كشف مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماعات لمسؤولين في دول المجلس، تعقد خلال الفترة المقبلة، لتطبيق آلية القرار الخليجي، المتمثل في اعتبار «حزب الله» اللبناني، منظمة إرهابية، وذلك بعد إجماع من قبل قادة الدول الست على هذا القرار.

 

وأوضح المسؤول الخليجي، في اتصال هاتفي، أن قرار دول المجلس ستتبعه ملاحقة من يتبع التنظيم، سواء أكان على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مشدًدا على أنه سيتم حظر كل من يتعامل مع الحزب بطرق مباشرة أو غيرها، لافًتا في ذات السياق إلى أن كل دولة لديها أساليبها في تطبيق القرار،ويشمل القرار جعل حزب الله تحت الحظر، ويتم التعامل معه كما يتم التعامل مع أي منظمة إرهابية، وفًقا لقانون كل بلد. وأشار إلى أن دول الخليج تعتبر تصرفات حزب الله الإرهابي تمثل رأس الإرهاب في المنطقة، مفيًدا بأن تصرفات حزب الله في المنطقة هي وحدها ما جعلته منظمة إرهابية.

 

وأشار المسؤول الخليجي ­ الذي حضر اجتماعات وزراء الداخلية العرب المنعقد أخيرا بتونس ­ إلى أن هناك إجماعا عربيا على مساندة الخطوة الخليجية التي قامت بها دول المنطقة، وأنه لمُيلتفت إلى التحفظ الذي أبداه لبنان، كونه شأنا داخليا له.

 

وشدد المسؤول، في رده على حرب التصريحات التي أطلقها قادة التنظيم الإرهابي وهاجمت دول مجلس التعاون، على أن ذلك ناتج عن تخبط في سياسة التنظيم التي تتخذ من الانفعال منهجا لها، مؤكًدا: «لن نلتفت للحرب الإعلامية، ودول الخليج طبقت قراراتها استناًدا على حقائق ميدانية، ولن نلتفت إلا لمصلحة واحدة، وهي أمن الخليج والحفاظ عليه".

 

وجدد المسؤول الخليجي ثقته في القرار الذي أصدره مجلس التعاون، مشيًرا في ذات السياق إلى أن السعودية تمثل عمقا استراتيجيا، ليس لمنطقة الخليج فحسب، بل للوطن العربي والإسلامي. وذكر أن ما قامت به السعودية من إيقاف تمويل شراء أسلحة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، يعتبر حقا مشروعا، مشدًدا على أن دول الخليج تساند هذا القرار بتأييد مطلق.

 

وذهب المسؤول إلى القول إن خطوة الرياض تلك كان من المفترض أن تكون في وقت قبل ذلك؛ إلا أن صبر السعودية وطول بالها وحكمتها والنظرة السياسية البعيدة والمتأنية سبقت هذا القرار، وأعطت مجالا كبيرا للبنان لمراجعة نفسه، إلى أن بلغ حدا يصعب السكوت عليه.

 

وأفاد أن أمن الخليج لا يتجزأ، وكل الدول الخليجية مؤيدة لهذا القرار بالإجماع، مشيًرا إلى أن تصرفات حزب الله الأخيرة هي ما جعلت منه منظمة إرهابية، سواء أكان تدخله في البحرين، أو دعمه للقوى الانقلابية في اليمن، مؤكًدا أن دول الخليج مجتمعة أفشلت كل الخطط التي تحاك ضده.

 

وتزامنت الخطوة الخليجية مع خطوة أخرى عربية تمثلت في إدانة وزراء الداخلية العرب خلال اجتماعهم الأربعاء الماضي، لـ«حزب الله»، لأعماله الإرهابية، مع توجيه الاتهام له بأنه يهدف لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية.