تشهد أقسام الأخبار في القنوات اللبنانيّة بين الحين والآخر، جملة تغييرات على صعيد فريق العمل، فيغيب مراسلون، أو مذيعون، ليحلّ آخرون مكانهم. منذ بداية العام الحالي، يغيّر عدد من الزملاء أماكن عملهم، تبعاً لعروض عمل جديدة، ما سينعكس تغيّراً في خريطة الأخبار المسائيّة خلال الأسابيع القادمة.   هكذا، تودِّع "الجديد" اثنين من "قدماء" فريقها، هما المسؤول عن موقع القناة الالكتروني ابراهيم دسوقي، والمراسل ومقدّم برنامج "الحدث" مالك الشريف. غادر دسوقي القناة لرغبته بتأسيس عمل خاص به، واستقال من صحيفة "النهار" أيضاً حيث عمل كمراسل. يقول إنّه بات يشعر بروتين العمل الصحافي، لذلك أسّس مع مجموعة من أصدقائه شركة خدمات إعلاميّة واستشارات. "لم تعد الأوضاع الراهنة تشجع على العمل الصحافي بسبب الركود الذي يشهده لبنان، لكن لا شيء يمنع من عودتي إلى التلفزيون لاحقاً بمشروع خاص".

  من جهته، ينتقل الشريف بعد أسبوعين إلى قسم الأخبار في "المؤسسة اللبنانيّة للإرسال"، لكنّه يرفض الإفصاح عن طبيعة عمله هناك، لأنّه لم يوقّع عقد العمل بعد.   ويبدو أنّ "أل بي سي آي" هي أكثر من يستقطب مراسلين جددا هذه الفترة، وذلك ليس بغريب على القناة التي شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية تغييرات عدّة في فريق مراسليها. الجديد اليوم، انضمام الزميل في "السفير" سابقاً جعفر العطار إلى قسم الأخبار فيها، بعد تسع سنوات من العمل في الصحافة المكتوبة. يقول العطّار إنّ انتقاله إلى التلفزيون أشبه "بغربة"، ويلفت إلى أنّ "القاسم المشترك بين المرئي والمكتوب على صعيد التحرير هو العمل في الظلّ، والمنافسة بين الوسائل الإعلامية". يضع العطار نفسه أمام تحدٍّ من نوع آخر، ليرى إن كان سيتأقلم مع عمله الجديد.

  قبل أسابيع، سبقت صبحيّة النجّار مالك الشريف وجعفر العطار بالانضمام إلى أخبار "أل بي سي آي" كمراسلة. عملت نجار سابقاً في قناة "المستقبل"، ولاحقاً كمنتجة لبرنامج سياسي على "بي بي سي"، وتؤكّد حماسها لعملها الجديد، قائلةً إنّه المكان الذي كانت تبحث عنه "لأنّه يجمع كلّ الناس"، ولأنّه يخوّلها "نقل صورة عن مشاكل وقضايا المجتمع اللبناني".  

في كواليس "أم تي في" أيضاً، تتبدّل المواقع. ينتقل المذيع روبير النخل بداية الشهر المقبل إلى قناة "سكاي نيوز" في أبو ظبي، حيث سيعمل كمذيع ومقدّم برامج. لم يودّع النخل القناة باكياً، حين حلّ ضيفًا قبل يومين على إحدى الإذاعات اللبنانيّة، كما ورد على بعض المواقع الإخبارية. يقول إنّه تأثّر باتصال تلقاه من والدته خلال المقابلة، لا أكثر. ليس النخل أوّل مذيع من فريق "أم تي في" ينتقل إلى القناة البريطانيّة الإماراتيّة، بل سبقته زميلاته نتالي مامو، وشنتال صليبا، ونبيلة عوّاد، قبل نحو عام. يومها لجأت القناة إلى رونا الحلبي من "الجديد"، لبثّ روح جديدة في فريق مذيعاتها ومراسلاتها. واليوم من المتوقّع أن يحلّ المراسل في «أم تي في» نخلة عضيمة مكان النخل لتقديم نشرة الأخبار المسائيّة.  

على صعيد المراسلين في "أم تي في" أيضاً، وبعدما بات اسم حسين خريس مرتبطاً بمواكبة أخبار جبهة النصرة، صارت القناة تتجنّب إيفاده إلى "المناطق المعادية لسياستها". هكذا، تستعين "أم تي في" حالياً بشركة "شوت بروداكشن" لصاحبها فراس حاطوم، لإعداد تقارير إخبارية من الضاحية مثلاً. تنفّذ التقارير المراسلة ملاك قطيش التي تطلّ في نشرات أخبار القناة حاليّاً، وقد أعدّت قبل أيّام تقريراً عن تشييع القائد الميداني في حزب الله علاء البوسنة في الجنوب، إلى جانب تحقيقات استقصائيّة واجتماعيّة عدّة.

السفير