مهما كان وضع «اللبناني» فلا حجة مقنعة لما آلت اليه نتيجته أمام «الميانماري» التي انتهت بالتعادل (1ـ1).. الحق على الطليان وحكم المباراة من اليابان.. ام على السفر الطويل والعناء الذي أصاب أقدام اللاعبين بالضرب المبرح، ام انه الجهاز الفني الذي ما زال يعيش زمن الكرة و «السكتة الدماغية» في التشكيل والأداء والإيقاع الذي أكل عليه الدهر وشرب، ام ان الفرص التي أضاعها اللاعبون وكانت أكثر من أصابع اليد هي السبب؟
مهما تعددت الأسباب فالموت واحد. حط الحمام .. طار الحمام.. تبخرت حظوظ المنتخب باللعب في الدور الحاسم لـ «مونديال 2018» بعدما كان قاب قوسين أو أدنى منه وكأن الزمن لا يريد لهذا البلد أن يفرح ولو على حساب منتخبه، فقد «اللبناني» الأمل في غمرة الاندفاع الممل، والتقاعس والانغماس في العسل وبما فعله أمام «الكوري»، فقد الأمل لان الـ «فيفا» لن يشطب نتائج «الكويتي»، بل سيعمد في المستقبل الى إلغاء ما فعلته المنتخبات أمام أصحاب المراكز الأخيرة في المجموعات على مبدأ تكافؤ الفرص، ما يعني ان نقاط «لاوس»، ستشطب وسيصبح رصيد لبنان 5 نقاط لكنه سيظل ثانيا في المجموعة السابعة وسيتيح له هذا الامر أن يكون على رأس إحدى المجموعات في تصفيات الدور المؤهل الى «آسيا 2019».
وبانتظار ان يتبنى الـ «فيفا» قرار الشطب ان كان بالنسبة الى «لاوس» أو غيرها، فإن لبنان بات الآن ثانيا في المجموعة السابعة بـ11 نقطة.
وأين الثريا من الثرى؟ في مباراة كان يبني «اللبناني» عليها الآمال، وأين حال المنتخب من حاله في سيول وبأية حال عدت يا «رادولوفيتش»؟ فهل يعقل أن يلعب فريق بثلاثة لاعبين هم بطبيعتهم لا يعتمدون السرعة والتصرف بذكاء، وكيف يمكن لـ «سوني» سعد ان يسجل اذا لم تصله الكرة من أقدام صانع الالعاب وأين هذا الاخير في ظل البطء الكامن في وسط الملعب بوجود هؤلاء الذين لم يتمكنوا من الإفلات وصنع الكرات وراء المهاجمين والمبادرة بأريحية عالية، اذ كان يمكن الدفع بلاعب سريع ومتمكن يمكنه نقل الهجمة بالطريقة المناسبة وماذا سيفعل حسن معتوق بمفرده وكذلك محمد حيدر، وسط التكتل و «أدغال الميانماري المتكتل» من دون حلول فردية ومهارات لاعب يمكنه شق جبل الجليد.
والسؤال: كيف يمكن لمنتخب يلعب بين هذا الجمهور الذي أشعرنا بالحياة والبهجة مرة اخرى وهو يلهث خلف اللاعبين على المدرجات بكبرياء، كيف يمكن لهؤلاء أن يمضوا طيلة الشوط الاول من دون أن يشعرهم اللاعبون بالخطورة أو ما يثير الشعور؟ وكيف يمكن أن يسمح لمهاجمين أقل بكثير من إمكانيات المدافعين أن يسبقونا بهدف ويضغطوا علينا في الزاوية الصعبة؟
هو الإرهاق، قامر به «رادولوفيتش» في سيول ولم يجد البديل المناسب في صيدا، علما ان هناك الكثير من البدلاء الذين يجيدون السرعة، ناهيك عما فعله جوان اومري، وأفقد التشكيلة التركيز والاندفاع، فالرؤوس الكبيرة يجب أن تتطاير ويعاد النظر فيها، ويجب ايضا البحث عن بدائل كي يصبح المعتوق وحيدر على سبيل المثال أكثر تحررا وعلى عتبة المرمى وكي نجد المهاجم الفذ الذي ينقذنا في عز الأزمة.
الحكم والإرهاق و «اومري» وغياب المهاجم الصريح والعارضة التي لعبت دورها وردت كرة معتوق والحظ السيٍئ الذي طارد حظوظنا حتى في أناقتها وقضى على تضحيات المعنين الذي وفروا الدعم والمؤازرة، كل ذلك أصبح هباءً، فما هو الحل؟