نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا عن الحياة داخل العاصمة السورية، وأجرت مقابلات مع دمشقيين وتجّار في سوق الحامدية، لمعرفة تطلعاتهم بالنسبة إلى الحملة الروسية في سوريا، والتي إنتهت مع دخول الحرب عامها الخامس.

 

وبحسب الصحيفة، فإنّ الروس دخلوا سوريا، وانتشرت معهم صور الرئيس فلاديمير بوتين إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، على القلادات والفناجين وعلى أشياء أخرى في محال لبيع التذكارات في دمشق. ويلاحظ المارّة وجود "بوستر" عليه صورة تجمع القيصر والأسد، وعلّق عليها "معًا ضد الإرهاب". ونقلت الصحيفة عن عسكريين رفيعي المستوى أنّهم ينعتون الرئيس الروسي بـ"أبي علي بوتين"، كما بدأ بعض السوريين يتابعون صفوفًا لتعلم اللغة الروسية.

ورأت الصحيفة أنّ موسكو تريد الدفع بالقنوات الديبلوماسية بدلاً من الحلول العسكرية، لافتةً إلى أنّ الغارات الروسية التي إستمرّت 6 أشهر لمساعدة الأسد، قلبت الخسائر إلى أرباح، فقد استرجعت القوات السورية 4000 ميلا من الأراضي.

ومع بدء الإنسحاب، يبدو أنّ موسكو تضغط لحلّ سياسي في جولة المفاوضات في جنيف. وفي الوقت الذي فاجأت فيه روسيا العالم، حاول مسؤولون سوريون إظهار عدم إستغرابهم. وإذ بدأت روسيا تحزّم معداتها وتحضّر طائراتها في قاعدة حميميم في اللاذقية للعودة إلى قواعدها في موسكو، أطلّ مسؤولون على التلفاز للتقليل من أهمية الإنسحاب، وكأنّه تم التنسيق مع الحكومة السورية.

بسام أبو عبدالله، البروفيسور في العلاقات الدولية في جامعة دمشق، قال: "من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر الإستراتيجية حول كيفية إنهاء الحرب بين دولتين". وأضاف: "بين الحلفاء يحصل تباين، فهناك الكثير من الإختلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة لكنهما لا تزالان حليفتين". ووصف أبو عبدالله الإنسحاب بالخطوة الإيجابية في المفاوضات وعلامة للمعارضة التي لطالما اتهمت روسيا بأنها تعيق مسار الحوار.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الأسد أثبتَ أنه يستطيع النجاة من الخطر"، وأضافت: "تحولت المظاهرات في شارعه إلى حرب بالوكالة بين واشنطن والرياض وموسكو وإيران، كما قتل أكثر من 250 ألف سوري، فيما نزحَ نصف الشعب". ونقلت عن أبو عبدالله قوله: "إنها الحرب العالمية الثالية، تبدو أنها صغيرة لكن ليس من السهل أن تحلّ".

من جهته، يقول صاحب متجر في سوق الحامدية: "لا نتحدث عن الحرب هنا، فللحيطان آذان".

وأعرب الياس داوود (40 عامًا) عن أمله ألا يتعرض للإصابة بالنيران خلال زيارته كنيسة في منطقة جوبر، ولفت إلى خوفه على أبنائه عندما يكونون في طريقهم إلى المدرسة.

بالقرب من مقام السيد زينب في ريف دمشق، يجلس محمد صالح إبراهيم (40 عامًا) وهو مقاتل من "عصائب أهل الحق"، وقال إنه قدم من خطوط المواجهة في حلب، ويرى في القتال فريضة دينية، ويشير إلى تقدم القوات الحكومية تحت غطاء جوي روسي.

أمّا السورية "أم مصطفى" (44 عامًا) فتقول وهي تقوم بأعمال تنظيف في منزلها: "لا أشعر بالراحة أبدًا هنا".

وبحسب "واشنطن بوست" ففي الأسابيع الأخيرة تقدمت القوات السورية إلى تدمر التي يسيطر عليها "داعش"، وأفاد مسؤولون روس أنهم لن يتهاونوا بقتال الإرهابيين لكن وجودهم العسكري لم يعد ضروريًا في سوريا.

باسم بركات محلل سياسي سوري مقرب من الحكومة السورية، قال الكرملين نفذ مهامه، وساعد الجيش السوري على استعادة الأرض.

من جهته، يقول حسن البرني الذي يقود قوات الدفاع الوطنية في منطقة الزاهرة جنوبي دمشق "إن الحملة الجوية ساعدت سوريا كثيرًا، بسبب التكنولوجيا الروسية المتطورة" وأكد أن "لا حرب تستمر إلى الأبد".

(Washingtonpost - لبنان 24)