توسعت، امس، عمليات إغلاق ومراقبة الحدود بين تونس وليبيا من البر إلى الجو والبحر، غداة الهجوم العنيف الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة بن قردان يوم الاثنين الماضي، والذي استهدف، بحسب السلطات التونسية، إقامة "إمارة داعشية"، وفق خطة معقدة، تم احباطها في غضون خمس ساعات.

وقالت مصادر مطلعة في المؤسسة العسكرية التونسية لـ "السفير" أنه تم تفعيل منظومة عسكرية تم إعدادها سابقاً لتركيز الآليات العسكرية الثقيلة، والمدافع من العيارين المتوسط والطويل، وراجمات الصواريخ، على الأرض، بالإضافة إلى تفعيل منظومة الدفاع البحري على طول الشواطئ في المياه الإقليمية.

وبرغم عدم وجود أية مؤشرات بشأن هجوم جوي أو بحري، فقد أفادت هذه المصادر بأن سلاح الجو التونسي في حالة يقظة قصوى، وأصبح يصنف المجال الجوي للجنوب التونسي منطقة عمليات عسكرية تتم مراقبتها بالرادارات العسكرية مع إخضاع كل الرحلات الجوية للقواعد العسكرية تحسبا لأي خطر محتمل.

وأضافت المصادر العسكرية، في حديثها الى "السفير"، ان "فشل الهجمة الإٍرهابية على مدينة بن قردان لا يعني نهاية الخطر، وان العملية العسكرية ما تزال في مرحلة حساسة تتطلب دعم وتغطية كل اختصاصات الجيش التونسي كما أن التهديد البحري ما يزال قائما".

وتتركز جهود المؤسستين الأمنية والعسكرية في تونس، في سباق مع الزمن، على ملاحقة فلول المجموعة الإرهابية التي هاجمت مدينة بن قردان، وكشف مخابئ الأسلحة والخلايا النائمة التي كانت جاهزة للالتحاق بالنواة الأصلية في الهجوم على المدينة، الذي كان يستهدف اقامة أول إمارة "داعشية" في تونس.

وقدرت مصادر أمنية، في تصريحات لـ «السفير»، عدد الأشخاص الذين كان يفترض أن يشاركوا في احتلال مدينة بن قردان، اعتمادا على اعترافات أولية للموقوقين، بأكثر من 250 عنصراً ارهابياً.

وأشارت المصادر الى ان تطورات الأحداث في الساعات الخمس الممتدة من الخامسة فجرا وحتى العاشرة صباحا في المدينة يوم الهجوم قد حسمت في مشروع "داعش" في تونس، وآلت به إلى الفشل، بعد اضطراب الخطة، وهروب من بقي من عناصر ارهابية.

وتحمل كل ساعة أنباء جديدة عن مواجهات متقطعة مع أفراد هذه المجموعات الذين تفرقوا في صحراء الجنوب التونسي حول مدينة بن قردان، حيث تم تسجيل أكثر من خمس حالات لعناصر إرهابية تقتحم محلات سكنية ريفية أو مقرات شركات بحثا عن الماء أو الحد الأدنى من المؤونة بعد هروب لأكثر من ثلاثة أيام، وانتهت هذه الحالات كلها إلى استسلام البعض ومقتل البعض الآخر، كما تقول المصادر الامنية.

وبلغت عمليات المطاردة مجالاً يتجاوز ثلاثين كيلومترا عن وسط مدينة بن قردان، التي تخلصت تماما من الخطر الارهابي المباشر، فتجمهر أهاليها يوم أمس في جنازة حاشدة للشهداء، حضرتها شخصيات سياسية ومدنية.

 

(السفير)