في كلّ مرة يضرب الإرهاب أيّ دولة، يكون لبنان أوّل المتضامنين نظراً لتجربته المريرة في هذا المجال، خصوصاً بعدما عاناه في الأعوام الأخيرة من تفجيرات أوقعت مئات الضحايا الأبرياء. أمّا اللبنانيّون المنتشرون في مختلف بلدان العالم فكان لهم أحياناً كثيرة حصّة من المأساة، فهل تأذى أي منهم في تفجيرات بلجيكا أمس؟  

  في السياق، أوضح سفير لبنان في بلجيكا رامي مرتضى لـ«الجمهورية» أنّ «الأوضاع في بلجيكا نقلها الإعلام كما هي، وبالتالي بات اللبنانيون يعرفون جيداً ماذا يدور هناك»، لافتاً إلى أنه «حتى الساعة لم يتبيّن وجود لبنانيين بين الضحايا على رغم عدم إحصاء عدد الضحايا النهائي، فالسفارة اللبنانية سَعت إلى التواصل مع أكبر عدد ممكن من الجالية اللبنانية واطمأنَّت إلى سلامة المواطنين».  

  وأكد مرتضى أنّ «اللبنانيين في بلجيكا الذين يصل عددهم إلى نحو 12 ألف نسمة لم يتعرّضوا لمضايقات بُعيد الهجومات بسبب عروبتهم»، مشدداً على أنّ «بلجيكا بلد القانون ولا يتعرّض أي مواطن فيها لتضييقات بلا سبب». وكشف مرتضى أنّ «بلجيكا اتخذت إجراءات احترازية بسبب ورود معلومات في شأن احتمال تعرّضها لهجمات إرهابية»، نافياً أن «تكون السياسة التي يعتمدها البلد هي سبب توقّع الهجومات، إنما طبيعة المعلومات الأمنية التي يتبعها أي بلد في العالم لأخذ الوقاية والحفاظ على أمنه».  

      وعن سبب عدم الاشتباه بمنفذي العمليات، أشار مرتضى الى أنّ «هكذا نوع من المجرمين يكون التعامل معهم مختلفاً، ومن الصعب الاشتباه بشخص يتصرّف بطريقة طبيعية في انتظار اللحظة المناسبة لتفجير نفسه».