أكد مدير مدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح مركز أمن عام في مشغرة - البقاع الغربي أن "الأمن العام كان ولا يزال أحد صمامات الأمان لهذا الوطن، الصغير بحجمه، العظيم بقدره، في ملاحقته الإرهاب والارهابيين وتفكيك شبكات التخريب والإجرام واستئصال الجماعات التي تسعى إلى ضرب قواعد الاستقرار وزرع بذور الفتن ودفع اللبنانيين إلى الاقتتال تحت عناوين مذهبية وطائفية من خلال محاولات خبيثة ترمي إلى إسقاط النموذج اللبناني بما يمثل من ثقافة حياة وقبول الآخر وإرادة واضحة في العيش معاً".

وجاء في الكلمة:

"أيها الحضور الكريم

من بدر وادي التيم، من مشغرة، عروسة البقاع الغربي، حاضنة التنوع، المتألقة بعيشها الواحد الذي يجمع ابناءها على حب لبنان، وروح المواطنة، والتعاون في سبيل نهضتها، احييكم اليوم، فيما يغمرني الفرح بلقائكم في هذه المناسبة العزيزة عليكم وعلى الامن العام الذي يتابع إنشاء المراكز الاقليمية على امتداد وطننا الحبيب، تعزيزا للإنماء المتوازن واللامركزية الادارية التي توفر على المواطن مشقة التوجه الى مراكز المحافظات والاقضية لإنجاز معاملاتهم. وقد سجلت هذه التجربة نجاحا كبيرا، وهي ستعم المناطق اللبنانية بإذن الله، وذلك بفضل العمل الدؤوب لكل المعنيين في المديرية التي تجري الترتيبات وتعد التحضيرات لكي تكون هذه المراكز مهيأة لاستقبال المواطنين والمقيمين على ارض لبنان، وتسيير امورهم.

اليوم نفتتح هذا المركز في بلدة العيش والمقاومة، مشغرة الذي يضيء قمرها على كل ابنائها والوافدين اليها، مسدلا خيوط محبته الذهبية، ومرسلا انوار ضيافته اللألآءة للدلالة على المكانة التي تحتل هذه الناحية المباركة من بقاعنا الخصيب. مركز مشغرة كان من بين الدوائر والمراكز التي وضعنا خطط انشائها في البرامج التطويرية للمديرية مذ تولينا المسؤولية، ولا اخفيكم سرا الدور الذي ساهم فيهوسعى اليه، وتابع إجراءاته دولة الرئيس نبيه بري، ولا غرابة في ذلك، فهو رجل الانماء الذي أولى ويولي من موقعه على رأس السلطة التشريعية، المناطق النائية كامل عنايته لأنها في قاموسه الاقرب الى قلب لبنان، كونها خط الدفاع الاول عنه، وسوره الواقية، وعينه الراصدة، وصونا لترابه.

ايها السيدات والسادة

ان الامن العام كان ولا يزال احد صمامات الامان لهذا الوطن، الصغير بحجمه، العظيم بقدره، في ملاحقته الارهاب والارهابيين وتفكيك شبكات التخريب والاجرام، واستئصال الجماعات التي تسعى الى ضرب قواعد الاستقرار، وزرع بذور الفتن، ودفع اللبنانيين الى الاقتتال تحت عناوين مذهبية وطائفية من خلال محاولات خبيثة ترمي الى اسقاط النموذج اللبناني بما يمثل من ثقافة حياة، وقبول الآخر، وارادة واضحة في العيش معا، كما انتم عليه في مشغرة المميزة بتنوعها، وقدرة ابنائها على التواصل والتعاون والتفاعل، لأن لهم في تاريخهم القديم والحديث محطات اكدت هذا التوجه.

لقد واجه أبناء هذه المنطقة الغالية الفتنة بالألفة، والتفرقة بالوحدة، وصيحات الحرب بأغاني الحب، وطرِبوا لأجراس الكنائس واذان المساجد يتصادى رنينها واصواتها، اكثر مما انجذبوا الى صليل السيوف ودوي البارود وازيز الرصاص. وهكذا صانوا بلدتهم وحفظوا عيشهم بولائهم للبنان الذي عشقوه، وكانوا في طليعة من ذادوا عنه مقاومين ومفكرين وبناة وعمالاً في جميع الميادين.

الامن العام يعاهدكم، كما يعاهد اللبنانيين جميعا، ان يسعى بتواز لتوفير الخدمات التي اناطها به القانون وفق أرفع المعايير المعتمدة دوليا، وتطوير ادائه، وكذلك للقيام بما يمليه عليه الواجب في الدفاع عن الوطن، واستباق الاخطار التي تتهدده بإحباطها قبل ان تصيب منه موجعا او مقتلا لا قدر الله. ولذلك، فهو يسخّر امكاناته لتحقيق هذا الغرض غير مبال بالكلفة التي ستترتب عليه، وهو الذي قدم الشهداء والجرحى، ولم يبخل بأي تضحية.

يا أبناء مشغره، يا أهلي

بإسم الامن العام اتوجه بالشكر الى كل واحد منكم والى كل من ساهم في انجاح هذه المناسبة، لا سيما رئيس واعضاء المجلس البلدي، كما نبارك لأبناء المنطقة هذا المركز الذي سيعمل بأقصى طاقته لتوفير افضل الخدمات، ونشكر كل الذين تعاونوا معنا من اجل اتمام هذا المشروع بالسرعة المطلوبة.

سيبقى قمر مشغرة، بدر وادي التيم، مشعا يضيء حلكات الليل، يرسم طريق الحب والسلام في منطقة تجاور الحرائق، وعدُوّا لا يؤتمن جانبه، تكمن في انيابه كل صنوف الشرور... لكنه لن يتكمن من عطبها، والنيل من إباء لبنان الذي تعمّد بدم الشهداء الذين حبّروا وثيقة الكرامة والشرف بخزين اوردتهم لنستحق مجد الحياة".