نظمت مؤسسة مسارات والمجلس العراقي لحوار الاديان ومؤسسة الاستقامة في لندن اللقاء الروحي العراقي البريطاني لمواجهة الكراهية وفضح أفعال تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) "الارهابيية".

وقد تضمنت الفعالية التي عقدت في مندي الصابئة المندائيين في حي القادسية في بغداد، لقاء اعضاء الوفد من الزعماء الدينيين من ائمة وخطباء المسلمين في بريطانيا بممثلين عن المندائيين والايزيديين والمسيحيين.   وقد أدار رئيس مؤسسة مسارات "سعد سلوم" اللقاء الروحي الذي حضرته "العالم الجديد"، قائلا خلال كلمته "من اجل تعزيز وحماية الاقليات الدينية في العراق، لابد من العمل مع الزعماء المسلمين، ليس على إدانة افعال داعش الارهابي فحسب، بل اطلاق دعوة اصلاحية لمراجعة التراث الديني الاسلامي واصدار فتاوى للاعتراف بالأقليات الدينية غير المسلمة مثل المندائيين والايزيديين".

  لقاء روحي (2) صلاة مشتركة من أجل السلام (العالم الجديد)   وتحدث الريش امة ستار جبار الحلو عن اوضاع المندائيين، في كلمته عن أن "اعضاء الوفد ربما سمعوا عن المسيحيين والايزيديين، لكن هذه فرصة لكي يتعرفوا على جذر التوحيد الاول المتمثل بالديانة المندائية"، ثم اهدى لاعضاء الوفد نسخة من كتاب "الكنزا ربا" الكتاب المقدس للصابئة المندائيين.   في حين بين النائب عن الايزيديين في البرلمان العراقي حجي كندور اوضاع الايزيديين، مشيرا الى ما واجهوه من ابادة على يد تنظيم داعش في جبل سنجار ومناطق اخرى، مؤكدا على تبرير داعش تصرفاتها في قتل الايزيديين على اساس الشريعة الاسلامية.  

وطالب اعضاء الوفد بالعمل على اصدار فتوى تدين افعال تنيظم داعش.   في حين شرح "هاني قسطو" من اوقاف المسيحيين اوضاع المسيحيين في العراق، مبينا اهمية صدور إدانة واسعة من قبل رجال الدين المسلمين لافعال داعش.   وأوضح الشيخ محمد عمر بن رمضان عضو مجلس الشورى في لندن، بالقول ان "مرجعية الازهر قد أدانت تصرفات داعش على نحو صريح، وان رجال الدين المسلمين لا يمكن ان يقبلوا بما حصل للاقليات الدينية في العراق وسوريا، وان هدف زيارة الوفد هو إدانة تنظيم داعش وتصرفاته التي لا تمثل الاسلام، كما يفهمه اغلب المسلمين".   اللقاء الروحي3   وأكد رمضان خلال كلمته ايضا على ان "الهدف يتمثل بنقل رسالة تقول بإن داعش لا تمثل أهل السنة والجماعة، إنما هم جهة ارهابية لا يمكن ان تمثل قيما دينية او انسانية".

  واختتم اللقاء بصلاة اعضاء الوفد تحت سقف مندي الصابئة المندائيين كرسالة تضامنية ورمزية لرفض ثقافة وتوجهات داعش التي تلغي الاخر.

  في حين اشار البروفيسور سيد أحمد حسين الترمذي شاه صاحب، رئيس الجمعية الخيرية في المملكة المتحدة في هاليفاكس، الى ان "الزيارة تأتي في سياق اظهار التضامن مع الشعب العراقي بكافة مكوناته في مواجهة تنظيم داعش الارهابي".   وقد اشار "مصطفى فيلد" من مؤسسة الاستقامة في لندن التي رعت ونظمت زيارة الوفد، الى ان هذه الزيارة التاريخية الاولى من نوعها سوف تكون فاتحة لزيارات أخرى من اجل تعزيز التفاهم المتبادل ومد جسور الصلة بين الزعماء الدينيين مع بقية زعماء الاديان الاخرى.

  وحول أهداف الملتقى الروحي قال سعد سلوم رئيس مؤسسة مسارات ان "الوفد تكون من سبعة علماء دين مرموقين هم كل من: الشيخ محمد عمر بن رمضان رئيس تجمع الوحدة الإسلامية العالمي وعضو مجلس الشورى لأهل السنة في لندن، سيد أحمد ترمذي شاه صاحب رئيس مركز جماعة أهل السنة في بريطانيا وإمام جامع هليفاكس، وغازي عبد العزيز جستي الأمين العام لمركز أهل السنة وإمام مؤسسة الغوث الإسلامية الخيرية في بريطانيا. ومولانا محمد أنصار العالم الديني الجليل من مدينة هامستد البريطانية وعالم الدين الاسلامي حجي محمد فاروق، ومحمد صديق مستشار مؤسسة رمضان الخيرية في لندن، واخيرا عالم الدين "بيير سيد كرامات شاه صاحب" من مدينة ترنت البريطانية".

  وأوضح سلوم في حديثه لـ"العالم الجديد" أن "اللقاء الروحي العراقي البريطاني جاء بعد تنظيم مسارات الشهر الماضي للقاء روحي عراقي اميركي ضم رؤساء الطوائف المسيحية في العراق بكل من "ثيودور ماك كاريك" الكاردينال الاميركي للروم الكاثوليك والمطران "جون برايسون سين" اسقف واشنطن والكاتدرائية الوطنية في العاصمة الاميركية والسفير "وليام جرين ميلر" المستشار الاقدم لمؤسسة "البحث عن المشتركات بين الاديان"، وبحضور رئيس الاساقفة "البيرتو أورتيغا" سفير الفاتيكان في العراق".