أكد مسؤول أمني بلجيكي كبير لـCNN،  أن "التقديرات تشير إلى أن صلاح عبدالسلام كان – على الأغلب – أحد الذين سيشاركون في الهجوم الذي نفذته خلية "داعش" في العاصمة البلجيكية، بروكسل واستهدف مطار ومترو المدينة".
  وبحسب المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، فإن "المحققين يعتقدون بأن الخلية التابعة لداعش اضطرت لتسريع تنفيذ العملية بعد اكتشاف مخبأ عبدالسلام من قبل الشرطة البلجيكية الأسبوع المنصرم".
  وكشف أن "خالد وإبراهيم البكراوي استأجرا المنزل الذي أقام فيه عبدالسلام قبل اعتقاله واستخداماه كمعقل سري له ليقطن فيه بعد هجوم باريس، ما يعني بالتأكيد وجود رابط بين منفذي الهجومين بالعاصمتين الفرنسية والبلجيكية".
  ولفت المسؤول إلى أن "الملاحظات التي تركها إبراهيم البكراوي على جهاز الكمبيوتر المحمول خاصته، والتي ذكر فيها أن عليه الإسراع لأنه لا يشعر بالأمان وأنه إذا انتظر أكثر فقد ينتهي به المطاف في السجن كان يقصد بها عبدالسلام نفسه الموجود في قبضة الشرطة البلجيكية".
  وقدّم المسؤول الأمني البلجيكي روايته حول الأحداث التي وقعت في بروكسل بالقول إن الأجهزة الأمنية داهمت الشقة التي كان عبدالسلام فيها في 15 آذار الجاري وهي تظن أنها خالية، إذ أن ما توفر من معلومات كان يشير فقط إلى ارتباط الشقة بهجوم باريس، لتتفاجأ بوجود 3 مسلحين داخلها بادروا إلى إطلاق النار باتجاه قوات الأمن.
  وقال المسؤول: "أحد المسلحين، وهو ناشط بتنظيم داعش جزائري الجنسية يدعى محمد بلقايد، وفر التغطية النارية بمواجهة عناصر الأمن، ليتيح لعبدالسلام وشخص آخر كان برفقته مغادرة الشقة عبر السطح قبل أن يقتل بلقايد برصاص قناص من اشرطة، مشيرا إلى أن الشرطة الآن تعتقد أن بلقايد كان هو القائد الفعلي للخلية التي نفذت هجومي باريس وبروكسل".
  وتعتقد الشرطة البلجيكية أن بلقايد ومعه ناشط آخر في صفوف داعش يدعى نجم العشراوي، كانا ينسقان معا وفي اتصالات حية، الهجمات في باريس أثناء حصولها، وقد كان بلقايد، أعلى رتبة في صفوف داعش من عبدالحميد أباعوض، قائد الفريق المنفذ لهجوم باريس في حين ظهر الحمض النووي لعشراوي في الموقع الذي كان فريق هجوم باريس يستخدمه لجمع المتفجرات تمهيدا للعملية.
  وقد ارتكب عبدالسلام بعد فراره خطأ قاتلا على المستوى الأمني، إذ أنه قام بالاتصال بأحد المرتبطين به والذي كان تحت رقابة الشرطة آنذاك، ما فتح الباب أمام اكتشاف مكانه ومحاصرته ثم القبض عليه مع شريكة في العملية التي جرت بمنطقة مولنبيك الجمعة.
  وبهذه الضربة الأمنية، كانت السلطات البلجيكية قد دمرت الشبكة الأولى بخلية داعش في البلاد، ولكن الشبكة الثانية ردت بتسريع تنفيذ خطتها خوفا من انكشاف أمرها.