أعلن «حزب الله» اللبناني، أمس، مقتل القيادي البارز في صفوفه علي فياض المعروف باسم «علاء البوسنة»، أثناء مواجهات في سوريا، ليكون فياض، أرفع رتبة بين قيادات الحزب التي تقتل في سوريا، كونه يتولى مهام «قائد القوات الخاصة في الحزب»، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس.

وتشير مقاطع فيديو تداولها ناشطون أمس، إلى أن فياض كان مسؤولاً عن العمليات الخاصة في الميدان السوري، حيث تبين أنه كان المسؤول عن عمليات التفجير التي استهدفت قوات المعارضة السورية، بينها إعداد كمين العتيبة في الغوطة الشرقية لدمشق، الذي أسفر عن مقتل العشرات من قوات المعارضة إثر تفجير شبكة ألغام أرضية بهم. ويظهر صوت في الفيديو يقول: «فجر يا علاء». كما بدا أنه المسؤول عن مفخخة سهل الغاب التي أسفرت عن مقتل عناصر في المعارضة، إثر تسلل مجموعة من «حزب الله» وزرع ألغام فيها. وبحسب المعلومات المتداولة، فإن فياض تسلم مسؤولياتٍ كثيرة، أبرزها في الغوطة الشرقية، ودرعا واللاذقية وحلب، وأصيب بجروح في السنوات الخمس الماضية 7 مرات.

لا يعد فياض أبرز قيادي عسكري يقتل في سوريا منذ بدء المعارك فيها فحسب، بل يتمتع الرجل برمزية لحزب الله ، كونه كان أحد القادة الذين ينفذون توجيهات الحزب وإيران في قتل الشعب السوري ، على الرغم من محاولة حزب الله التضليل ووصفه بأنه المقاتل خارج الحدود وشارك في القتال في البوسنة، بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية لبنانية محسوبة على «حزب الله»، التي أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قبل فترة وجيزة أنه كان قد أرسل مقاتلين من الحزب للمشاركة فيها في تسعينات القرن الماضي، وكانت مهمته تنظيم صفوف المقاتلين البوسنيين في وجه الهجوم الصربي، والتي وصفها أحد النشطاء أنها محل افتراء من نصر الله كونه في تلك الفترة لم يكن لـ«حزب الله» أي موطئ قدم في البوسنة، مستدركا بأنه لماذا يعلنها نصر الله حاليا، إلا أنه يريد أنه يشير لتوسع دور حزب الله أمام أنصاره.

ويتمتع قيادي «حزب الله» المقتول أمس بمرتبة كبيرة لدى النظام السوري. وذكر موقع «ليبانون فايلز» اللبناني المحلي، أن عددًا من ضباط الحرس الجمهوري في سوريا، قدموا التحية له بطلب خاص من رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد السيطرة على شبعا في جنوب شرقي دمشق.

وبحسب وسائل الإعلام المحسوبة على «حزب الله»، فقد تولى في سوريا مهام التخطيط لأبرز الكمائن ضد قوات المعارضة السورية، في العتيبة والغوطة ودرعا واللجاة وسهل الغاب، إضافة إلى قيادته عمليات قتل للشعب السوري في مناطق واسعة في ريف دمشق، والمشاركة في وضع خطة لمنع دخول المعارضة السورية للعاصمة السورية دمشق.

وذكر الإعلام الحربي التابع للحزب أن فياض «شارك في عمليات عسكرية في العراق، وهو ما يشير إلى أنه كان يتولى عمليات عسكرية خارجية لصالح الحزب في الخارج.

كما ذكر الإعلام الحربي أن وحدات منه استرجعت عددًا من جثث قتلى قضوا خلال معارك ريف حلب الأخيرة ومن بينهم جثة علي فياض، موضحًا أن عملية استرجاع الجثث من تلة الحمام في ريف حلب الجنوبي الشرقي بدأت، ليل الأحد، وشاركت فيها قوات خاصة من «حزب الله» وقوات النظام السوري.

ولا توجد تقديرات رسمية من الحزب لعدد قتلاه على الساحة السورية، لكن الأرقام من مواقع قريبة منه وأخرى معارضة، بالإضافة إلى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ترجح أنه قارب الألف قتيل منذ تدخله في سوريا للقتال إلى جانب رئيس النظام السوري عام 2013.

وكان القيادي في الحزب محمد عيسى الملقب بـ«أبو عيسى الإقليم» أبرز قيادي في الحزب، قتل بالغارة الإسرائيليّة التي استهدفت موكب «حزب الله» في القنيطرة السورية في يناير (كانون الثاني) 2015، وقتل فيها أيضًا جهاد مغنية، نجل القائد العسكري لـ«حزب الله» عماد مغنية الذي قتل أيضًا في دمشق في سيارة مفخخة