تساءلت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحيتها حول الهدف من القرار الروسي بسحب قوات من روسيا.   واعتبرت الصحيفة إن قرار روسيا بسحب الجزء الأكبر من قواتها كان مفاجئا للجميع، وأدى بالولايات المتحدة إلى أن تعاني في محاولة فهم تحول روسيا بعد ستة أشهر من حملتها العسكرية في سوريا التي أزعجت خلالها صانعي السياسة الغربية بشدة.   ورأت أنه على الرغم من الهدوء النسبي في سوريا لمدة أسبوعين منذ بدء وقف إطلاق النار، فلا يزال الطريق إلى نهاية الحرب طويلا.   ويأمل دبلوماسيون غربيون أن يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن أظهر أهمية وقوة الدور الروسي في الشرق الأوسط، عن الرئيس السوري بشار الأسد.   واعتبرت الصحيفة ان هذا سيؤدي إلى تقدم كبير في المحادثات في جنيف، إذ كان مصير الأسد حجر عثرة في تلك المفاوضات.   ورجّحت الصحيفة أن يكون هناك وجهة نظر أخرى هي أن روسيا قد نجحت بتدخلها في تدعيم الأسد ووضعت حدا للانتكاسات العسكرية التي عاناها النظام السوري عام 2015.   وقالت "يمكن لروسيا أن تركز الأنظار الآن على انسحابها وعدم تدخلها في الموقف بعد أن لعبت دورا هاما فيما سيحدث في سوريا في المستقبل".   وأضافت "قرار الرئيس بوتين بسحب القوات الروسية مع بدء المحادثات في جنيف يظهر روسيا وكأنها أكثر الساعين لإنهاء الحرب في سوريا".   وتابعت "احتفاظ روسيا بقاعدة جوية بمعداتها العسكرية التي أقامتها على السواحل السورية يعني أنها يمكن أن تعاود العمليات العسكرية وقتما تشاء".   وأعلنت ان "هذا الانسحاب يمكن الرئيس بوتين أيضا من القول إن روسيا حققت هدفين رئيسيين في سوريا: أولهما هو الحفاظ على الرئيس الاسد في سدة الحكم والحيلولة دون هزيمته، وثانيهما هو منع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وتركيا من إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يمكن استغلالها كمنطقة للمعارضين الذين يدعمهم الغرب".   وصرّحت الصحيفة أنه بعد "أن نشرت روسيا صواريخ اس 400 المضادة للطائرات، أصبح التدخل الغربي في الحرب الأهلية في سوريا مستحيلا من الناحيتين العسكرية والسياسية".   وأكّدت أن "بوتين صرّح ان "انسحاب روسيا يمكن أن يساعد في التوصل إلى تسوية"، وشدّد على أن "الرئيس الأسد تعهد بالتوصل لتسوية سياسية"، فمن المؤكد أنّ الرئيس الروسي لا يود أن يتورط في سوريا بشكل لا يمكن التراجع عنه. لكن هذا لا يعني رحيل الأسد ولا يعني تخلي روسيا عنه".   وأشارت الصحيفة الى ان "بوتين يودّ في أزمتي أوكرانيا وسوريا أن يقدم روسيا كقوة لا يمكن تجاهلها. وتزداد شعبيته داخل روسيا كلما تمكن من التفوق على الولايات المتحدة. ويعد هذا أمرا مهما في وقت تنخفض فيه أسعار النفط وتؤلم فيه العقوبات الاقتصادية الشعب الروسي".   وبالفعل تقدّم وكالة الأنباء الرسمية ما حدث كانتصار روسي في سوريا.