تشهد إيران اليوم انتخابات مجلسَي خبراء القيادة والشورى (البرلمان)، والتي تعهدت الحكومة أن تكون «نزيهة وقانونية»، ورجّح الإصلاحيون المتحالفون مع أنصار الرئيس حسن روحاني، فوزهم فيها. ويواكب الاقتراع ترقب داخلي ودولي، وسط تطورات إقليمية، خصوصاً انه يلي تطبيق الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، ورفع العقوبات عن طهران .

وأنهى المرشحون حملاتهم الدعائية صباح أمس، قبل 24 ساعة من فتح مراكز الاقتراع في الثامنة صباح اليوم. وشملت تلك الحملات كل أنواع الدعاية الانتخابية، بما فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي استُغِلَّت في شكل مكثف لمخاطبة الناخبين. وكان يُفترض أن تُغلَق هذه المواقع، لكن السلطات أبقتها مفتوحة، وطلبت من الماكينات الانتخابية الكفّ عن استخدامها في شكل منظّم.

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات محمد حسين مقيمي أن الناخبين 54.9 مليون شخص، مشيراً إلى ترشّح 4844 شخصاً للانتخابات النيابية (290 مقعداً)، في مقابل 159 لانتخابات مجلس الخبراء (88 مقعداً). وذكر أن انتخابات المجلس ستكون في مرحلة واحدة، اذ سيستند فوز المرشح إلى قاعدة الغالبية النسبية، فيما الفوز في الانتخابات النيابية يحتاج إلى نيل 25 في المئة من الأصوات، وإلا يخوض المرشحون دورة ثانية بعد شهر تقريباً.

وأكد مقيمي أن اللجنة «ستسهّل» تنفيذ رغبة الزعيم المعارض مهدي كروبي، الخاضع لإقامة جبرية منذ العام 2011، بالتصويت بعدما طلب إرسال صندوق اقتراع إلى منزله.

وشدد وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي على أن السلطات ستمنع «دخولاً منظماً» إلى طهران من خارجها، للمشاركة في الاقتراع، بعد معلومات أفادت بسعي أوساط إلى جلب ناخبين إلى العاصمة، لدعم المرشحين الأصوليين أحمد جنتي ومحمد تقي مصباح يزدي ومحمد يزدي في انتخابات مجلس الخبراء. وكان مواطنون دعوا إلى الامتناع عن التصويت لهؤلاء، والاقتراع لمصلحة قائمة يدعمها الإصلاحيون وتضمّ روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ووزير الاستخبارات محمود علوي.

وفنّد وزير الداخلية اتهامات بتلقي قائمة انتخابية دعماً من لندن، لكن رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي اعتبر أن «أميركا وبريطانيا دخلتا المعركة وأعدّتا لوائح لمرشحين»، منبّهاً إلى أن «الاستكبار يسعى إلى التغلغل في مجلس الخبراء». وحض الناخبين على «انتخاب مَن هم أكثر التفافاً حول ولاية الفقيه».

وتعهد إسحق جهانكيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، تنظيم «انتخابات لائقة ونزيهة وقانونية»، فيما أعلن قائد «فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني دعمه رئيس البرلمان علي لاريجاني المتحالف مع الإصلاحيين، بعد خلافٍ مع الأصوليين بسبب الاتفاق النووي.

القيادي الإصلاحي محمد رضا عارف الذي يرأس اللائحة الائتلافية بين الإصلاحيين وأنصار روحاني في الانتخابات النيابية في طهران، اعتبر الحديث عن دعم بريطاني «طبيعياً خلال الانتخابات». وقال لوكالة «رويترز»: «نعتقد بأننا سنفوز، ولكن إذا لم نحصل على الغالبية، سنشكّل تحالفاً للضغط من أجل تحقيق إصلاحاتنا وخططنا للتطوير. نتوقّع ألا ينال المتطرفون أو الأصوليون الغالبية في البرلمان، وأن يتغيّر الجوّ العام فيه. هذا أملنا، لكنه أيضاً تحليل يستند إلى واقع».