ها هنّ نساء لبنان يبرزن مرّة جديدة عالمياً، وهذه المرّة على اعتبارهنّ من الأكثر إثارة وجاذبية. فقد أجرى موقع السياحة والمواعدة الإلكتروني «Miss Travel» استطلاعاً للرأي على 44873 رجلاً واحتلّت نساء لبنان المرتبة العاشرة في العالم. ولوصول لبنان إلى هذه المرتبة المتقدّمة أسباب عديدة.نتائج الاستطلاع التي يتمّ تداولها في بعض وسائل الإعلام هذه الفترة، نُشرت في الخامس من أيار الماضي للمرّة الأولى، وأتت مرتبطةً بأسماء نساء ساهمن في وصول بلدانهن إلى الفوز بهذا التصنيف.  

فالأرمينيات تصدّرن قائمة النساء الأكثر إثارة في العالم، واعتُبر أنَ الفضل الأكبر في ذلك يعود للأخوات كارداشيان وخصوصاً نجمة تلفزيون الواقع كيم كارديشيان. باربادوس تبؤأت المركز الثاني وتمّ إيراد المغنية الريهانا كمثال على إثارة والجاذبية، وهي من هذه الجزيرة في البحر الكاريبي.  

وأتت الأميركيات في المركز الثالث، بينما تمّ ذكر بيونسيه كمثل. أمّا لاحتلال لبنان المركز العاشر وحصوله على 323 صوتاً فتمّت تسمية المحامية اللبنانية البريطانية أمل علم الدين زوجة الممثل جورج كلوني.

  سرّ الجاذبية

  تسمية علم الدين لافتة بحدّ ذاتها. فأمل التي ساهمت في وضع بلادنا على هذه القائمة لم تتصوّر يوماً عارية ككيم وريهانا، ولم تروّج لجسدها في الإعلام بهدف الوصول إلى الشهرة.  

ولا يُخفى على أحد أنّ أمل المتفوّقة عالمياً في مجال الحقوق اكتسبت شهرةً واسعة بعد أن أسرت قلب أشهر عازب في هوليوود وأصبحت السيدة كلوني. ولا شكّ في أنّ ذكاءها هو أحد أبرز أسرار جاذبيتها.

فهي دفعت الممثل العالمي جورج كلوني إلى التراجع عن قراره بعدم الزواج الذي أفصح عنه في العام 2007، وأجّجت في داخله الرغبة في اجتذابها.   «كلوني» بنفسه تحدّث عن سبب انجذابه لها، فأكّد أنّها كانت تعامله معاملة طبيعية دون تكلّف وأنها اعتذرت عن قبول دعوته للعشاء مرتين ثمّ قبلت دعوته في المرة الثالثة، وأشار إلى أنها «أيضاً محامية ذكية ولامعة وتبعث في الحيوية».   انتشار الإثارة   وعلى غرار أمل يسطع نجم العديد من اللبنانيات في لبنان والخارج، وتتناقل وسائل الإعلام أخبارهنّ خصوصاً أنّهن يُعرفن بجاذبيتهنّ. فهنّ تمكنّ من سرقة قلوب الآلاف من المعجبين أو من سرقة قلب معشوق نساء واحد ما رسّخ سحرهنّ.   ومن بينهنّ النجمة هيفاء وهبة التي صُنّفت أكثر من مرّة ضمن النساء الأكثر إثارة في العالم. كما تضجّ النجمة الهوليودية اللبنانية الأصل سلمى حايك إثارة وهي التي تمكّنت من اختراق عالم هوليوود الخيالي بسحرها.  

إلى ذلك رمت لبنانيات كثيرات بشباكهنّ على أكثر الرجال نفوذاً وصيتاً وتمكنّ من اصطيادهم والفوز بقلوبهم، ومنهنّ جوليانا عواضة زوجة الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، وسابين غانم التي اقترنت بالملياردير جوزف غيتي صاحب وكالة Getty Images العالمية، فلينا الأشقر زوجة رئيس الـ Fifa الجديد جياني انفانتينو، ودانييلا سمعان صديقة لاعب فريق نادي برشلونة الإسباني، سيسك فابريغاس، وأخيراً ناتاشا طنوس التي يبدو أنها أوقعت نجم كرة القدم الألماني السابق ميكايل بالاك ضحيّة جاذبيتها.

  الإغراء اللبناني   تفصح المعالجة النفسية والأستاذة المساعدة في الجامعة اللبنانية الدكتورة ريتا شباب في حديث لـ «الجمهورية» عن سرّ الإثارة والجاذبية اللبنانية، فتؤكّد أنّ «المرأة بطبيعتها تحبّ الاهتمام بنفسها».  

وتوضح: «الاهتمام بالذات لغة تقول من خلالها المرأة للرجل إنها تريد جذبه. فهي ترغب به وتحاول في المقابل أن تثير رغبته بها. ومن هنا يأتي اعتناؤها بشكلها الخارجي وبجمالها من ناحية، وبتطوير قدراتها الفكرية والمهنية من ناحية أخرى، وكلّ ذلك سعياً إلى التميّز في المجتمع وإلى الجذب».   وتقسم المعالجة النفسية طاقة الجاذبية الموجودة لدى الإنسان إلى شقين: «يتحدّث علم النفس التحليلي عن الإغراء والجاذبية الجنسية.

هذه الطاقة لا تُعنى بالجنس والجسد بحدّ ذاته، بل ترتكز على المظهر وعلى كلّ الأمور المتعلقة بالجسم مثل النظرة وحركة الجسد والابتسامة والاهتمام بالشكل والجمال الخارجي».

أمّا الشق الثاني فيرتكز على الاهتمام بالعلم والعمل والبراعة وهو بدوره يمنح القدرة للمرأة على إثبات نفسها: «أنا قوية، أنا مسيطرة، اذاً أنا موجودة».  

اهتمام المرأة بشكلها الخارجي لناحية انتقائها لملابسها واعتنائها ببشرتها ووضع الماكياج لتبدو أجمل والقيام ببعض عمليات التجميل التي تحسّن من مقوّمات صورتها، إلى جانب عملها على تنمية ذكائها وحضورها الاجتماعي وعلى ثقل مظهرها المرتّب والأنيق بالعلم والمعرفة، وسعيها إلى تبوّء المناصب المهنية المرموقة، عوامل لا بدّ أن توصلها إلى مرحلة متقدمة على صعيد جذب الرجل ونيل الاستحسان والتقدير في المجتمع. وهو ما تجهد معظم النساء اللبنانيات على تحقيقه.

فهنّ طموحات وأنيقات في آن، وسرّ الجاذبية يكمن في هذا المزيج الفكري والخلقي.  

وترى المعالجة النفسانية أنّ «نيل الإعجاب إلى جانب اللمعان في المجتمع طريق مضمون للجاذبية والإثارة». وتضيف: «تدرك المرأة اللبنانية جيداً أنّ هناك مجهوداً يجب أن يُبذل لجذب الرجل، وهي تقوم بهذا المجهود على الصعيد الفكري والجسدي ما يضمن لها إثارته والتمكن من جذبه.

فرغبتها بلفت نظره وبنيل اهتمامه تدفعها إلى الاهتمام بنفسها من الناحيتين الخارجية والنفسية المهنية وبالتالي تلقى جواباً على هذه الرغبة من قبله».

  وممّا لا شكّ فيه أنّ عصرنا بات يتيح للمرأة وسائل شتّى للاهتمام بشكلها الخارجي وتطوير إطلالتها، وقد سخّرت المرأة اللبنانية كلّ هذه الوسائل في خدمة جمالها. كما أنّ المجتمع اللبناني المؤمن بأهمية العلم والتطوّر الفكري يحفّزها على المضي قدماً أكاديمياً ومهنياً على رغم العقبات التي قد تواجه مسيرتها.  

  المرأة الذكية بلا مبالغة إلى ذلك تلفت المعالجة النفسية ريتا شباب إلى نوع من النساء يتفادين الاعتناء بإطلالتهنّ، «فلا تهتم المراة هنا بتنمية الإثارة الجسدية لديها بل تهمل شكلها وتكرّس جهودها لنجاحها الأكاديمي والمهني، تتفانى وتبالغ في تخصيص طاقتها في العمل على حساب أيّ شيء آخر».   يقابل هذه المرأة تلك تبالغ بالإهتمام بجسدها وبمظهرها الخارجي فتصبح مهووسة بعمليات التجميل وبالتركيز على تعديل شكلها من خلال الاتجاه نحو تكبير شفتيها وثدييها ومؤخرتها... وتعتقد شباب أنّ المبالغة بالاهتمام بالشكل «تنبثق عن عدم تفهّم المرأة لرغباتها الشخصية في المقام الأول ولرغبات الرجل».   وتعدّد المعالجة النفسية أسباباً عديدة لسلوك هذه المرأة ومنها:   * ضعفها أو عدم ثقتها بأنها قادرة على لفت نظر الرجل من خلال موازنتها بين اهتمامها بشكلها من الناحية وبفكرها وعملها وعلمها من ناحية أخرى.

  * رغبتها في التقليد الذي تحوّل إلى عدوى في مجتمعنا. فهي ترغب بالتمثّل بصور النجمات العالميات والشهيرات، وتسعى إلى منافسة النساء الأخريات لتثبت وجودها.

  * علاقتها بأسرتها منذ الصغر. فربّما عانت من خلل مثل الفشل في نيل اهتمام والدها في السنوات الأولى من حياتها، ما حرّك الآليات الدفاعية لديها ودفعها إلى البحث عن تعويض ذلك من خلال المبالغة باهتمامها بشكلها والعمل على الإثارة الجسدية بشكلٍ مفرط.

  وفي الختام تشدّد شباب على أنّ مبالغة المرأة وهوسها في اعتنائها بشكلها وفي تعديله ليتناسب مع الصورة الأنا التي رسمتها في مخيّلتها ليسا من ضمن رغبات الرجل بل تصبّان في خانة عدم اقتناعها بصورتها الأصلية.

  كما أنّ مبالغتها في الاهتمام بعملها وإهمالها لنفسها لا يشكّلان عاملَ جذب ونجاح على الصعيد الاجتماعي. وتشير إلى أنّ «المرأة الذكية تحسن المزج بين أدوات الجاذبية لتفوز بالرجل الذي تهتم لأمره، وتدرك أفضل السبل لنيل إعجابه حسب قدرتها على قراءة شخصيته».

الجمهورية