مع حلول عيد الفصح المجيد بعد زمن الصّوم الذي دام 40 يوماً، يحتفل المسيحيّون في العالم بقيامة السيّد المسيح وانتصاره على الموت، ما يُشكّل أساس عقيدة الديانة المسيحيّة التي تتمثّل بالمحبّة والتّضحية.

 

وترافقُ الاحتفالات الدينيّة والقداديس في هذا العيد، تقاليدٌ منها ما هو جديدٌ، ومنها ما هو قديم، تعطي رونقاً وبهجةً خاصّة لهذه المناسبة المسيحيّة الاكثر رمزيّة.

 

ومن أبرز عادات عيد الفصح، تلوين وتزيين البيض، بالاضافة الى تبادل البيض المصنوع من الشوكولاه. ولكن من أين أتت هذه العادة؟ وما هي رمزيّة البيض؟

 

يرمز البيض الى الحياة الجديدة، فالبيضة هي جسمٌ ميت يخرج منها كائنٌ حيّ. وقد استخدم الفراعنة هذه العادة تعبيرا عن استقبال الرّبيع، فكانت للبيض رمزيّة خاصة في الديانات القديمة. وقد ظنّ بعض الفلاسفة القدامى أن البيضة هي أصل الخلق، وأن العالم كان على شكل بيضة انقسمت إلى نصفين. لكنّ الديانة المسيحيّة أعطت عادة تلوين البيض رمزيّة جديدة تشير الى الحياة الأبدية بعد القيامة.

 

من هنا، يتسابقُ الاطفال في كلّ عيد فصح الى تلوين البيض وزخرفته بطرقٍ مبتكرة وفريدة وتبادله للتّعبير عن البهجة والفرح، كما يخوضون نوعاً من منافسات مرحة تُعرف بـ"تفقيس البيض" الذي يوضع بسلّة، وكلّ واحد يختار بيضة ويُنافس فيها. ليس هذا فقط، بل يُقدّم البيض في بعض الكنائس بعد مباركته في قدّاس الفصح على المؤمنين بعد انتهاء الصيام.

 

بالاضافة الى البيض، يُقدّم المسيحيّون في الفصح المعمول على مختلف أنواعه والكعك الخاصّ بالعيد، الذي يُصنع في غالبيّة الاحيان في المنزل، بالاضافة الى الشوكولا طبعاً.

 

ومن العادات الجديدة التي طرأت على العيد، تزيين شجرات الفصح، التي تتكوّن من أغصان أشجارٍ يابسة، تُزيّن ببيضٍ ملوّن مصنوع من البلاستيك أو الفليّن وبالارانب التي تحمل البيض.

 

مهما تنوّعت وتجدّدت عادات وتقاليد الاعياد، وخصوصاً عيد الفصح، يبقى الاهمّ أن نعيش هذا العيد برموزه المهمّة التي تتجلّى، كما علّمنا السيّد المسيح، تواضعاً ومحبّة وعطاءً، والاهم من ذلك، سلاماً يحلّ على مختلف بلدان العالم، في وقتٍ نحتاج فيه إلى قيامة حقيقيّة.