أشاد وزير السياحة ميشال فرعون بحلول لبنان في المرتبة 30 في العالم لجهة المساهمة الاجمالية لقطاع السياحة من الناتج المحلي الاجمالي، كاشفاً عن إعداد الوزارة لمجموعة مشاريع سياحية طويلة الأمد يؤمل من خلالها ان تحيي القطاع، خصوصاً وان الطاقات في لبنان والفرص المتوافرة لذلك لا تزال كبيرة.أكد وزير السياحة ميشال فرعون أنه طالما هناك اتفاق سياسي على استتباب الامن في لبنان، يُفتح المجال لتحرّك القطاع السياحي، وهذا ما حصل عامي 2014 و2015، انما لا يخفى على أحد ان اكثر ما أضرّ بالقطاع السياحي في لبنان أزمة النفايات.

أكد فرعون لـ"الجمهورية" العمل على تنشيط القطاع السياحي عبر مجموعة برامج، سيما بعدما تبين لنا خلال الفترة الاخيرة أننا نجحنا في المبادرات التي قمنا بها من أجل تحريك هذا القطاع، أكان عبر مبادرات أطلقتها الوزارة أو المجتمع المدني، والدليل ان لبنان انتخب على رأس مجموعة الشرق الاوسط للسياحة.

ورداً على سؤال، عما إذا كان استحواذ القطاع السياحي على نسبة 22 في المئة من الناتج المحلي، وفق تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة، يعود الى قوة القطاع السياحي او نتيجة ضعف بقية القطاعات الانتاجية، قال إن المشاكل السياسية تؤثر على الثقة والاستثمارات، ولا شك ان هناك نتائج سلبية للفراغ الرئاسي على الصعيد الاقتصادي بشكل عام، الا ان القطاع السياحي في لبنان يتميز كونه يتمتّع ببنية تحتية تسمح له بالتحرك سريعاً. أضاف: لا شك ان هذا النشاط مرتبط أيضاً بنشاط المجتمع المدني بشكل عام والحضارة الموجودة في لبنان.

تابع: للاسف، الأزمة السياسية منعت القطاع السياحي من أن يأخذ مداه، كذلك حالت دون ان يأخذ المدخول السياحي مداه ايضاَ، بحيث حافظت تعرفة الغرفة لليلة الواحدة على اسعارها المنخفضة نسبياً.

عن الحركة السياحية المتوقعة خلال الصيف المقبل، قال: رغم بعض الانفراجات إلا أننا نبقى حذرين. على سبيل المثال، وصل الانفاق السياحي خلال شهر تموز الماضي الى مستويات مرتفعة حتى يمكن القول انه كان الافضل منذ فترة طويلة، لكن مع نكسة أزمة النفايات نهاية تموز تراجعت كل المؤشرات. وأعرب فرعون عن تفاؤله بأن يشهد القطاع حركة نشيطة خلال المرحلة المقبلة.

ولفت الى ان السياحة الخليجية في لبنان تراجعت منذ العام 2010، بعد التحذيرات المتتالية التي أطلقتها الدول الخليجية، الا ان القرار الاخير بمنع سفر الخليجيين الى لبنان، هو قرار مؤسف. في المقابل، نحن اليوم نعمل على حملات تسويقية للبنان ومتابعة تنظيم القطاع، كما نعمل على مشاريع طويلة الامد منها مشروع السياحة الريفية، ومشروع السياحة الثقافية مع طريق الفينيقيين، مشروع السياحة الاغترابية، ومشروع السياحة الدينية.

تابع: نحن نعمل على مشاريع مستدامة للسنوات المقبلة خصوصاً وأن الطاقات والفرص لا تزال كبيرة أمام لبنان، عدا عن تميزنا بثقافة السياحة وثقافة الانفتاح.

تصنيف لبنان

الى ذلك، صنّف تقرير "التأثير الإقتصادي لقطاع السفر والسياحة للعام ٢٠١٦" الصادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة لبنان في المرتبة ٣٠ في العالم لجهة المساهمة الإجماليّة (المباشرة وغير المباشرة) لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلّي الإجمالي للعام ٢٠١٥، والتي بلغت ٢٢٫١% (حوالي ٩٫٩ مليار دولار)، متخطّية بذلك المتوسّط العالمي البالغ ٩٫٨%.

وقد وصلت المساهمة المباشرة لقطاع السفر والسياحة في إجمالي الناتج المحلّي إلى ٨٫١% (٣٫٦ مليار دولار)، مقارنةً مع متوسّط عالميّ بلغ ٣٫٠%، ليحتلّ بذلك لبنان المرتبة ٣١ حول العالم. أمّا لجهة سوق العمل، فقد بلغ إجمالي عدد الوظائف في قطاع السفر والسياحة (المباشرة وغير المباشرة) ٣٢٦٫٨ ألف وظيفة في العام ٢٠١٥، أي ما يشكّل نسبة ٢١٫٣ % من سوق العمل اللبناني.

كذلك كشف التقرير أنّ إجمالي الإستثمارات في قطاع السفر والسياحة وصل إلى ١٫٣ مليار دولار، أي ما يعادل ٩٫٩% من مجموع الإستثمارات، الرأسماليّة في لبنان. كما أظهر التقرير أنّ إجمالي الإنفاق داخل لبنان من قبل السيّاح وصل إلى ٦٫٩ مليار د.أ. في العام ٢٠١٥ مشكّلاً ٥١٫٩% من مجموع الإنفاق على الساحة المحليّة (المرتبة ٢٠ عالميّاً)، مقارنةً مع متوسّط إنفاق للسيّاح بلغ ٧٫١ مليار دولار في العالم (أي حصّة ٦٫١ % من مجموع الإنفاق العالمي).

على صعيد الآفاق المستقبليّة لقطاع السياحة والسفر في لبنان، توّقع التقرير أن ترتفع مساهمة هذا القطاع (المباشرة وغير المباشرة) في الإقتصاد بنسبة ٥٫٣% في العام ٢٠١٦، وأن تزيد هذه المساهمة بنسبة ٦٫٨% سنو يّاً خلال الفترة الممتدّة بين العام ٢٠١٦ والعام ٢٠٢٦ لتصل إلى ١٩٫٩٧ مليار دولار مع نهاية العام ٢٠٢٦.

كما توقّع التقرير أن يتطوّر إجمالي عدد الوظائف في قطاع السفر والسياحة (المباشرة وغير المباشرة) بنسبة ٤٫٤% في العام ٢٠١٦ وبنسبة ٤٫٠% سنويّاً خلال الأعوام العشرة القادمة ليصل إلى ٥٠٣٫١ ألف وظيفة مع نهاية العام٢٠٢٦.

بالإضافة إلى ذلك، توّقع التقرير أن يسجّل الإنفاق من قبل السيّاح في لبنان زيادة طفيفة بنسبة ٣٫٣% خلال العام الحالي، ومتوسّط زيادة سنويّة نسبتها ٥٫٧ % خلال فترة العشر سنوات المقبلة، ليصل بذلك الإنفاق السياحي إلى ١٢٫٥٠ مليار دولار كما في نهاية العام ٢٠٢٦.

أخيراً، رجّح التقرير أن ترتفع قيمة الإستثمارات في قطاع السياحة والسفر في لبنان بنسبة ٥٫٦% في العام ٢٠١٦ وبمتوسّط نسبة سنويّة تقدّر بـ ٦٫٢% خلال الأعوام العشرة المقبلة، لتصل إلى ٢٫٤٦ مليار دولار في العام ٢٠٢٦.

(الجمهورية)