ظلّ التوتر أمس طاغياً على الساحة السياسية، وبدا أنّ المحاولات الجارية لتطبيع العلاقات اللبنانية - السعودية ما تزال في مربّعها الأوّل، في ضوء الهجوم الجديد الذي شنّه الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله على المملكة، وردّ تيّار «المستقبل» عليه واصفاً موقفَه بـ»العدائي تجاه الدوَل العربية الشقيقة، ولا يقيم أيّ اعتبار لمصالح اللبنانيين». وتخوّفَ المراقبون من أن ينعكس كلام نصرالله سلباً على مسعى رئيس الحكومة تمّام سلام لتصحيح الخلل في العلاقة مع السعودية وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل قرارها وقفَ الهبات وفي حين أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه لم يكن لإيران اتّصالات مع المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة ولكن من المحتمل أن يزور وفد إيراني السعودية في القريب العاجل، لم يسجَّل أيّ خرقٍ رئاسي، في انتظار عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان من الرياض التي توَجّه إليها مساء السبت، وجلسة الحوار الوطني يوم الأربعاء المقبل. ينطلق الأسبوع على وقع عدم حسم ملفات أساسيّة تشكّل عاملاً ضاغطاً على الساحة اللبنانية، ولعلّ أبرزها ملفّ العلاقات اللبنانية - السعوديّة، واللبنانيّة - العربية، خصوصاً أنّ لبنان امام استحقاق عربي جديد في 10 آذار المقبل وهو انتخاب أمين عام جديد لجامعة الدول العربيّة خلفاً للأمين العام الحالي نبيل العربي، حيث يراهن على حصول توافق مصري - خليجي على هذا المنصب لكي لا يدخل في لعبة التصويت والانحياز لأيّ مرشّح من الدول (التفاصيل ص 6).

أمّا الملفّ الثاني الذي يَدخل دائرة المراوحة، فهو ملفّ النفايات الذي يشكّل كارثة وطنيّة وبيئيّة وصحّية، والجديد فيه هو ظهور اعتراضات شعبيّة على المطامر التي اقترحتها اللجنة الوزاريّة، وكان أوّل الغيث تحرّك أهالي الجيّة المعارضين إقامةَ مطمرٍ في منطقتهم، ما يُفسّر غيابَ القرار السياسي الواضح بحسم هذا الملف، وسط ما يتردّد عن صفقات وسمسرات تعوق إقرار الحلّ حتى الآن، نظراً إلى وجود نافذين يريدون الاستفادة حتّى من النفايات.

درباس

وفي أقسى توصيف للأوضاع الداخليّة والخارجيّة المتردّية التي تعيشها البلاد، أكّد وزير الشؤون الاجتماعيّة رشيد درباس لـ«الجمهورية» أنّ «الوضع ذاهبٌ نحو أسوأ ممّا يخطر في البال، فالتصعيد والتصعيد المقابل سيكون سِمة المواقف، خصوصاً أنّ أحداً من الأفرقاء لن يتنازل عن تصلّبه».

وأوضح أنّ «الوضع هو «زبالة بزبالة» أيضاً، وهذا لا ينطبق فقط على ملفّ النفايات العصيّ عن الحلّ، بل على كل الملفات الحياتيّة والسياسيّة»، محذّراً من «مزيد من التدهور، لأنّ المؤشرات تدل إلى ذلك».

واستبعدَ درباس سَفر سلام إلى السعودية هذا الأسبوع «لأنّ السعوديين لم يحدّدوا موعداً بعد، وما زلنا نعمل على تصحيح الخلل وما شابَ العلاقات من شوائب»، نافياً أن «تكون زيارة الحريري للمملكة بهدف القيام بوساطة جديدة أو فتح الطريق أمام زيارة سلام المرتقبة».

وأضاف: «أقول للسيّد حسن نصرالله ولجميع الزعماء: إنّ المنابر لا تستطيع تحمّلَ مزيد من الخطابات العالية، فانزلوا عنها، وعلينا التهدئة والعمل لترطيب الأجواء، لكن للأسف الجميعُ لا يصغي».

التوتّر الإقليمي- الداخلي

وفي هذه الأثناء، يبدو أنّ الأفق الذي سيَصل إليه النزاع الإيراني- السعودي غير محدود، ما ينعكس لهجةً عالية في الخطابات الداخليّة، وخصوصاً بين «حزب الله» وتيّار «المستقبل»، ويبدو أنّ إمكانيّة عودة الرياض عن قرارها وقفَ الهبات لن يحصل قريباً، بعدما أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أنّ الجيش السعودي «سيتسلّم أسلحة فرنسية تمّ طلبُها في الأصل من أجل لبنان».

في حين أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه لم يكن لإيران اتّصالات مع المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة ولكن من المحتمل أن يزور وفد إيراني السعودية في القريب العاجل». وأشار الى مواصلة بلاده أعمالها في المنطقة، قائلاً: «إنّ نشاطاتنا واضحة إزاء القضايا الاقليمية، وإنّ مساهمتنا مستمرّة في مساعدة الشعب والحكومة في العراق وسوريا ولبنان وسائر البلدان بما فيها اليمن».

الحريري في الرياض

وإلى ذلك غادر الرئيس سعد الحريري ليلَ السبت - الأحد إلى الرياض، في زيارة وصِفت بأنّها «عائلية، ولن تكون طويلة»، لأنّه سيكون في بيروت اليوم أو غداً على أبعد تقدير. وقالت مصادر مطّلعة لـ»الجمهورية» إنّ الحريري قرّر هذه الزيارة السريعة عقبَ اللقاء الذي جمعه ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط ووزير الصحة وائل ابو فاعور الذي قدّم انطباعاته عن زيارته الأخيرة للرياض وتحديداً بعد لقائه رئيسَ جهاز الاستخبارات السعودية خالد الحميدان، ما دفعَ الحريري إلى هذه الزيارة لإجراء الاتصالات اللازمة مع القيادة السعودية.

وأضافت المصادر أنّ تقويم نتائج زيارة بعض القادة السعوديين لباريس، ولا سيّما منهم وليّ العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ووزير الخارجية عادل الجبير الذي رافقَه أوجبَت زيارة الحريري للرياض، لأنّ ما طرَأ على مصير الهبة السعودية التي كانت مقررة للبنان يستأهل أن يعود الحريري إلى العاصمة السعودية للاطّلاع على نتائج زيارة باريس، وهو ما وعد به الحريري جنبلاط لوضعِه في ما يمكن أن تتوافر لديه من معلومات قبل لقاء الأخير بعد غدٍ الأربعاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

جنبلاط إلى باريس

وفي هذه الأجواء، تكتسب زيارة جنبلاط إلى باريس أهمّية خاصة، خصوصاً أنّ الإدارة الفرنسية تواكب الاتصالات الجارية في المنطقة ولبنان يومياً وبدقّة، ولا بدّ من قراءة ما يجري في ضوء التطوّرات الأمنية والسياسية والديبلوماسية، ونتائج لقاءات هولاند مع القياديين السعوديين في اليومين الماضيين وما أسفرَت عنه مساعيه لاستعادة الهبة السعودية أو الحفاظ عليها، في المرحلة الراهنة على الأقلّ.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية» إنّ فرنسا «نجحت في مفاوضاتها مع القيادة السعودية بالحفاظ على الهبة عبر استكمال تصنيع الأسلحة الفرنسية المقررة أصلاً للجيش اللبناني وأنّ استعادتها لمصلحة الجيش السعودي أفضل بكثير من تجميد الصفقة أو إلغائها ووقف تنفيذ مراحل التصنيع المتبقّية منها في السنوات الثلاث المقبلة».

وإلى ملف الهبة السعودية، قالت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«الجمهورية» إنّ جنبلاط «سيناقش مع هولاند ما يحوط بالاستحقاق الرئاسي من كلّ جوانبه. فالفرنسيون مهتمون بالملف منذ الشغور في قصر بعبدا، ولهم صولات وجولات ديبلوماسية ما بين بيروت وطهران والرياض، وهم يتابعون اتصالاتهم بهدف إنهاء الشغور الرئاسي بالوسائل المتوافرة مهما كانت متواضعة.

ورفضَت المصادر تأكيد أو نفيَ ما قيل عن اقتراحات جديدة سيقدّمها جنبلاط لهولاند تمّ التفاهم عليها مع الحريري بعدما سدّت الطرق أمام ما هو مطروح حتّى اليوم من ترشيحات.

نصرالله

وفي ظلّ التصعيد الإيراني - السعودي، وفي أوّل ردّ لـ«حزب الله» على تصنيفه إرهابياً من مجلس التعاون الخليجي، أكّد السيّد نصرالله أنّ «النظام السعودي يحتاج إلى مَن يُحمّله مسؤولية فشَله الذريع في سوريا واليمن والبحرين، وغضبُ السعودية على لبنان هو بسبب هذا الفشل».

وبعدما أكّد استمراره في القتال في سوريا والعراق، انتقد نصرالله قولَ السعوديين إنّهم أوقفوا الهبة خوفاً من وصول الأسلحة الى حزب الله، وقال: «منذ «اتّفاق الطائف» لم يحصل أن أخَذ «حزب الله» أيّ سلاح من الجيش اللبناني، لكنّ السعودية لم تجد في تراجعِها عن دعم الجيش سوى هذه الحجّة».

وتوَجّه إلى بعض الأنظمة العربية قائلاً: «قلنا لكم في حرب تمّوز لا نحتاج شيئاً منكم، فقط أن تتركوا المقاومة بشأنها، واليوم نقول لكم أيضاً لا نحتاج منكم لا دعماً ولا تأييداً ولا مباركة، فقط «حلّوا عنّا» وعن هذا البلد وهذه المقاومة وهذا الشعب».

ردّ «المستقبل»

ولم يتأخّر ردُّ تيار «المستقبل» على خطاب نصرالله، إذ وصَفه عضو كتلته النائب أحمد فتفت بأنّه «عدائيّ جداً تجاه السعودية والدوَل العربية، ولم يأخذ في الاعتبار الرأيَ العام اللبناني أو مصالحَ اللبنانيين، فهو يعاود الإصرارَ على شعار «الجيش والشعب والمقاومة» المرفوض والذي يَرفضه قسم كبير من اللبنانيين المهتمّين بالجيش والشعب والدولة، وعندما يقول للدول العربية «حلّو عن ضهرنا» يَنسى أنه هو مَن «لا يحلّ» عنهم، فهو من نظّمَ خلايا في الكويت والسعودية واليمن، ويَعترف بأنه يتدخّل في العراق واليمن على أنّ هذا من حقّه، ثم يطلب منهم أن يتركونا وشأنَنا، وهذا فعلاً غريب».

وأضاف: «لكنّ الأسوأ من ذلك قوله إنّ الدول العربية تحارب الأسد لأنّه كان يتصدّى لإسرائيل، مع أنّ الجميع يعلمون أنّ الأسد حمى حدود الجولان 40 عاماً ولم تُطلَق رصاصة واحدة تجاهه، بل على العكس، إسرائيل تحميه وتدافع عنه في الولايات المتحدة، وهو ما يفسّر الموقفَ الأميركي الرافض إسقاطه منذ بداية الحرب في سوريا، ذلك لأنّ إسرائيل لا تريد إسقاطه».

ورأى فتفت أنّ «الحليف الموضوعي اليوم لإسرائيل في الشرق الأوسط هو الأسد، وبالتالي «حزب الله» متحالف مع الأسد ويقاتل في العراق ويدّعي أنّه يقاتل ضدّ «داعش»، لكن يا ليت لو ذكر لنا السيّد نصرالله معركة واحدة بين الحزب و«داعش».

وعن استمرار تصعيد «حزب الله» ضدّ السعودية وموقف تيار «المستقبل» من هذا الموضوع، اعتبَر فتفت أنّ «كلّ ما يهمّ تيار «المستقبل» حاليّاً هو المصلحة الوطنية ومصلحة اللبنانيين، ونحاول قدر المستطاع إنقاذ ما يمكن إنقاذه على هذا المستوى، لكنّ المؤسف أنّ «حزب الله»، في رأيي الشخصي، لم يعُد مهتمّاً بالمصلحة الوطنية، ويجب حصول تصدّي سياسي سقفُه أعلى من التصدي الحالي ولو أدّى ذلك الى قطع الحوار وتسلّم الحزب للدولة، فهو فعلياً مسيطر عليها وينكِر هذا الأمر، لذا فليتسلّمها ويتحمّل مسؤوليتها تجاه اللبنانيين وتجاه العالم كلّه، فاليوم لا أحد يَحصد نتائج إيجابية من وجود «حزب الله» سوى شعارات وخطابات، وللأسف قتلى بالعشرات». واعتبر أنّ «اللبنانيين في الخليج سيتأثّرون أكثر طالما إنّ «حزب الله» مستمرّ بعنجهيته وعدوانيته».

المشنوق

ومِن جهته، لفتَ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى أن «قرار المواجهة العربية عمرُه أسابيع فقط، بينما نحن واجَهنا منذ عشرات السنوات، وقدّمنا الشهداء تلوَ الشهداء». وأضاف: «على رغم ذلك نحن سنثبت أنّنا قادرون على المواجهة السِلمية سياسياً، وسنحرص على أن لا يكون لبنان شوكةً فارسية في خاصرة العرب».

وكرّر موقفه من أنّ «الحرس الثوري الإيراني يستعمل لبنان كغرفة عمليات خارجية حيث يجري التدريبات ويرسل المقاتلين باتجاه كلّ العالم، من البوسنة إلى العراق واليمن وسوريا».

وأشار إلى أنّ «الأسابيع المقبلة ستثبت أن لا أحد يمكنه أن يأخذ لبنان، لا «حزب الله» ولا أي حزب لبناني آخر، لا أحد يأخذ لبنان غير تفاهم القوى اللبنانية، وسيظهر أمام الجميع أنّ هناك قوى سياسية جديّة وحرّة لبنانية لن تقبل وستثبت أنّها قادرة على أن تكون جزءاَ رئيسياَ من القرار اللبناني».

مكّاوي لـ«الجمهورية»

وبعد كلّ المواقف التصعيدية، يَظهر أنّ الأطُر الديبلوماسية لمعالجة الأزمة اللبنانية - السعودية لن تسلك طريقها نحو الحلّ، حيث باتت القضيّة أكبر بكثير. وفي هذا السياق، أوضَح سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة خليل مكّاوي لـ»الجمهورية» أنّ «معالجة أزمة العلاقات اللبنانية - السعودية تحتاج الى جهد وعمل جاد للحكومة ورئيسها، وليس فقط لوزير الخارجية».

وأشار إلى أنّ «لبنان كان يتبع دائماً سياسة التزام الإجماع العربي، وما حصَل أخيراً كان خروجاً على هذا الإجماع بسبب التخبّط الذي يعيشه لبنان وضياع القرار فيه»، موضحاً أنّ «التحفّظ عن التصويت ضدّ تصنيف «حزب الله» إرهابياً له مبرّراته، على رغم قتال الحزب في سوريا، حيث يبقى مكوّناً لبنانياً، لكن أن لا يُدين لبنان الاعتداءَ الذي حصل على السفارة السعودية في إيران فهذا يُعتبر خروجاً عن الإجماع العربي».

وبالنسبة إلى طريقة معالجة الوضع المتردّي مع الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، دعا مكّاوي سلام إلى «تأليف وفد لا يقتصر فقط على رئيس الحكومة والوزراء، بل على أصحاب العلاقات الطيّبة مع السعودية، وبالتأكيد الرياضُ مستعدّة لاستقبالهم، لأنه لم يصدر حتى الساعة أيّ تصريح رسمي عن القيادة السعودية يرفض استقبال سلام والوفد اللبناني، لكنّها تنتظر أن ينجليَ المشهد اللبناني الداخلي وتحدّد الدولة اللبنانية موقفها النهائي من تصحيح العلاقات، وتخرج بموقف موحّد، إذ لا يمكن الوفد اللبناني الذهاب الى الرياض، واللبنانيون منقسمون حول ما حصل، فيما يواصل فريقٌ داخلي هجومه عليها».

مؤتمر جاكارتا

من جهة ثانية، شكّلت أعمال الدورة الاستثنائية الخامسة لمؤتمر القمّة الإسلامية عن فلسطين والقدس التي انطلقت أمس في جاكارتا، مناسبةً لبنانية لإجراء مزيد من التشاور مع الدول العربيّة، حيث يمثّل وزير البيئة محمد المشنوق سلام في هذا المؤتمر ويُلقي اليوم كلمةً تتناول الأوضاع في لبنان والمنطقة. وقد التقى المشنوق أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري وتناولَ الحديث القضايا المتعلقة بالمؤتمر والعلاقات الثنائية والظروف العربية القائمة واختيار أمين عام جديد للجامعة العربية.

صمتُ سلام وغضبُه

تزامناً مع التطوّرات الأخيرة، لم تحمل عطلة نهاية الأسبوع أيّ جديد في الملف الحكومي الذي بات مصيره رهناً بأيّ تطوّر في ملف النفايات، بعد تجميد الدعوة إلى جلسات مجلس الوزراء واللجنة الوزارية المكلّفة هذا الملف، في انتظار التوافق على لائحة المطامر التي تمّ تحديدها مبدئياً وفقَ معايير بيئية وصحّية نموذجية، لكنّها في الواقع لم تتخَطَّ عند توزيعها الصراع الطائفي والسياسي المحيط بالملف بعدما فشلت كلّ المحاولات السابقة لترحيلها، ما أدخلها نفَقاً مظلماً أعاد الملف إلى نقطة الصفر.

ولفتت المصادر إلى أنّ سلام لم يتبلّغ إلى الأمس عن أيّ جديد في شأن التحديد النهائي للمطامر. ولذلك، وعند تعبيره عن رفضه للواقع واستيائه ممّا وصَل إليه الوضع، التزَم الصمت أمام زوّاره أمس وقبله مفَضّلاً انتظارَ جهود الساعين إلى حلّ هذا الموضوع.

وهو يراهن على وعود تلقّاها من الأقطاب السياسيين الذين لم يصِلوا بعد إلى النتيجة المطلوبة، ولا سيّما اللقاء الذي جمعَ الحريري وجنبلاط مساء الجمعة الماضي والذي لم يُفض إلى حلّ.

وإلى هذه الأسباب، قالت المصادر لـ«الجمهورية» إنّ سلام لن ينتظر أكثر من أيام قليلة، وهي ستكون المهلة الفاصلة بين إحياء عمل الحكومة أو اللجوء إلى خطوات أكثر صعوبة، فهو لا يريدها ومستعدٌّ لتحمّل مسؤولياته كاملة، لكنّه لن يتفرّج على فشَل الحكومة في ملف النفايات، وأمامها سلسلةٌ من الأزمات الكبرى أخطر بكثير منها، وهي ربّما ستطاول أمنَ لبنان واللبنانيين وكيانَه ومصيرَ المؤسسات الدستورية، في ظلّ الشغور الرئاسي الذي كان سبباً في توليد الأزمات التي تعيشها البلاد.