يبدو أن التطورات الاميركية خلال الأيام القليلة الماضية ستحمل تغيرات كثيرة في تركيا، فتُعيد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى الواجهة، إذ ألقت السلطات الأميركية القبض، في ميامي، على رجل الأعمال التركي من أصل إيراني رضا زراب (أو صراف)، بتهمة تبييض ملايين الدولارات. كما كان قد اتّهم عام 2013 برشوة وزراء تركيين، وكسر العقوبات الاقتصادية الغربية على إيران في فترة ما قبل الاتفاق النووي من خلال تجارة الذهب وغيرها، بحسب ما جاء في صحيفة "اندبندنت" البريطانية.

 

وأوقف رضا (33 عامًا) يوم السبت الماضي، بينما كان يقضي عطلة عائلية في فلوريدا. وأُعلن رسميًا عن الاعتقال ليل الاثنين، مع توجيه المدّعين له تهمة الحتيال وغسل الاموال وانتهاك العقوبات.

وهو رجل الأعمال الذي ألقي القبض عليه مع المسؤولين الأتراك نهاية عام 2013 ضمن قضايا الفساد والرشاوى، قبل أن يخلى سبيله لعدم كفاية الأدلة، ونسجت حوله الكثير من القصص والأساطير وأهمها العلاقة المباشرة مع دائرة اردوغان القريبة: عائلته ووزرائه.

وتوقعت صحيفة "اندبندنت" أن ترتفع نسبة توتر العلاقات التركية - الأميركية مع هذا التوقيف، إذ أعاد تسليط الضوء على "اتهامات الفساد المتعلقة بدائرة اردوغان القريبة والحزب الذي أسسه"، بالاضافة إلى ازدياد التشنج مع اعلان المدعي العام المسؤول عن القضية بريت بهارارا أن رضا زراب "سيواجه قريبًا العدالة الاميركية في محكمة مانهاتن".

من جهة أخرى، تناولت صحيفة "حرييت" التركية وحدها، كل ما يتعلق باعتقال زراب ومكان احتجازه والتهم الموجودة في ملفه "السري" والمدعي العام المكلف بالتحقيق معه، وغيرها من التفاصيل الدقيقة، مع العلم أن هذه الصحيفة مملوكة لمجموعة CNN T"دوغان" الإعلامية المعروفة بمعارضتها للحكومة التركية ولاردوغان تحديداً.

في المقابل، ميّز المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، هدف عملية الاعتقال إما بسبب تحسن العلاقات في الفترة الاخيرة بين واشنطن وطهران على خلفية الاتفاق النووي، أو من أجل توريط اردوغان. إلّا أن المؤكد بحسب المعهد، هو أن بدء التحقيق معه في الرابع من نيسان القادم وقرار القاضي بمحاكمته معتقلاً أو من خارج الاعتقال وما سيدلي به من معلومات ستحمل إشارات ما على سياق اعتقال الرجل وما يراد من ورائه. كما لا يجب إغفال أن سفره للولايات المتحدة واعتقاله هناك، بعد اعتقال شريكه "بابك زنجاني" في إيران والحكم عليه بالإعدام بسبب "معاملات مالية غير قانونية"، وهو ما يرجح فرضية الصفقة بين زراب والأميركيين.

 

يبدو إذن أن توريط اردوغان - تركيا في قضية رجل الأعمال المثير للجدل وارد جداً، وسيسعد عدة أطراف. ولكن هل يتوقف الموضوع على عملية الضغط والتوريط، أم لشيء أكبر وأخطر من هذا؟

(The Independent - حرييت)