إقتربت المساعي المحمومة الجارية في لبنان لتَدارُك استقالةٍ لرئيس الحكومة تمام سلام من لحظةٍ حاسمة، بعدما وُصفت اتجاهات سلام الى “قلب الطاولة” بأنها جدية للغاية أكثر من اي وقت، خصوصاً ان توقيتها المحتمل كما تَردّد على نطاق وزاري واسع، كان متوقعاً غداً اي في الموعد الاسبوعي لانعقاد مجلس الوزراء.

هذا وتستعدّ الحكومة ووزارة الخارجية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً، الذي يبدو انه يتّسم بأهمية كبيرة في سياق ما يتعرّض له لبنان من إجراءات خليجية بسبب تصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية.

وقالت أوساط مطلعة، ان التنسيق الذي سيحصل بين سلام ووزير الخارجية جبران باسيل قبيل اجتماع القاهرة ينطلق من تقديرات مسبقة بأن السعودية قد تطلب من الجامعة العربية اعتماد تصنيف “حزب الله” منظمة إرهابية، وأن الأمر سيعيد تالياً وضع لبنان أمام موقف حرج، الأمر الذي يتطلب موقفاً حازماً وواضحاً ومتوازناً لا يخرج فيه لبنان عن الإجماع العربي اذا تَحقق ولا يَتسبّب بأزمة داخلية جديدة.

واذ اشارت الاوساط في هذا السياق الى احتمال عقد اجتماع بين سلام وباسيل للاتفاق على الموقف اللبناني قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب، كشفت ان المعطيات المتوافرة عن الموقف الخليجي والعربي تشير الى تَشدُّد إضافي يتنافى مع البيان المتفائل الذي أصدره وزير البيئة محمد المشنوق اول من امس، بعد لقائه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جاكرتا.

وفسّرت الأوساط نفسها ذلك بأن الوزير السعودي أعرب عن ارتياحه الى مبادرة سلام بإيفاد الوزير المشنوق الى المؤتمر الاسلامي بدل الوزير باسيل، ولكن ذلك لم يرقَ الى مستوى معالجة الأزمة المعقدة لمجرد حصول اللقاء بين الوزيرين، وإن كانت المساعي ناشطة من اجل توفير عقد لقاء مماثل بين الجبير وباسيل في القاهرة، ولكنها لم تصل بعد الى نتائج أكيدة، في حين تدعو دوائر مراقبة الى ترقُّب ما اذا كانت السعودية ودول الخليج ستعتمد سياسة تصعيد المعركة ضدّ “حزب الله”، ولكن مع الاكتفاء بـ”الدفعة الاولى” من الاجراءات العقابية بحق لبنان الرسمي، والتي شملت وقف المساعدات العسكرية ومنْع الرعايا من السفر الى بيروت.

وإذا كانت الأنظار تتجّه اليوم الى الدورة 138 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج التي تُعقد في الرياض حيث يفترض ان تتضح خريطة طريق التعاطي مع “حزب الله” في ضوء اعتباره منظمة ارهابية، والمسار الذي ستسلكه بلدان الخليج في اجتماع “الوزاري العربي” في القاهرة غداً، فإن موقف مجلس الوزراء السعودي (خلال انعقاده الاثنين) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أعطى اشارة واضحة الى السقف الذي سيُعتمد، اذ شدّد على “قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعتبار مليشيات حزب الله بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية نظراً لاستمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها (…) وتشكيلها تهديداً للأمن القومي العربي”.