أنهت سارة (25 عاماً) عملها عند السابعة من مساء الأربعاء 2 آذار الحالي، ووقفت كعادتها على "أوتوستراد" الدكوانة خلف متجر "براندز فور لس" لتستقل سيارة أجرة. "لا إنارة بلدية، فقط أضواء السيارات المسرعة"، تصف سارة المشهد قبل أن يدخل شابان كيس قماش برأسها ويسحباها من المكان. للوهلة الأولى، ظنّت أنها تتعرض للخطف من قبل جهاز دولة أو ميليشيا حزبية "لم أفكر أني سأغتصب".

  شلّ الذعر الذي شعرت بها قدرتها على الحركة والتنفس: "لو كان هناك أحد بالجوار لسمع صراخي". لكنها صرخت وصرخت إلى أن نزعا الغطاء عن وجهها ووضعاه في فمها لإسكاتها. دفعاها إلى داخل سيارة حيث بدأ أحدهما باغتصابها. لا تعرف سارة مصدر تلك القوة التي مكنتها من رفس مغتصبها الأول لترميه أرضاً، ثم دفعت بنفسها إلى الأمام وبدأت بالركض نحو "الأوتوستراد" قبل أن يغتصبها الثاني.  

عندما أوقفت سيارة تاكسي عرف السائق فوراً أنه أمام سيدة تعرضت للاغتصاب. "عرض علي أكثر من مرّة بأن يرافقني إلى المخفر كي أتقدم بشكوى ولكنني رفضت. الأمر نفسه تكرر مع الطبيبة التي ذهبت إليها.

  "لن أذهب إلى الشرطة لأني وببساطة لا أثق بأي عدالة ممكن أن يقدمها لي رجالها"، تقول سارة لتؤكد أنها تعرضت سابقاً للتحرش من قبل أحد عناصر الشرطة خلال سيرها على الطريق: "ضربني على فخدي وقال كلمات مزعجة وحين صفعته على وجهه، أتى المسؤول عنه وهددني بإحالتي إلى المحكمة العسكرية لتعرضي لقوى الأمن".

أما عندما أخبرته أنه تحرش بها فطلب منها المسؤول إثباتاً. "هل تقوم السيدة المغتصبة بتصوير حادثة الإعتداء عليها لكي تحتفظ بالدليل؟ وهل يجب أن نصور أنفسنا طوال الوقت في الشارع لنثبت تعرضنا للتحرش سواء من أشخاص عاديين أو من رجال أمن؟".  

حتى أن سارة تستشعر من أسئلة الشرطة وكأنهم يضعون اللوم على المغتصبة: "كم كانت الساعة، ماذا كنت ترتدين، لماذا كنت تمشين وحدك"، أسئلة تتعامل مع المرأة كما لو كانت هي المذنبة، الا في حال كان المغتصب أجنبيا، وتحديداً من الفئات المهمشة بين الأجانب". هنا لا توجّه الاتهامات إلى الفتاة، "بل تصبح قضية وطنية قومية، ويصبّ الغضب على الأجنبي الغريب، لا لكونه اغتصب فتاة بل لكونه أجنبيا يهدد استقرار البلاد". تؤكد سارة أن مغتصبيها كانا لبنانيين "لم أذهب إلى أي مكان لكي لا يبرر أحد اغتصابي ويقولون أنني المذنبة".

طوت سارة قصتها كما ضحايا اغتصاب كثر في هذه البلاد التي تفتقر إلى الشوارع الآمنة للنساء، وليس فقط للحد الأدنى من إضاءة الطرقات.

لبنان 24