في حوارات متعددة مع ساسة من لبنان أكدوا استمتاعهم وتقبلهم لمشاهدة من يقلدهم على سبيل فني ساخر. جنبلاط أقام عدة ولائم وفتح بيته للذين استطاعوا تقليده بنجاح اعتاد اللبنانيون منذ زمن بعيد على هذا اللون من السخرية. لكن شخصية واحدة لم تتأقلم مع حال التقليد تلك. حين تم تقليد حسن نصر الله قبل عقد من الزمان حدثت اضطرابات وافتعل الشغب، وتمت حماية الفريق الفني الذي قام بالتقليد.

 

سئل أمين عام ميليشيا حزب الله في حوار معه عن سبب غضبه من السخرية الفنية أو التقليد الكوميدي، فأجاب مراوغا أن الغضب ليس منه، وإنما لجمهوره، ثم استدرك موضحا عدم قبوله بأي شكل من الأشكال التقليد الذي يوحي بالانتقاص، هذا التعبير المراوغ خلاصته أن من يقلدني، فالويل له !

 

أبدع الفنان خالد الفراج في تقليد جزء بسيط من ترسانة تناقضات نصر الله، على إثر ذلك اشتعلت الضاحية، وقطعت طريق الجديدة، وحصل استفزاز همجي للشارع السني، غير أن تعليمات الرئيس سعد الحريري كانت واضحة وصارمة: «لا انجرار وراء الاستفزاز، الهدوء وضبط النفس».

 

الغريب أن حزب الله يحاضر للناس عن الأدب والخلق، وعدم الإساءة للناس، واحترام المقامات، وخطب نصر الله كلها شتائم مقذعة وألفاظ بذيئة لا يمكن السماح للأطفال بسماعها لئلا تتلوث ذائقتهم وتشوه ألسنتهم.

 

في استفتاء طرح على عدد من الشوارع في بيروت: هل تقبل بتقليد نصر الله ؟ أحدهم يجيب: لا، تسأل المذيعة: هل هو مقدس، لا مش مقدس .. بس مستحيل نتخيل إنه بيتقلد !

 

معادلة القطيع: مش مقدس، لكن مقدس !

  عكاظ تركي الدخيل