في وقت واصلت الشرطة البلجيكية والاوروبية بحثها عن «خلايا ارهابية نائمة» قد تضرب في اي موقع، اقترجت الولايات المتحدة العالم «التوحد في مواجهة الارهاب» وقال الرئيس باراك اوباما أمس «ان الحاق الهزيمة بتنظيم داعش يشكل اولوية قصوى». وسيصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بروكسل اليوم للتشاور مع الحلفاء الأوروبيين في شأن الخطوات المقبلة لمحاربة الارهاب، بعدما بحث في الأمر مع القيادة الروسية في موسكو.

وقال اوباما خلال زيارة الارجنتين «انها اولوية قصوى بالنسبة الي (...) سنواصل قتال تنظيم الدولة الاسلامية حتى طرده من سورية والعراق وحتى تدميره تماما». وحض العالم على الاتحاد لمحاربة ارهاب «داعش». (راجع ص 7).

وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرجنتيني ماوريسيو ماكري أن «الولايات المتحدة ستواصل عرض أي مساعدة يمكننا تقديمها لمساندة التحقيق في هجمات بروكسيل وتقديم المهاجمين أمام العدالة».

وكشفت السلطات البلجيكية أمس عن هوية انتحاريَين شاركا فيها، هما الأخوان خالد وإبراهيم البكراوي، اللذان أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الى أنهما يحملان الجنسية البلجيكية. ونفت النيابة الفيديرالية البلجيكية خبر توقيف المشبوه الثالث نجم العشراوي في حي أندرلخت الشعبي في بروكسيل. ويتواصل إغلاق مطار بروكسيل اليوم وحتى السبت فيما تستمر حال الاستنفار في مرافق حيوية ومرافئ جوية وبرية في مدن أوروبية عدة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أحد انتحاريي بروكسيل رُحل في حزيران (يونيو) الماضي من تركيا إلى هولندا بناء لطلبه. وأشار إلى أن أنقرة حذرت بروكسيل والسلطات الهولندية من هذا المشبوه. وأوضح أردوغان أن أحد الانتحاريين الـ3 كان اعتُقل في غازي عنتاب، جنوب تركيا في حزيران (يونيو) 2015 ورُحِّل إلى بلجيكا التي أطلقت سراحه، مشيراً إلى أن السلطات البلجيكية لم تؤكد صلاته باالارهابيين «رغم تحذيراتنا».

وقال المدعي العام الفيديرالي، فريديريك فان لو إن إبراهيم البكراوي كان طرفاً في تفجيرات مطار «زفنتم»، فيما فجّر شقيقه خالد محطة مترو «مالبيك». وأضاف أنه لا يزال هناك عدد من المشبوهين في التفجيرات يشكلون خطراً داخل البلاد.

وقال فان لو إن الأخوين البكراوي كانا معروفين لدى الشرطة ولهما سوابق إجرامية، وإن تحليل الحمض النووي سمح بتحديد هويتهما. وأضاف أن «الشرطة البلجيكية عثرت على وصية إبراهيم البكراوي على كومبيوتر ملقى في حاوية نفايات في منطقة سكاربيك، في بروكسيل، وجاء فيها أنه لم يعد يعرف ما عليه فعله وأنه مطارد في كل مكان». ويبدو أنه يحذر فيها مَن أُرسلت إليهم بأنهم إذا استمروا لفترة طويلة سيلقون المصير ذاته، في إشارة على ما يبدو إلى مصير صلاح عبد السلام المسجون في بروج بانتظار تسليمه إلى فرنسا.

وكشف فان لو أن السلطات تحققت من تنفيذ خالد البكراوي تفجير محطة المترو بعد العثور على بصماته في عربة القطار الثانية، وأعلنت الشرطة ليل أمس أن الانتحاري الثاني في مطار بروكسل هو نجم العشراوي، وكان مدار حملة تفنيش شغلت بلجيكا وأوروبا على مدى 48 ساعة. وتأكيد مشاركة الشقيقين البكراوي في اعتداءات بروكسيل يقيم رابطاً مباشراً بين الشبكة التي تقف خلف اعتداءات باريس (130 قتيلاً) واعتداءات بروكسيل.

وتعزز هذه المعلومات القلق حول قدرة الشبكات الإرهابية البلجيكية على مواصلة تنفيذ اعتداءات دامية على رغم تشديد الإجراءات الأمنية في أوروبا وزيادة ضغوط الشرطة منذ اعتداءات باريس.

وأعلنت هولندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في تغريدة على «تويتر» أمس، أن وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً طارئاً في بروكسيل اليوم.

وفي لندن دانت محكمة بريطانية أمس شابين بتهمة التآمر لشن هجوم بالرصاص على رجال أمن في غرب العاصمة، بعد تأثرهما بفكر تنظيم «داعش». ويواجه الشابان عقوبة السجن لفترة طويلة.

والمدان الأول في القضية هو صهيب مجيد (21 سنة) الذي دانته هيئة المحلفين في محكمة الجنايات «أولد بايلي» في لندن بالتآمر للقتل والتحضير لهجمات إرهابية في العاصمة البريطانية في العام 2014. أما «زعيم المؤامرة» فهو طارق حسن (22 سنة) وكان أقر سابقاً بذنبه بالاتهامات ذاتها. ومجيد (الذي كان يدرس الفيزياء في لندن) وحسن (طالب الطب والملقّب بـ «الجرّاح») صديقان منذ الطفولة وكانا يقيمان في غرب لندن. وزعم الإدعاء خلال المحاكمة بأن مجيد حصل في أيلول (سبتمبر) 2014، بناء على تعليمات من حسن الذي كان يدرس الطب في السودان بعد عدم قبوله لدراسة الطب في بريطانيا، على مسدس وذخائر حربية بهدف شن هجوم من على متن دراجة نارية على مقر للشرطة في ضاحية شيبريدز بوش، غرب لندن، وعلى ثكنة للجيش في منطقة مجاورة. واعتُقل حسن بعد عودته من السودان في ايلول (سبتمبر) 2014، وخلال محاكمته تبيّن أن عملاء لجهاز الأمن «أم آي 5» كانوا يراقبون تحركاته وتحركات صديقه مجيد بما في ذلك تصوير عملية حصول الأخير على المسدس المخصص للهجوم. وزعم الإدعاء أيضاً أن حسن كان بالغ التأثر بأفكار المتشددين وبايع تنظيم «داعش». وبعد توقيفه فر عدد من طلاب الطب البريطانيين من جامعتهم في السودان والتحقوا بـ «داعش» في سورية.

وبرّأت محكمة «أولد بايلي» أمس متهمين آخرين في هذه القضية من تهمة الإرهاب وهما نيال هاملت (25 سنة) ونيثين كافي (26 سنة). وأقر هذان الشابان بأنهما أمّنا مسدساً لمجيد وحسن لكنهما نفيا علمهما بالتخطيط لشن هجمات على مواقع أمنية.