بعد التصعيد والمواجهة العسكرية، فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجميع بقراره الانسحاب من سوريا، في مناورة شديدة التعقيد، ولكنها أيضاً مناورة لتفادي خسائر كبيرة ومؤثرة لو استمر في التمسك بموقفه السابق، وفق ما أوردت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية في تقرير لها الثلاثاء، خاصةً خسارة العالم العربي، والدخول في مواجهة عسكرية مع السعودية.

 

وفي قراءتها لأسباب الانسحاب العسكري الروسي، قالت "لاستامبا" إن بوتين الذي تدخل بقوة في سوريا لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، قرر الخروج من سوريا لتفادي تدخل مضاد آخر تقوده السعودية التي أعلنت على لسان الملك سلمان بن عبد العزيز في نهاية كانون الثاني نيتها التدخل العسكري في سوريا في ظرف شهرين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، والتي حشدت قوات عسكرية كبرى للمضي في مشروع التدخل البري في سوريا.

التدخل العربي

وأكدت "لاستامبا" أن"الانسحاب جاء بعد محادثات واتصالات هاتفية كثيرة بين الملك والقيصر، ما يجعل سحب القوات العسكرية مع الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الجوية، مقدمة لخفض حدة التوتر المتنامي بين العاصمتين الروسية والسعودية، وتفادي التدخل العسكري العربي، وذلك رغم استمرار العقدة الجوهرية في الخلاف بينهما، كما بدا في محادثات جنيف الأخيرة التي انطلقت الإثنين، التي يُمثلها مستقبل ومصير الرئيس الأسد".

الثوري الإيراني

وكشفت الصحيفة أن روسيا ليست وحدها من انسحب من سوريا، بشكل مفاجئ، بعد إعلان موسكو احتفاظها بمركز "لمراقبة تماسك الهدنة، واستمرار قاعدتي طرطوس وحميميم في تسيير عمليات عادية غير عسكرية" ذلك أن رياحاً كثيرة وجديدة تهب اليوم على سوريا، والتي ألمح لها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، منذ 25 شباط الماضي، عندما تحدث عن تقلص الحضور الإيراني في سوريا".

وفي هذا السياق قالت "لاستامبا" إن إيران سحبت سراً كل قوات الحرس الثوري حسب مصادر أميركية أشارت إلى أن الانسحاب الإيراني كان شرطاً روسياً للاستمرار في التعاون معها وذلك منذ كانون الأول الماضي، ما يعني عملياً أن الأسد اليوم لا يعتمد إلا على ما تبقى من جيشه، وعلى حزب الله والمجموعات العراقية".

(24 - لاستامبا)