات من عمرها، تكون أكثر عرضة للإصابة بالسكر من صاحبات الصدور الصغيرة بخمسة أضعاف. وأضافوا أن العلاقة بين حجم الصدر واحتمالات الإصابة بالسكر مؤشر بالغ الأهمية، وهو عامل منفصل عن العلاقة بين السكر ومؤشر كتلة الجسم.

2- ضعف السمع

- في الماضي، قليلاً ما كانت قضية فقدان السمع كلياً أو جزئياً تحظى بالاهتمام اللازم وغالباً ما كان الناس يعيدونها إلى أسباب خارجية أو إلى تقدم السن، لكن الأطباء باتوا يربطون بين ضعف السمع ومضاعفات الإصابة بالسكر. فقد لاحظ المتخصصون في المعهد الوطني لأمراض السكر والكلى والجهاز الهضمي في الولايات المتحدة أن حالات ضعف السمع بين المصابين بالسكر كانت ضعفي الحالات بين غير المصابين بالمرض.

- و تقول الدكتورة جوديث فرانكلين -مديرة دائرة أمراض السكر في المعهد- إن للسكر مضاعفات عديدة، وضعف السمع أحدها. ومضت قائلة إن الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بالسكر تعني أن أعداد المصابين بضعف السمع وربما فقدانه كلياً في ازدياد كبير أيضاً.

3- لون الحاجبين

- إذا كان لون شعر الحاجبين لا يزال على حاله في حين غزا الشيب الرأس واللحية، يستحسن استشارة الطبيب وإجراء عملية فحص دم بعد مرور ست ساعات على تناول الأكل.

- ففي دراسة أجراها علماء ألمان على ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 50-70 عاماً لكن الشيب غزا شعور الجميع، تبين أن المصابين بالسكر من بين أولئك الذين لا تزال حواجبهم غامقة، أي لم يغزها الشيب بعد، كانوا أكثر من غيرهم بنسبة 76%. في حين أن نسبة المصابين بالسكر من بين أصحاب الحواجب التي غزاها الشيب تبلغ 18% فقط.

والنتيجة التي خرج بها الباحثون الألمان تقول: "إن السكر يعجل عملية شيب شعر الرأس والذقن قبل الحاجبين".

4- تاريخ الميلاد

- أظهرت دراسة طبية حديثة أنه يمكن وجود علاقة بين تاريخ الميلاد و احتمالات الإصابة بالنوع الأول من السكر.

- وأشارت الجمعية الأميركية لأطباء السكر إلى أنها درست الأوضاع الصحية لأكثر من عشرة آلاف طفل في الولايات المتحدة، فتبين لها أن مواليد فصل الربيع كانت احتمالات إصابتهم بالسكر أعلى من احتمالات إصابة مواليد فصل الشتاء. ولاحظ المشرفون على الدراسة أن النسبة كانت تختلف حسب التوزع الجغرافي أيضاً فكلما اتجهنا شمالاً زادت هذه النسبة.

وقالوا إنهم يجهلون سبب الاختلاف بين المناطق الجغرافية، لكن من المحتمل أن يعود السبب إلى طبيعة غذاء المرأة أثناء الحمل أو لاختلاف فترات تعرضها لأشعة الشمس.

5- السيقان القصيرة

- أجرى باحثون في جامعة جون هوبكنز دراسة شاملة لمتابعة الأوضاع الصحية لثلاثة آلاف وستمئة شخص على مدى عام كامل، فتبين بنتيجتها أن الأشخاص ذوي السيقان القصيرة كانت احتمالات إصابتهم بالسكر أكثر من احتمالات إصابة غيرهم من أصحاب السيقان الطويلة.

- وشدد الباحثون على أن المسألة لا علاقة لها بطول القامة أو قصرها، إنما بالنسبة بين طول الساق وطول القامة عموماً.

6- أمراض اللثة والأسنان

- يقول تقرير أصدرته كلية الطب، التابعة لجامعة هارفارد، إن أمراض اللثة أو تساقط سن أو أكثر يعني زيادة كبيرة في احتمالات الإصابة بالسكر.

- و يوضح التقرير أن الدراسات حول هذا الموضوع تثبت وجود علاقة بين أمراض اللثة و السكر، لكن من غير المعروف أيها يسبب الآخر. هل إن السكر يسبب أمراض اللثة أم إن الأخيرة هي السبب أو أحد أسباب الإصابة بالسكر؟

- ويقدّر الأطباء أن تساقط السن الواحدة يزيد احتمالات الإصابة بالسكر بنسبة تتراوح بين 14–29% وهذه النسبة تسري على الجنسين.

7- تساقط الشعر

- الأسباب ذاتها التي تسبب بطء التئام الجروح تلعب دوراً رئيسياً في تساقط الشعر أيضاً؛ فالسكر يسبب تصلب الشرايين و يجعل حركة الدم في الأوعية الضيقة أكثر صعوبة، وبالطبع ينطبق هذا على حركة الدم إلى أنحاء الجسم كافة بما فيها الرأس والجلد، و حين تقل كمية الدم الواصل إلى أي منطقة تقل معها كمية الأكسجين و تكون النتيجة تساقط الشعر، ليس في الرأس فقط بل في أنحاء الجسم كافة أيضاً.

8- التعرض للمبيدات

- أثبتت تجارب السنوات العشر الأخيرة أن احتمالات إصابة المزارعين بالسكر أعلى من غيرهم، و السبب يكمن في تعرضهم شبه الدائم للمبيدات الحشرية التي يستخدمونها لرش مزروعاتهم.

- ويقول المتخصصون إنه على الرغم من أن نسبة التعرض للمبيدات ليست بالقدر الكبير الذي يصل إلى مرحلة الخطر؛ فإنه لا يجوز إهمال هذا العنصر، و مع ذلك فهو لا يبلغ قوة العلاقة بين السكر والوراثة على سبيل المثال.

9- جفاف البشرة

- كثيرون يتجاهلون هذا الدليل؛ لأن جفاف البشرة قد يكون لأسباب عديدة أخرى، مثل طبيعة الماء المستخدم في حال الإضافات الكيماوية للتنقية أو لغيرها أو نوعية الصابون أو نوعية مساحيق التنظيف المستخدمة في غسل الملابس، لكن من المهم إعطاء جفاف البشرة المزيد من الاهتمام ومراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحوص اللازمة، مع ملاحظة أن جفاف البشرة قد يكون لأسباب أخرى غير الإصابة بالسكر.

(الطبي)