«بْحِبّ لبنان أكثر منهم جميعاً... وما حَدا يزايد عليّ»!   هكذا، وبعبارة تنم عن غضب بلغ ذروته، صبّ الفنان اللبناني فارس كرم جام انتقاده على مَن يحاول المزايدة على وطنيته، خصوصاً بعدما عبّر عن رأيه في الفنان المعتزل فضل شاكر، مذكراً الجميع بقوله: «أنا لم أقدم سوى الأغنية الوطنية، ولبنان والجيش اللبناني يحتلان المرتبة الأولى عندي، وهما بالنسبة إليّ أهمّ من عائلتي».  

كرم، الذي يقول إنه لا يحب الكاميرا ولا التلفزيون... ولا «المقابلات»، اتخذ من هذا الحوار مع «الراي»، منبراً للبوح بكثير من آرائه في كثير من القضايا الفنية والغنائية والإعلامية، مشيراً إلى تجربته كعضو لجنة تحكيم في أحد برامج الهواة، وموضحاً: «شاركت لأن العرض كان مغرياً جداً، والفكرة أعجبتني وكذلك الجوّ»، ومعقباً: «لكن في المقابل كان هناك ضعف في مستوى المشاركين»، ومردفاً: «اعتذرتُ عن الموسم الثاني بسبب ارتباطي بجولة فنية طويلة الأمد».   كرم تحدث عن علاقته الطيبة بشركة «روتانا»، مؤكداً أنهم يعرفون أنه «الحصان الرابح» في حفلاتهم، وبأنه مخلص لهم تماماً كما هم مخلصون له... ومزيد من تفاصيل الحوار الجريء في هذه السطور:   • وصفتْك إحدى الوسائل الإعلامية الإلكترونية بالفنان الأكثر إثارةً للجدل في العام 2015. فهل ترى أن هذا التوصيف ينطبق عليك؟   - طبعاً، ينطبق عليَّ تماماً.   • وهل ينطبق عليك فنياً أم على شخصيتك وآرائك ومواقفك؟ - بل هو ينطبق عليّ في كل شيء. لأن أغنياتي تثير الجدل، وكذلك حفلاتي، وآرائي وصراحتي. كل شيء فيّ يثير الجدل، لكن في المقابل أنا إنسان حقيقي وواقعي 100 في المئة ولا أتعمّد أي شيء بهدف إثارة الجدل. للأسف هناك مَن يقول: «كيف بيغني (ع الطيب)، و(التنورة) و(نسونجي)، و(الأرجيلة) و(الغربة)؟»، في حين أنني ابتكرتُ لوناً غنائياً خاصاً بي، وهناك مَن يتساءل: «كيف بيحكي هيك وبيقول هيك؟»، وجوابي: ما المشكلة في ذلك؟ «أنا بِحكي هيك.. وما أشعر به أقوله». أنا إنسان متصالح مع نفسي، والكل يعرف أنني لا أخاف أحداً.

  • ألستَ نادماًعلى تصريح أدليتَ به في يوم من الأيام؟ - نادم؟   • أوجه إليك هذا السؤال، لأنه سبق لك أن أدليتَ باعترافات خطيرة انطلاقاً من كونك إنساناً صادقاً وشفافاً؟ - الشيء الوحيد الذي ندمتُ عليه هو أنني دافعتُ عن بعض الأشخاص ومدحتهم، وتبيّن أنهم ليسوا أهلاً لذلك.

  • من هم هؤلاء الأشخاص؟ - لن آتي على ذكر أسمائهم، كي لا أندم مجدداً.   • وهل هم أساؤوا إليك؟ - في بعض الأحيان. ولكنني لا أهتمّ ولا أكترث سواء أساؤوا إليّ أو لم يسيئوا، لأنهم لا يؤثرون فيّ.   • وهل يمكن أن تسامحهم، خصوصاً أنك معروف بطيبة القلب، بدليل أنه سبق أن حصل خلاف بينك وبين نجوى كرم، ولكنكما تصالحتما؟ - نجوى صديقة.

  • هي أصبحت صديقة بعد خلاف؟ - في الأساس، لا أحبّ أن تكون هناك خلافات بيني وبين أحد. وردّة فعلي تكون نتيجة لفعلٍ ما أو لأمرٍ ما حصل واستدعى رداً مني. أنا «طول عمري ما تحركشت بحدا»، وعندما عبّرتُ عن رأيي بفضل شاكر، انتفض فنان هو و«فانزاته» وحاول أن يجيّش الجمهور الآخر عليّ، «شوفي هالسخافة»، واللبيب بالإشارة يفهم.  

• وكيف تفسّر موقفه، وهل هو حاول التسلّق على ظهرك مثلاً؟ - «شو بدو يتسلّق ليتسلّق... ما حدا بتسلّق على ظهر حدا». هناك فارق بين الفنان المحبوب والناجح، وبين الفنان المشهور. كثيرون هم المشاهير ولكنهم ليسوا جميعاً ناجحين، كما أن هناك فنانين يغنون وأصواتهم رائعة و«بتاخد العقل»، ولكنهم للأسف ليسوا ناجحين. النجاح يرتبط بحسن النية، وهو من عند الله وحده.

  • بعد المؤتمر الصحافي الذي تحدثتَ فيه عن فضل شاكر على هامش مهرجان «سوق واقف في قطر»، اتصل فضل شاكر بك وشكرك على موقفك منه؟ - هذا صحيح.  

• هذا يعني أنه تربط بينكما علاقة صداقة؟ - توجد صداقة بيننا. ولكنه لم يتصل بي منذ فترة بعيدة.

  • هل تعتقد أن فضل شاكر يفكر في العودة إلى الغناء، إذ إنه بعد الاتصال بك بادر إلى تقديم واجب التعزية لراغب علامة في وفاة والدته، على رغم الخلاف الكبير الذي كان حصل بينهما؟ - لا أعرف أي شيء له علاقة بفضل شاكر. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقدتُه على هامش مهرجان «سوق واقف» في قطر، وجّه إليّ أحد الصحافيين سؤالاً بشأنه وأنا أجبتُ عنه، ولو وُجِّه إليّ السؤال نفسه بعد عشر سنوات فسيكون جوابي هو نفسه.

كما دافع كرم عن اختياره الغناء للرئيس السوري بشار الأسد الذي قدم له أغنية في العام 2011، قائلاً إنه رجل لا يغيّر ولا يبدّل في مواقفه. منذ فترة طويلة، قيل لي أنتَ غنيتَ لسورية الأسد والمقاومة، واليوم أعيد الغناء لهم أيضاً. أنا فنان لكل الناس، وأتبع اقتناعاتي وصادق مع نفسي. أنا تحدثتُ في المؤتمر الصحافي عن فضل شاكر كفنان فقط، وأبديت رأيي في صوته، ولكن هناك مَن زايد على وطنيتي، مع أنني لا أغني سوى الأغنية اللبنانية وأحب الجيش اللبناني أكثر مما أحب أهلي، ويوجد من عائلتي شهداء سقطوا في صفوف الجيش اللبناني. أنا «أكثر واحد بيحب لبنان وأكثر منهم جميعاً وما بقى حدا يزايد عليّ».  

• هل ترى أن الإطلالة في برامج الهواة أصبحت ضرورية بالنسبة إلى النجوم؟ - أنا شاركتُ في برنامج Golden Mic - صوت الجيل الجديد، الذي عُرض على قناة «دبي».

  • وهل أحببتَ التجربة؟ - نعم. الفنان الذي لا يطل في برامج، لا يُعتبر فناناً «Class A» ويُعدّ دون المستوى. هكذا يفكر الناس، وهذه مشكلة.   • وهل هذا هو السبب الذي جعلك تشارك في البرنامج؟ - أنا قبِلتُ المشاركة في البرنامج، لأن العرض كان مغرياً جداً، ولأن الفكرة أعجبتني وكذلك الجوّ، ولكن للأسف كان هناك ضعف في مستوى المشاركين، وبعض الأصوات كانت ضعيفة جداً. ثم طلبوا مني المشاركة في الموسم الثاني من البرنامج، ولكنني اعتذرتُ لأنني كنتُ مرتبطاً بجولة فنية طويلة جداً تمتدّ إلى شهرين، وهم بدأوا التحضير له، ولكنهم ما لبثوا أن ألغوا كل شيء، حسبما علمتُ.   • يبدو أن تجربة المشاركة كعضو لجنة تحكيم في برنامج للهواة أعجبتك؟ - لو لم أكن مرتبطاً بالجولة الفنية لكنتُ وافقتُ على العرض وكررتُ التجربة، شرط أن يكون مستوى المشتركين أفضل، لأن يداً واحدة لا يمكن أن تصفق بمفردها.

  • هل أضافت إليك التجربة كما كنتَ تتمنى، ومثلما كنتَ تتوقّع منها؟ - لا شيء يضيف إلى فارس كرم، بل فارس كرم هو الذي أضاف إلى أشياء كثيرة في هذه الدنيا.   • هل يعني كلامك أنك أنت من أضاف إلى البرنامج؟ - بل أنا أضفتُ إلى كل شيء، إلى البرنامج كما إلى سواه.

  • ألا ترى أن برامج الهواة التي قُدمت خارج إطار «أم بي سي» لم تحقق ما حصدته برامج الهواة التي عرضت على شاشتها، بما فيها برنامج «فنان العرب» الذي شارك فيه محمد عبده وأصالة؟ - لا شك أن «أم بي سي» شاشة كبيرة، وتقدم برامج جميلة وناجحة، وأنا أتمنى لها التوفيق. وكما أن كل إنسان ينال رزقه في الحياة، فإن كل شاشة تنال رزقها هي أيضاً.  

• إنتاجياً، هل أنت مستمر مع «روتانا»؟ - نعم، أنا مرتبط مع «روتانا» فقط لا غير، والعلاقة التي تربطني بسالم الهندي أكبر من أي أغنية أو فيديو كليب. كثير من الفنانين لديهم مشاكل مع «روتانا»، ولكن وضعي معاكس تماماً معها، إذ هم في «روتانا» لديهم مشكلة معي، لأنني لا أدخل الأستوديو وأسجّل أغنيات، وفي أحيان كثيرة «بعركها» مع سالم الهندي. هو يقول لي «يا أخي صوِّر كليب» فلا أفعل، أو يقول لي «يا أخي عطينا أغاني» فلا أعطيه. يوجد بيني وبين شركة «روتانا» وحدة حال، ولاسيما مع سالم الهندي الذي أعتبره أخاً لي، سواء كنتُ مع «روتانا» أو خارجها، لأنه اقتنع بما كنت أفكر فيه.

• بأي معنى؟ - لناحية الخط الغنائي الذي أقدمه. هم يعرفون أنني الحصان الرابح في حفلاتهم، وأنني مخلص لهم تماماً كما هم مخلصون لي. • في وقتٍ اتجه فيه عدد من المطربين نحو التمثيل، يبدو واضحاً جداً أنك لا ترغب في السير على خطاهم؟ - لأنني لا أجيد التمثيل. أنا لا أحب حتى تصوير الكليبات. حالياً أنا موجود في «لوس أنجليس» ويوجد «سبونسرز» لكليبين بتكلفة إنتاجية ضخمة جداً، ولكن لا جلَد لي. • يبدو أنك لا تحب الكاميرا؟ - أنا لا أحب الكاميرا والتلفزيون... ولا «المقابلات».