يصل العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، إلى القاهرة، اليوم الإثنين، في مستهل زيارة تستغرق عدة أيام يمضيها ما بين لقاءات رسمية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعطلة للاستجمام في منطقة ساحلية مصرية، وذلك وسط شائعات نفتها مصر رسمياً عن تأجيل الزيارة إلى يوم الأربعاء أو الخميس من الأسبوع الحالي. وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الزيارة ستكون في موعدها اليوم، ووصفتها بأنها "تاريخية في وقت حساس، وتقضي على أي تشكيك في العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والسعودية".

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن الزيارة تأتي في إطار "ممارسة السعودية دورها الذي رسمته لنفسها كقائدة للدول العربية والإسلامية، إذ سيركز الملك سلمان ومرافقوه على محاولة إقناع السيسي بطي صفحة الماضي من الخلافات مع دولتي تركيا وقطر، وبدء مرحلة جديدة من التعاون معهما، وذلك على خلفية الاستعدادات لانطلاق أعمال القمة الإسلامية الشهر الحالي في إسطنبول التركية".

وأضافت المصادر أن "السعودية ترغب في أن تتم مراسم تسليم رئاسة القمة الإسلامية من مصر إلى تركيا بحضور السيسي، وهو ما يرفضه الأخير حتى الآن، باعتبار أن تركيا لم تعد دولة صديقة للنظام المصري في ظل حالة تخفيض التمثيل الدبلوماسي والعداء السياسي بين النظام الحاكم في الدولتين"، مرجحة أن "تكشف الأيام التالية لزيارة سلمان إلى القاهرة الموقف النهائي للسيسي من زيارة تركيا".

ويبدو السيسي تحت ضغط سياسي وإعلامي كبير من صقور الدوائر الأمنية والاستخباراتية التي شاركت في صنع نظامه، لمنعه من أية خطوة تقارب، باعتبار أن العداء مع الدول التي لها علاقات جيدة مع "الإخوان المسلمين" هو أحد أسس شعبيته وشرعيته، في نظرهم. وأكدت المصادر أن السيسي كعادته في مراحل العلاقة مع السعودية وغيرها من الدول الخليجية الداعمة له، يرغب في تحييد موضوع تركيا وقطر في المرحلة الحالية، والتركيز على تطوير العلاقات الثنائية مع السعودية، بتكريس معادلة "التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي وتسهيل الاستثمار مقابل استمرار تدفق المساعدات الاقتصادية".

في المقابل، ترى القيادة السعودية، وبصفة خاصة بعدما أعلنت إطلاق التعاون العسكري بين الدول الإسلامية، أنه لا بديل عن تحقيق التوافق بين مصر وتركيا، باعتبارهما الدولتين صاحبتي الجيشين الأقوى بين هذه الدول، وعلى الأقل الوصول بالعلاقة بينهما إلى حالة اللاحرب واللاسلم لتسهيل تحقيق أهداف التحالف الذي تريد تدشينه ضد جماعات العنف والإرهاب في المنطقة.

(العربي الجديد)