يمكن وصف مباراة «البوشرية» و«تنورين» بانها الافضل فنيا وتكتيكيا، واثارة واندفاعا، ذلك ان الفريقين مرشحان بقوة كي يتنافسا في «المربع الذهبي»، وان كل فريق رمى باوراقه التي ما زال يحتفظ بها، في «دور الستة» لكن الامور ما تزال في طياتها وفريق يجهل ما يخبئ للاخر ما يعني انهما «اجادا بالموجود»، وامتعا الجمهور الذي ارتفعت نسبته في قاعة المر لأول مرة.
استعاد «البوشرية» حيويته امام «تنورين» ولعب بصورة جديدة وتمكن من الفوز بثلاثة اشواط مقابل شوط (24ـ26، 25ـ19، 25-23،25-23)، لكن ذلك لم يشفع له على انه بات بكامل حيويته وخطورته والسبب ان الفريق المتني واجه خصمه الذي افتقد احد اهم لاعبيه كايو معلوف، الذي يعتبر صمام الفريق في الاستقبال وحائطه المتين ما يعني ان «ابو البطولات» استغل هذه النقطة وحاول ان يفتك بخصمه لكنه وجد صعوبة ففاز بمضض.
ولم يظهر «البوشرية» بكامل اناقته ولم يكن الايطالي سافاني بالصورة التي انتظره فيها الجميع وبدا انه بحاجة الى مزيد من الوقت كي يتاقلم ويتفاهم مع زملائه، علماً انه مستقبل بارع وخامة ممتازة.
وحده البرازيلي اورتيز كان كل شيء في الملعب، وسطر بـ «كبساته» انموذجا في الضرب من المركز 2 ومن الخلف ثم عن المركز 4 في الوقت الذي لعب حائط الصد المؤلف من محمد الحاج وابي شديد وسافاني دوره بالكامل، رغم انه وجد صعوبة في الامساك بالبلغاري براتوف الرائع.
اما «تنورين»، فكان في قمةعطائه احيانا بينما احتاج الى التركيز واغلاق المساحات احيانا اخرى، ويمكن القول ان براتوف كان لاعبا من الطراز الاوروبي المميز واكد ايضا انه الرقم الصعب في الملاعب اللبنانية وخصوصا في الضرب من الخلف وهو الامر الذي اعتمده الموزع سيمو وكان يفاضل بين مينسيا والبلغاري مهملا المركز 3 ما افقده خطورته.
ورغم ارتفاع مستوى المباراة فان ذلك يؤكد ان الموزعين باتوا يسايرون اللاعبين الاجانب على حساب المحلي وهو ما حصل بعد اغفال لاعبي الارتكاز اللبنانيين.
وكان مينسيا من «تنورين» افضل ضارب بـ27 نقطة، وتلاه اورتيز من «البوشرية» بـ24.
وفي مباراة ثانية، لعب «الزهراء» خارج سربه امام «دلهون» فكلفه الامر ان يبذل مجهودا في الشوط الثاني للمباراة كي يحسمها في «قاعة الشياح» بثلاثة اشواط نظيفة (25-21، 27-25، 25-13).
ومن الطبيعي ان يتفوق «الزهراء» بقوته الضاربة «كيرفن» (افضل مسجل بـ16 نقطة)، وديوكيتش (13)، وارتور الزايك (12)، بينما نجح كريستيان عساف وضرار عبيد على المركز 3 ما منح الفريق الأفضلية دائما .
وبدا «دلهون» وكأنه يؤدي مباراته وهو ينازع بعد ان بات تاهله امرا صعبا ولم يكن جديا الا في الشوط الثاني وبرز رواد الحسن بالضرب وحائط الصد.